كتب المرحوم الاستاذ المحامي زهير بشير الريس في العدد 12 من مجلته (الموقف) بتاريخ 26/11/1995م الصادرة في غزة، مقالا طويلا عن برير نقتطف منه ما يلي:
كانت برير قرية رائعة تقع في الشمال الشرقي من غزة في الطريق الى الفالوجة ثم الى الخليل، وتتمير بمروجها الخضراء في موسم المطر والذهبية في موسم الحصاد، وطيبة اهلها وبشاشتهم.
كانت اواصر الصداقة تجمع بين والدي وبين مختار القرية السيد حسين احمد علي رحمه الله . اذكر ابو محمود المختار جيدا واذكر العديد من اصدقائنا فيها واذكر مضافة المختار وكرم ضيافته. واذكر ايضا هبة اهل برير للدفاع عن ارضهم ورد هجمات قوافل المصفحات الصهيونية المرة بعد المرة وعلى رأسهم مختارهم المجاهد. وكثيرا ما كان ابو محمود يضطر الى النزول الى غزة لعرض الموقف العسكري على اللجنة القومية فيها وكان الامر يضطره الى المبيت في غزة احيانا حيث كنا نستضيفه عندنا واسهر انا على راحته .تسلم مرة بندقية ضد المصفحات من اللجنة القومية اسمها Anti Tank Rifle ومعها خمس طلقات. عاد بالبندقية الضخمة الى المضافة عندنا مسروراً وقضيت السهرة وانا اتمرن على تفكيكها وتركيبها . وكان يضطر الى العودة الى غزة والدخول في نقاش حاد مع سكرتير اللجنة القومية لكي يحصل على طلقات اخرى كلما نفذت الذخيرة بعد اي هجوم معادٍ. في يقيني ان احداً في الوطن العربي كله من اقصاه الى اقصاه لا يستطيع ان يزاود في الوطنية وفي القومية على المختار ابو محمود رحمه الله. هؤلاء الناس عندما دافعوا عن برير فانما دافعوا عن الارض العربية كلها وعن الكرامة العربية والشرف العربي ودفعوا الثمن كما لم يدفعه احد في العالم كله.
شارك بتعليقك