فلسطين في الذاكرة من نحن تاريخ شفوي نهب فلسطين English
القائمة الصراع للمبتدئين دليل العودة صور  خرائط 
فلسطين في الذاكرة سجل تبرع أفلام نهب فلسطين إبحث  بيت كل الفلسطينيين على الإنترنت English
من نحن الصراع للمبتدئين    صور     خرائط  دليل حق العودة تاريخ شفوي نظرة القمر الصناعي أعضاء الموقع إتصل بنا

برير: الحياة الاجتماعية في برير

مشاركة Abdulla Hussein في تاريخ 23 آب، 2007

صورة لقرية برير - فلسطين: : صورة المرحوم الحاج/حسين احمد علي (المختار) أنقر الصورة للمزيد من المعلومات عن البلدة
ا - العائلة:
كانت العائلة تتكون من الأب والأم (وقد يكون للأب أكثر من زوجة واحدة)، والأولاد وزوجاتهم وأولادهم، يسكنون في دار واحدة ويأكلون في ماعون واحد "دارالعيلة"، إذ أن الأرض هي مصدر رزقهم وهي مسجلة باسم الأب، وعليهم العمل بها جميعا كي يعيشوا، وإن يتكتلوا للمحافظة عليها.
كان للمرأة دور كبير وشاق في هذه العائلة، فهي تصحو مبكرة لتعجن وتخبز في طابونها خبز "الغلايس"، وتعد طعام الإفطار والذي كان من "المريسة" المغطاة بالسمن البلدي أو زيت الزيتون.
ثم تحلب بقرتها وتروب اللبن وتستخرج منه الزبد، ثم تكنس بيتها بالمقشة وهي من شجر النتش الذي ينمو في القرية، وتحمل الأوساخ إلى مزبلة العائلة خارج الحارة، ثم تملأ جرار بيتها من ماء البئر، ثم تعود للخبز والطبخ لطعام الغذاء والعشاء مستخدمة الطابون، وإناء فخاريا للطبخ. وبالطبع كانت الكناين والبنات يساعدن الأم في ذلك.
وإلى جانب الأعمال المنزلية السابقة، فقد كانت النساء مكلفات بتلييس بيوتهن وتبييضها وتجديدها في فصل الخريف، إلى جانب مشاركتهن في أعمال الحصاد والدرس. كما كانت النساء يقمن بتطريز ثيابهن بأنفسهن.
ب- الأفراح:
1- الخطبة: كانت عائلات القرية، تعرف بعضها بعضاً من حيث الحالة الاجتماعية... الخ، فإذا أراد شاب الزواج، فإن والدته تقوم بجس نبض العائلة المراد خطبة ابنتها، فإذا وجدت قبولاً، ذهب والد العريس مع جاهة مناسبة إلى أهل العروس، ويتم تحديد المهر وكافة الشروط، ويتم عقد القران " كتابة وثيقة الزواج " بسرعة. كان آخر مأذون شرعي لبرير هو الشيخ/ حسن معروف من جباليا.
2- خشة الدار: يحدد موعد لزيارة أهل العريس لدار العروس، فيأخذون معهم بعض الأقمشة والملابس والعطور والحلويات، وعادة يعطي العريس عروسه بعض النقود أو يتركها تحت الفرشة التي يجلس عليها.
3- الكسوة : تتفق العائلتان على يوم يذهبون فيه إلى المجدل لشراء كسوة العروس المتفق عليها سابقاً، كما يقوم والد العريس بكسوة أقاربه. تقوم عائلة العروس بإعداد جهازها، بينما تقوم عائلة العريس بإعداد فرش البيت والذي هو عبارة عن سجادة صوفية ( مزودة )، وفرشات قطن أو صوف وألحفة وبعض الوسائد.
4- العرس: يتم تحديد يوم العرس "الدخلة"، وتبدأ الاحتفالات قبل ذلك بثلاثة أيام، بليالي السامر، والتي تشارك فيها القرية جميعها. والسامر رقصة للرجال، حيث يصطفون في صف واحد مقسوم إلى جزئين، يقف أمامهم رجل يحمل سيفاً ومتقنعاً بعباءة ويسمى "الحاشية". يبدأ أحد الصفين بالإنشاد بلحن على وزن "مستفعلن فاعلن... الخ". ويردد القسم الآخر اللحن، بينما يشير الحاشية إلى الرجال بالسيف وكأنه يهم بضربهم، فيميلون إلى الخلف رافعين إحدى الرجلين ومصفقين بالأيدي مع اللحن السابق. ومن أمثلة الأناشيد المشهورة في السامر :

البكرج اللي إنتصب رنت فناجينو رجل بلا عزوتو بطلت مراجيلو.

يحتسي الحاضرون الشاي، والذي يعد في قدور كبيرة ويكون شديد الحلاوة، حتى ضرب به المثل فنقول "شايكم مثل شاي السامر" ويستمر السامر إلى ما بعد منتصف الليل، وينتهي بتمثيلية مرحة تسمى "شنيعة". في أثناء ذلك تكون النساء قد تجمعن في دار العروس، يغنين لها ويرقصن.
فإذا إنتهت ليالي السامر كانت "ليلة الحنة" حيث تقوم والدة العريس بتوزيع الحنة على بيوت القرية، مراعية عدد النساء في كل بيت، كما تدعوهن للمشاركة في الزفة. تقوم الماشطة بنقش يدي ورجلي العروس وتحنية رأسها، بينما تغني لها النساء أغانٍ خاصة بهذه المناسبة.
في يوم الزفة، يقوم أحد أقارب أو أصدقاء العريس، بإصطحابه إلى داره حيث يتم "تغسيل العريس" ويتناول هو ومن يصحبه طعام الغذاء، والمكون من الحمام "الزغاليل" أو ذبيحة إذا كان ميسور الحال. ثم يحضرون فرساً أصيلة مزينة يركب العريس عليها، حاملاً مظلة تقيه حر الشمس، ويقود الفرس شخص. يتقدم الرجال أمام الفرس بمسافة، بينما تأتي النساء خلفها، وتتوقف الفرس مرات عديدة أثناء سيرها، تقوم النساء أثناءها بالرقص حول العريس حاملات قوارير الريحان. تتجه الزفة إلى جرون العجاجرة، حيث يتقاطر الخيالة من القرية والقرى المجاورة والقبائل. ويتم اللعب بالخيل ولكن دون سباق، حتى لا تحدث مشاكل - إذ يلعبون "برجاس" أو "خيالة عرب" أو يظهرون مهارتهم في ركوب الخيل. تتجه الزفة بعد ذلك إلى دار الباشا شرقاً، ثم إلى وقف النبي برور ثم إلى دار العريس.
أما زفة العروس فيأتي أهل العريس إلى دار العروس، ويدفعون ما تبقى عليهم - حسب الشروط - ثم يركبون العروس فرسا أصيلة أو جملاً، وتكون العروس منقبة تماماً، تحمل في يدها اليمنى سيفاً حده إلى الأمام، وتضع السيف بين عينيها، وفي يدها اليسرى مناديل حرير حمراء. تسير الزفة إلى دار العريس مباشرةً وبنفس الأسلوب السابق في زفة العريس، حيث تستقبلها والدة العريس والتي تقوم بلصق قطعة عجين خامرة على باب غرفة العروس. وتعد طعام العشاء للعروسين. وأثناء الزفتين يعقد الشباب حلقات الدبكة على أنغام المجوز أو الشبابة أو الأرغول.
بعد الزواج يشارك الأقارب والأصدقاء أهل العريس، فيحملون لهم يومياً طعام الغداء، ويسمى "حمولة" عبارة عن منسف أو باطية من الثريد (الفت)، مجللاً باللحم أو الزغاليل أو الدجاج، كل حسب طاقته وقد تطول مدة الحواميل أو تقصر حسب الحالة الاجتماعية لعائلة العريس.
كما أن الأصدقاء المهنئين من القرى الأخرى، يقودون معهم ذبيحتهم، وهي خروف، ويسمى "القَوَد" ويقوم أهالي العريس بذبحه لهم وتقديمه طعام غداء لهم.
كانت المهور حوالي 40 - 60 جنيهاً فلسطينياً، وهي غالية في وقتها إذ أن الجنيه الفلسطيني كان يساوي ليرة ذهبية واحدة وكان شائعاً أن يأخذ الوالد شيئا من مهر إبنته. وكثيراً ما تأخر سن الزواج بالنسبة للرجال انتظاراً لأن تكبر ابنة العم، وليس غريباً أن نجد العريس في سن الثلاثين بينما عروسه في الرابعة عشر.
ارتفعت المهور في أواخر الثلاثينات وبداية الأربعينات حيث بلغت ثمانمائة جنيهاً وفي بعض الحالات الألف جنيه.
تصاحب الأعراس، ختان (طهور) الأطفال، ويقوم حلاق القرية بذلك بطرق بدائية وأدوات غير معقمة.
ج- الأتراح:
كما هو الحال في الأفراح، فان أهل القرية جميعهم يشاركون في الأتراح. فعندما يتوفى شخص، كان الجميع يشارك في واجب التعزية والدفن. كما أن أول شخص من غير أهل المتوفى يصل إلى دار المتوفى، يأخذ غذاء أهل المتوفى، فيذهب إلى داره يعد الغداء، وهو غالبا ذبيحة، وبعد الدفن يصطحب أهل الميت إلى داره، وبعد تناول الطعام يصطحبهم إلى مقعدهم، حيث يتوافد المعزون حاملين معهم القهوة.
تقوم النسوة بإعداد الطعام وإرساله إلى عائلة الميت، ويستمر ذلك عدة أيام.
كان لشيوخ القرية الأزهريين الفضل الكبير في اندثار حالات اللطم والنوح وشق الثياب، التي كانت شائعة فيما مضى.
المرجع كتاب قرية برير
تأليف محمود حسين علي حسين



إذا كنت مؤلف هذه  مقال وأردت تحديث المعلومات، انقر على ازر التالي:

ملاحظة

مضمون المقالات، المقابلات، أو الافلام يعبر عن الرأي الشخصي لمؤلفها وفلسطين في الذاكرة غير مسؤولة عن هذه الآراء. بقدر الامكان تحاول فلسطين في الذاكرة التدقيق في صحة المعلومات ولكن لا تضمن صحتها.

 

شارك بتعليقك

 
American Indian Freedom Dance With a Palestinian


الجديد في الموقع