الحاج / عايش عبد الخالق محمد يونس ( أبو أحمد)
مواليد 1936
من مواليد قرية بربرة الفلسطينية
هاجر من البلاد وهو طالب في الصف السادس الابتدائي
في عينيه كتب التاريخ، أمسك القلم ليكتب تاريخ عمره في قريته كتب ورقة واثنتين وعشرة أوراق، وكان ما يزال على أعتاب القرية ولم يدخلها، صمت في عينيه حزن كبير وحشرجة أنفاسه كانت تصيبني بحنين لبلدي الذي ضاعت عنه المعالم ولم يذكره أحد وقتل التاريخ في جوف أجدادي ...
في ردهة بيته الطويلة اصطحبني لأستكمل معه متابعة برنامج ديني حول خالد بن الوليد، وحين فرغ منه رافقني إلى مكتبة البيت التي تعج بالكتب المتنوعة بأصالة وعراقة، حدثته فحدثني عن كرم العنب وفأس غرسه ولده في الأرض، وكانت عيناه تخفيان دمعاً لو ترك له العنان لغرقت رفوف الكتب، وذاب حبر الكلمات، قال لي:
أكلت من عنب بربرة في هذه سنة الهجرة التي خرج منها، "وأكلت من العنب أكلا لا اعرفه في نفسي قبل ذلك، كنت طوال المدة الكَرم أمامي وآكل من العنب أي شيء فيكفيني لكن هذا العام كلما أكلت كلما ازددت شرها إلى أكل العنب لماذا؟.. لست أدري
الآن استطعت أن أدري لماذا أكلت كل هذا العنب وكأن شيئا في نفسي يقول..." كل من أرضك من عنبك كآخر سنة تأكل منها "..
كان يسكن بربرة صغيراً وتيقظ من نومه في خانيونس، ونقله العمر إلى جباليا ثم لرفح، وعاد لبربرة، بحث عن طاحونة أمه لم يجدها فعاد إلى رفح من جديد ليقضي عمره فيها، وعيناه تتوقدان بأمل كبير بأنه سيرجع يوماً لبربرة ليمحو آثار أقدامه عن الطريق إلى المدرسة، ليترك لأحفاده مكاناً فيه يرتعون ويلعبون...
الشيخ عايش عبد الخالق محمد يونس في لحظات سكون يتحدث عن بربرة والحنين.
شارك بتعليقك