هناك عدة اشكاليات في هذه المسألة: - اولا ؛ علم اللغة و قواعد النحو و مناهج البلاغة ؛ كلها أتت بعد ميلاد القرآن بمئات السنين (القرن الثالث الهجري على وجه التحديد). ماذا يعني ذلك ؟؟ .. كمن يكتب الشعر قبل بحور الخليل ؛ ثم يقرأ بيت لمرؤ القيس لم تكتمل فيه القواعد البلاغية و الفنية ! مالذي يحدث حينها؟! بسيطة .. امرؤ القيس اكثر عظمة من كل الشعر الحديث و القواعد اللغوية و النحو الكلاسيكي ! هنا بالمقابل ؛ نستطيع ان نتناول القرآن على نفس النهج. يوجد امثلة كثيرة على انحراف النص عن القواعد الفنية ؛ على الرغم انها تعتبر في اللغة و النحو استثناءات خارقة و فيها اعجاز و العكس هو ايضا يؤدي الى بلاغة في اتساق النص مع القاعدة اللغوية - التسليم التام يؤدي الى التعامي عن مخالف الاشكاليات:
1-البقرة آية 196 (تلك عشرة كاملة)، والصواب: تلك عشرٌ كاملة .
2. الأعراف آية 160 (اثنتي عشرة أسباطا)، والصواب: التذكير في الأول والإفراد في الثاني ، أي: اثني عشر سبطا.
3. النساء آية 162 (والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة)، والصواب: والمقيمون ا لصلاة.
4. المائدة آية 69 (والصابئون والنصارى)، والصواب: والصابئين.
5. المنافقون آية 10 (وأكن من الصالحين)، والصواب: وأكون بالنصب.
6. آل عمران آية 59 (ثم قال له كن فيكون)، والصواب: فكان.
7. الصافات آية 130 (سلام على إلياسين)، والصواب: إلياس.
8. التين آية 2 (وطور سينين)، والصواب: سيناء.
9ز الحج آية 19 (هذان خصمان اختصموا في ربهم)، والصواب: اختصما في ربهما.
10. الحجرات آية 9 (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما)، والصواب: اقتتلتا
10. الحجرات آية 9 (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما)، والصواب: اقتتلتا أو: بينهم. 11. الأنبياء آية 3 (وأسروا النجوى الذين ظلموا)، وا لصواب: وأسر النجوى. هذا يجعل تقييم النص المقدس فنيا مسألة شائكة و تستدعي دراسة فنية و منهجية. تتناول الادب بالمقارنة التاريخية ؛ و لا يكون النهج هو الارتباط بقواعد اللغة التي تأثر مؤسسيها باللغة القرآنية. - ثانيا ؛ مما لا شك فيه ان النص المقدس فضفاض و متناقض و ايضا يحتوي على تباين في القيمة تنتهي الى الركاكة و الضعف في اجزاء كبيرة من النص و في حالات اخرى فيه ومضات فنية جميلة "وما كان لنبي أن يغل ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة" (ال عمران) و "اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ " سورة النور. الاولى ركيكة ؛ و الثانية لا تخلو من الجماليات الفنية. 1- النص مختلف ؛ ليس بالشعر و لا بالنثر ، لذلك وصف بالسحر. فالغرابة هنا شكلت وعي مختلف ؛ و السيادة فرضت نص غير قابل للنقد ؛ كل البدائل احرقت و غير موثقة الا في النص القرآني لانها كلها مسحت من الذاكرة و تغلب عليها النص المتسيد. 2- لم ياتي القرآن بجديد من نواحي المعرفة و الحكمة ؛ على سبيل المثال كانت العرب تقول قبل القرآن: "القتل انفى للقتل " ؛ يقول القرآن: "و لكم في القصاص حياة" - نفس المعنى. يقول القرآن: "و شاورهم و إذا عزمت توكل على الله" - لا يشير النص ان العزم للشورى بل للفرد ؛ هذا هو الفعل القبيلي الذي تسيد في جزيرة العرب و سلطة الشيخ و ضرورة ان يشاور قبل ان يعزم (لذلك العزم فرد و ليس جمع) تماما كحال القبائل العربية. و الحكمة في المعلقات اكثر جودة من كل المواعظ الأخلاقية في النص المقدس ؛ منها شعر زهير على سبيل المثال. - ثالثا ؛ التلقي ؛ القرون الطويلة التي درس فيها القرآن عبر تأصيل القواعد اللغوية في العودة للمرجعية المقدسة ، من خلالها اصبح التقديس في تراكم التلقي. كم دراسة نقدية في زمن المتنبي عن شعره ؛ مئة دراسة نقدية في عصره ! جعلت شعر المتنبي غير قابل للتجاوز او النقد الى ان اصبح الشاعر التقليدي اليوم يتباهى بأنه "متنبي العصر" ؛ العمل المؤسساتي في التأليه و تراكم تحريف القواعد اللغوية على نهج النص المقدس ساهم في جعل النص قويا و معجزا ! بينما من يستطيع ان يعمل مقارنة جادة بين اعمال ابو العلاء المعري الادبية و بين النص المقدس ، او مقارنة بين التوحيدي و بعض الايات القرآنية؟؟؟ هذه الدراسات سيصل بها الباحث الى اكتشاف مواطن ضعف النص المقدس لكن من يستطيع القيام بذلك اليوم ؟؟
شارك بتعليقك
- ألا تجده غريبا أنك ترى الإعجاز اللغوي في القرآن وأنت تكتب بالإنجليزية عادة؟
- ما هي مؤهلاتك لتعلم ذلك؟
- هل تعلم أن قواعد اللغة فقط دونت بعد مئتي سنة وأكثر من موت محمد؟
- طيب يا بروفيسور اللغات .... فسر لنا البلاغة ولإعجاز اللغوي في آية الغرانيق ....
إن الغرانيق العلى ..... إن شفاعتهن لترتجى
- هل تعلم أن كتاب نهج البلاغة للإمام علي يشبه القران؟ لاحظ كتاب مقامات الحريري أيضا ..... ع فكرة مرة جودت سطور منه وحسبه البعض آيات كريمة ..... جربها
- حتى علماء الفقة واللغة .... ما يسمى بالأعجاز اللغوي فقط محصور في قسم بسيط وهو الآيات المكية .... وهي أقل من خمس حجم باقي الآيات