النكبة الفلسطينية والفردوس المفقود للأستاذ عارف العارف - المجلد الأول - صفحة 23

وقد ظل بعضهم سادرًا في اعتقاده إلى أن رأى بأم عينه الجندي الأخير يمتطي غارب السفر .
ولم يحاول الانكليز أن يقيموا في البلاد حكومة ، ولو مؤقتة ، أو يكونوا فيها جهازًا يتولى إدارتها عندما يغادرونها .
هذا ما عرف رسميًا عن انسحاب بريطانيا من فلسطين .
ويقول عبد الرحمن عزام ، الأمين العام للجامعة العربية (1) ، إنه استنفد «جميع الوسائل الدبلوماسية لإقناع البريطانيين كي يؤجلوا انسحابهم من فلسطين» وإنه عرض على الحكومة البريطانية بواسطة سفيرها بمصر السر رونالد كمبل ، اقتراح التأجيل «مؤكدًا لها» أننا نؤيد بقاءها فترة اخرى إلى أن يعاد السلم إلى نصابه ويوجد حل سلمي للمشكلة» ويضيف عزام إلى ذلك قوله : «ولكن الحكومة البريطانية أجابتني أنها قررت نهائيًا الجلاء في الموعد المحدد .»
ويقوله عزام . إن هذه المفاوضات التي جرت بطرق سرية للغاية وقعت قبل الجلاء بنحو شهرين ... وإنه فعل ذلك لاعتقاده أن الجيوش العربية ماكانت يومئذ على استعداد للقتال. إذ كان ينقصها السلاح والعتاد .
وصرح الاضون بيرل لوكر ، رئيس اللجنة التنفيذية للوكالة اليهودية ، في بيان ألقاه أمام نصر من الصحفيين في القطاع اليهودي من مدينة القدس بتاريخ 19 نيسان 1953 (2) «إن وزير المستعمرات البريطاني ناداه إليه ، بعد أن عرضت بريطانيا مشكلة فلسطين على هيئة الأمم ، وأفهمه أن الحكومة البريطانية على استعداد لتمديد أجل الانتداب خمس سنوات ، إذا ما وافق زعماء الحركة الصهيونية على ذلك .» وأضاف الوزير إلى ذلك قوله «إن الحكومة البريطانية على استعداد أيضًا لسحب الكتاب الأبيض ، وفتح باب الهجرة بالنسبة إلى مقدرة البلاد الاقتصادية على الاستيعاب ، وإلغاء القوانين التي تحول دون شراء اليهود للأراضي العربية .» ويقول لوكر : «وفيما كان الزعماء اليهود يتنادون ليحث هذا الاقتراح البريطاني سمعوا ارنست بيفن ، وزر خارجية بريطانيا ، يقول : إانه لا مجال لإعادة النظر في موقف بريطانيا من المشكلة الفلسطينية ، إلا إذا قبل اليهود مشروعه . ومشروعه يقضي بإنشاء دولة يهودية في منطقة لا تتعدى كثيرًا حدود تل أييب ...»
-------
(1) اقرأ العدد 1484 . مجلة « المصور » المصرية الصادر بتاريخ 20 آذار «مارس» 1953
(2) اقرأ العدد 5218 من جريدة «الدفاع» المقدسية الصادر بتاريخ 20 نيسان «أبريل» 1953