سهل جعتون صغير مساحته ما بين 5 الى 7 كيلو متر مربع. ويبعد عن ترشيحا مسافة 4 كيلو مترات على طريق والكابري. ويجري عبره جدول ماء عذب يغذيه 7 ينابيع، تزداد مياهها شتاءً وتقل صيفاً، وينبت حوله نبات العليق أي التوت البري..
هذا السهل كان ملكاً لعائلات لبنانية منهم عائلتي سرسق وتويني اللتين عرضتاه للبيع، وتنافس على شرائه بعض أهالي ترشيحا وسماسرة تابعون للحركات والمنظمات اليهودية. لكن أهل ترشيحا تمكنوا من شرائه. ووزِّع أسهماً بين من اشترك في الشراء من أهل ترشيحا، وذلك حسب المبلغ الذي دفعه كل شخص أو عائلة..
ومن مُلّاك هذا السهل من أهل ترشيحا: زكي وفارس مصطفى شركاء، وسليم مصطفى وأحمد أبو خريبة شركاء، وأحمد اسماعيل ملحم، ومحمد نجيب البدوي، علي أبو عيسى، وشفيق المحمود، ومحمود الجشي، وآل المعتصم، وآل الحفيظ، وآل أبو هاشم.. وغيرهم قد أكون لا أعرف أسماءهم..
كانت تزرع فيه جميع الخضار كالبندورة، والخيار، والقرنبيط، الملفوف، والفلفل على أنواعه، والباذنجان، الكوسا، والذرة الصفراء..
وكانت هذه الخضار تباع في مدينة حيفا يومياً. ونظراً لجودة ونوعية خضار جعتون، فقد كان لها مردود مادي ممتاز، وخاصة البندورة، إذ كانت مشهورة جدا في حيفا..
وتنبت في مياه الجدول الهادئ الجريان نبتة مائية أسمها أرآر WATER CRESS ، طعمها لذيذ كطعم الجرجير. وكان أهل ترشيحا يحبون أكلها كثيراً وخاصة مع الكبة والمجدرة، ومع جميع المأكولات باستثناء الأكل الحلو..
وكثيراً ما كان طلاب مدرسة ترشيحا يقومون برحلات الى سهل جعتون، وخاصة عند أشجار الكينا الضخمة على حوافي النبع..
والوصول إلى جعتون غالباً ما كان مشياً على الأقدام أو على ظهور الخيل والحمير، مروراً بعين مياه ترشيحا، وبغابات من أشجار السنديان والبطم والخروب وحقول التين والزيتون ونباتات الجعساس (المرمية) والطيون والبلّان والأزهار والنباتات المتنوعة الأشكال والألوان. وتُطْربك في تجوالك هناك زقزقة العصافير، ويُفْرحك تدرّج الحجل وهروب الأرانب؛ أو بواسطة الباص عبر الطريق العام إلى عكا قبل الوصول إلى قرية الكابري، ليتابعوا طريقهم سيراً على الأقدام لمسافة قصيرة عبر الصخور والغابات..
جعتون قطعة من جنة السماء خلقها الله لأهل ترشيحا وأهل فلسطين
#شوف بلادك
شارك بتعليقك