بريطانيا تتخلى عن الإنتداب وتقرر مغادرة البلاد - 13 تشرين ثاني 1947 -- النكبة الفلسطينية والفردوس المفقود للأستاذ عارف العارف

وجاء في تقريره أن الحكومة السورية هي الحكومة الوحيدة التي قدمت أكثر بكثير مما طلب منها .
وقال : - «إن اليهود لم يستخدموا إلى الآن جميع قواتهم . ولا يزالون يحتفظون بها للمعارك الحاسمة» .
وأشار إلى الأمل الضئيل في الحصول على الأسلحة التي عقدت صفقاتها في الخارج باسم الحكومتين السورية واللبنانية بسب العراقيل التي وضعت في طريقها . ولهذا لم يبق أمام الدول العربية إلا أن تضحي بما لديها من أسلحة وعتاد أو بأكبر نصيب منها وبوجه السرعة . وإلا فسيبقى الفلسطينيون عرضة للتقتيل والفناء .
وشكا صفوة من تدخلات المفتي في شؤون القيادة العامة ومن نشره بيانات بتوقيع (القيادة العليا لفلسطين) .
وفي 7 / 2 / 1948 اجتمع في القاهرة مجلس الجامعة فتقدمت إليه اللجنة العسكرية بتقربرها (تاريخ 8 / 2 / 48 رقم 118 / 27 آ) وصفت فيه الوضع في فلسطين بعد صدور قرار التقسيم وتعطش الفلسطينيين إلى السلاح وبحثهم عنه في كل مكان .
وصفته وصفًا قاتما يدل على أنه سيزداد سوءًا إذا لم تتدخل الجيوش العربية بكامل أسلحتها ومعداتها .
وعلى هذه الجيوش أن تعمل فورًا على استكمال ما ينقصها لتصبح قادرة على العمل وإحراز النصر عندما يزول الانتداب أو يحين وقت العمل .
وشكت اللجنة بمرارة أن بعض الحكومات العربية لم تسلم إلى الآن ما تعهدت به من أسلحة .
وقالت إنها لا تعلم شيئًا عن القوات الفلسطينية ومقدار أسلحتها .
وقالت إن الموقف من حيث السلاح لا يدعو إلى الاطمئنان .
بريطانيا تتخلى عن الانتداب وتقرر مغادرة البلاد
*
وفي 13 تشرين الثاني 1947 أبلغ السر الكسندر كادوغان ، ممنل بريطانيا الدائم في مجلس الأمن ، الجمعية العمومية لهيئة الأمم أن الحكومة البريطانية لن تستخدم جنودها في فرض التقسيم على فلسطين . وأنها قررت مغادرة البلاد نهائيًا في أول آب سنة 1948 .
ثم عادت الحكومة المشار اليها فأبلغت هيئة الأمم أنها اعتزمت مغادرة فلسطين في اليوم الخامس عشر من شهر أيار سنة 1948 . ولقد صدق النبأ الناس كلهم خلا الفلسطينيين فإنهم في بداية الأمر ، لم يصدقوا أبدًا أن الانكليز ينوون حقًا أن يغادروا فلسطين .