عبدالستار قاسم كتب قبل إعتقاله من محمود عباس تاع أسلو ......
هناك افتراض أساسي يقف خلف كل الأحاديث العربية حول مشاريع الغير التي تستهدف العرب، وهو أن العرب ليسوا إلا مجرد مطايا يقيم الغير مشاريعهم من أجل امتطائنا. هناك افتراض واضح بأن إيران صاحبة مشروع يهدف إلى السيطرة على الأمة العربية وسوقها وفق إرادتها هي، وكذلك هو الأمر بالنسبة للمشروعين الأميركي والصهيوني.
وهذا الافتراض يدفعنا إلى التساؤل حول المشروع العربي: أين هو المشروع العربي المضاد الذي يُفترض أن يهدف إلى صون الأمة العربية والمحافظة على مصالحها، أو في الحد الأقصى يهدف إلى الهيمنة على الغير وامتطائه؟ هل هناك مشروع عربي مشابه لمشاريع الآخرين، أم أن المشروع العربي ينحصر فقط في الأحاديث حول مشاريع الآخرين التي تستهدف الأمة العربية؟ لماذا ينظر العرب إلى أنفسهم على أنهم المستهدفون وهم فقط الذين يصلحون للامتطاء؟ هناك خلل بنيوي واضح في الافتراض بأن الآخرين يستهدفوننا، في حين أننا لا نصنع الكثير في الواقع العملي من أجل المحافظة على أنفسنا.
يضخ السياسيون والإعلاميون الكثير من التخويف في نفوس العرب من مخططات الغير الذين يتربصون بنا.. إنهم يدبون الرعب في قلوب الناس ولا يعملون على طمأنتهم بجهود عربية حثيثة من أجل الإبقاء على العرب أحياء يمكن أن يدافعوا عن أنفسهم.
هناك الكثير من التهويل حول مخططات إيران وأميركا والكيان الصهيوني، وكأن الأمة العربية لقمة سائغة سهلة البلع وعلى وشك الزوال. لقد قيل الكثير عن مخططات أميركا وأساليبها في السيطرة ونهب الثروات، وكذلك الحكايات حول إيران كثيرة. جزء مما يتم الحديث عنه صحيح ونحن نراه يتبلور على أرض الواقع، لكنه لا يبرر الإرعاب الذي يتعرض له العربي من قبل الحكومات العربية ووسائل إعلامها.
ربما تريد الحكومات العربية أن تستفز الناس لكي يقفوا معها في مختلف سياساتها.. إن أغلبها حكومات متهاوية وضعيفة ولا تتمتع بتأييد شعبي، وربما تؤدي سياسة التخويف من الغير إلى الالتفاف الشعبي حولها، أي أن سياسة التخويف ليست بريئة.
المزيد في أول تعليق .....
https://www.facebook.com/abusous2000/posts/10153352906002143
شارك بتعليقك