من ذاكرة قرية كويكات
ولدت الـ"جفرا" في قرية اسمها "كويكات"
قرية عربية تقع على بعد 15كم شمال - شرق عكا ، وترتبط بها وبالقرى العربية المجاورة بطرق كثيرة. وقد استفادت من قربها من مدينة عكا في معظم الخدمات التسويقية والصحية والتعليمية وغيرها.
تقع القرية في سهل عكا فوق رقعة من الأرض ترتفع 50 م عن سطح البحر .ولذا كان من الطبيعي أن تكون أبرز مزايا موضعها : سهولة الاتصال بعكا ووجود أراض صالحة للزراعة حولها.
تعتبر القرية موقعا أثريا يحتوي على نحت في الصخور ومغاور استخدمت كمقابر وفيها توابيت فخاريه وبئر قديمة وأنقاض معاصر زيتون يدوية. يستنتج من هذا أنه كانت اّهلة بالسكان في العصر الكنعاني وهي واحدة من الأماكن التي لها ذكر في المراجع ضمن أسماء قرى ومدن فلسطين في أواخر الحكم العثماني.
ذكرها الافرنج بعد احتلالهم لفلسطين عام 1104م . مرة باسم كوكيت (راجع كتاب كي لا ننسى لوليد الخالدي الطبعة الثانية.) ومرة باسم كاكيت ( شكري عراف ، القرية العربية ألفلسطينية) كما وردت في الحولية السنوية لولاية بيروت عام 1235هـ / 1916م وباسم القويقات |( راجع ولاية بيروت القسم الجنوبي ، رفيق التميمي ومحمد بهجت.)
حدودها:
يحد القرية من الشرق قرية عمقا ، من الغرب قريتًي المزرعة والسّميرية ، من الشمال الشّيخ دنون والشّيخ داوود ومن الجنوب قريتًي كفر ياسيف وأبو سنان.
ارتبطت القرية بشبكة طرقات أهمها :
من الشرق طريق كويكات – عمقا. ومن الغرب طريق كويكات – المزرعة. ومن الغرب الجنوبي طريق كويكات – عكا. ومن الشمال الشرقي طريق كويكات – الشيخ دنون. ومن الشمال الغربي طريق كويكات – النهر والتل.ومن الجنوب طريق كويكات – كفر ياسيف أبو سنان.
المباني:
بنيت القرية على سفح تل يرتفع عن سطح البحر 50 م. كانت غالبية بيوتها مبنية من الحجارة الصخرية المقتطعة من صخور المنطقة القريبة، أما فواصل البيوت والأسقف فمبنية من الطين المخلوط بالتبن.الناعم (الموس) والتراب. امتازت بيوت القرية في الفترة العثمانية بتلاصقها وقربها من بعضها البعض، حيث كانت تفصلها أزقة ضيقة ومتعددة.
في فترة الانتداب ألبريطاني اتسعت رقعة القرية الى الجهة الغربية لتصل الحواكير، وقد امتازت بتباعدها عن بعضها البعض . ولهذا يمكن القول أن بيوت كويكات تندرج تحت بابين، البيوت القديمة والبيوت الحديثة. ومن أهم المباني والمعالم في القرية نذكر:
المدرسة: أنشئت المدرسة ابان الحكم العثماني وقد أجمعت المراجع على أنها بنيت عام 1887م.
الجامع:
كان المصلون في القرية قبل عام 1887، يصلون في أحد البيوت وفي يوم الجمعة كان يذهب بعضهم للصلاة في عكا. وذلك لعدم وجود جامع في القرية. مما دعا والي عكا بعد أن عرف بالأمر، أن يأمر رجال سلطنته بالشروع في بناء جامع في القرية ، وقد باشر أهالي القرية ببنائه عام 1887 وبعد اتمامه ، عيّنوا الشيخ داود ذياب أحد أبناء القرية اماما وخطيبا له.
الخان:
يعرف( بخان كوكو) ، يقع في وسط القرية. له فناء واسع وباب كبير يغلق ليلا . أغلب الظن أن الخان أنشئ إبان الحكم العثماني لتوفير المأوى للتجار والمسافرين القادمين من أماكن بعيدة والذين كانوا ينزلون القرية قبل وصولهم مدينة عكا .
مقام القرشي /قبر القرشي :
قبر قديم يقع في الجهة الجنوبية الشرقية من القرية ويعرف بقبر الشيخ أبو محمد القريشي، وهو أحد الدّعاة الذين سكنوا في القرية ، ولما مات دفن فيها . كان مزارا لأهالي القرية قبل النكبة، حيث كانوا يزورونه ويضعون على قبره اقمشة تستعمل ستائرة للزائرين/ات.
العين أو الحنّانة:
تقع في الطرف الجنوبي الغربي للقرية، وهي عين تعود الى حقب تاريخية قديمة . يصل عمقها الى مائة متر، كان الاهالي يستقون منها بواسطة الدلو، وبناء على طلبهم ، صنع أحد الاخصّائيين من عكا قساطل ركبها أحد أبناء القرية في العين ،وجعل لها مُحرّكاَ في أعلاه ، يُدار بواسطة الدّواب. والى جانبها بنوا خزانا للمياه ، وزوّدوه بحنفيات لتسهيل جلب الماء الى البيوت .
الأراضي:
كانت مساحة أراضي الكويكات قبل عام النكبة تقدر بـ 4.723 دونما منها:
65 دونما للطرق والأودية ، لم يملك الصهيونيون فيها شيئا. وتعد أراضي كويكات من أخصب الأراضي في ألمنطقة ومعظمها صالحة للزراعة لا سيما زراعة الحبوب والزيتون والبطيخ.
قُدّرتْ مساحة الأراضي المغروسة باشجار الزيتون في أواخر عهد الانتداب البريطاني نحو 500 دونم . إضافة للزراعة اهتم السكان أيضا بتربية المواشي والدّواجن وصناعة منتجات الألبان وزيت الزيتون.
النّمو السّكّاني:
بلغ عدد سكان قرية كويكات حسب الاحصاء البريطاني عام 1922 نحو 604 نسمة . وفي عام 1931 بلغ عددهم 789 نسمة ، كانوا يقيمون في 163 بيتا ، ثم ارتفع عددهم حسب إحصاء عام 1945 ليصل الى 1.050 نسمة . أما مساحة القرية فقد كانت في أواخر العهد العثماني ما يقارب ال16 دونما ، ازدادت فيما بعد لتصل الى 26 دونما وذلك نتيجة توسّع نسبة البناء فيها .
ومن العائلات التي سكنت قرية كويكات نذكر :
الغضبان ومنهم المختار سليم الغضبان وعبدالله الغضبان.
الحسن ومنهم المختار خليل ابراهيم الحسن.
يحيى ومنهم محمد يوسف صالح، عمر شحادة ، ولافي يحيى.
كريم منهم أحمد صالح، ويرتبطون بقرابة الى دار يحيى .
إبريق منهم شحادة يوسف ابريق وسليم أحمد ابريق وعيسى محمد ابريق.
الجشي ومنهم صالح ابراهيم الجشي.
دار علي مصطفى أو دار نصرة ويلقّبون (أبو سيخ) .
دار العطعوط.
دار العجمي.( الايراني).
دار العمقاوي.
دار البيتم.
دار السنونو.
عمليّة ديكل وسقوط القرية :
احتل الجيش الإسرائيلي خلال عمليّة "ديكل" أجزاء شاسعة من الجليل الغربي والجليل الأسفل. كان هدف االعملية الأساسي الهجوم على قوات القاوقجي وضربها في قواعدها.
كانت العمليّة العسكرية ما بين التاسع والثامن عشر من تموز 1948 ، قامت بها ألوية شيفع ، كرملي وغولاني. دارت المعارك ضمن ما سُمي لاحقا بمعارك "الأيام ألعشرة التي احتُلت أثناءها مناطق واسعة من أراضي الجليل.
بدأت المرحلة الأولى من حملة " ديكيل" مابين بين 8-14 تموز، تحرك خلالها ، لواء شيفع(7) وكتيبة 21 التابعة للواء "كرميلي" شرقا، من منطقة عكا ونهريا باتّجاه منحدرات جبال الجليل الغربي. احتلت تلك القوات قرى عمقا، الكويكات، كفر ياسيف، أبو سنان، جولس والمكر، ثم اتجهت جنوبا لتحتل قرية عبلين ومدينة شفاعمرو.
احتلال القرية:
في ليلة الحادي عشر من حزيران عام 1948 ، دخلت القرية الوحدات التي كانت تابعة للواء شيفع ولواء كرميلي. وبدأت بالقصف المدفعي تمهيدا للهجوم بالدّبّابات والآليات .
جرت خلالها عدة اتصالات غير مباشرة من قبل اليهود بوجهاء وكبار القرية يدعونهم الى البقاء فيها والعيش بأمان . رفض أهالي القرية هذا العرض وقرروا البقاء فيها والدفاع عنها ومقاومة أي اعتداء عليها. اّملين بذلك دخول الجيوش العربية المعركة وحسمها. ومع احتدام المعارك وسقوط القرى العربية القرية تلو الاخرى و وصول أنباء عن ارتكاب المجازر في القرى العربية . قرر رجال القرية اخراج النساء والأطفال وكبار السن الى أماكن أكثر أمنا ، فخرجوا وتوجّهوا الى كفر ياسيف وأبو سنان وغيرها من القرى المجاورة ،على أمل العودة اليها خلال أيام...غير أن المعركة كانت غير متكافئة مما حدا بالثوار الذين حاولوا الدفاع عن قريتهم التراجع الى موقع جبلي شرقي القرية ، على أمل أن يوفّر لهم جيش الانقاذ العربي الامدادات ، بعد أن سقطت قريتهم . لكن لا حياة لمن تنادي . وهكذا انطوت صفحة أخرى من صفحات شعبنا التي طالتها يد التهجير لتصبح قرية كويكات الهادئة الوادعة قرية مهجرة يسكنها غرباء، قدموا من بلاد لا تربطهم بتلك الارض اية رابطة تذكر. لينشئوا على أرضها في كانون الثاني من عام 1949 كيبوتس هبونيم الذي تم تغيير اسمه في وقت لاحق ليصبح كيبوتس بيت هعيمق. أما اليهود الذين استوطنوا القرية فهم من اليهود المهاجرين الذين أتوا من انجلترا وهنغاريا وهولندا. واليوم لم يبق من القرية سوى المقبرة المهجورة وركام المنازل التي غرست فوقها اشجار الكينا والصنوبر ومقام الداعي أبو محمد القرشي الشاهد على حقيقة المكان والمعالم. See less
شارك بتعليقك