الدكتور حيدر عبد الشافي وبرير
فقدت غزة بصفة خاصة وفلسطين بصفة عامة احد اعمدة الحركة الوطنية الفلسطينية، بل هو عمودها الرئيس ذلك هو الدكتور حيدر عبد الشافي ورغم ان الدكتور حيدر هو احد ابناء مدينة غزة الا ان علاقته بقرية برير كانت وثيقة جدا. فهو ومن قبله والده المرحوم الشيخ محي الدين كان صديقا لوالدي المرحوم الحاج حسين احمد علي حسين ، وقد سألت الدكتور في احدى زياراته كيف بدأت علاقتك ببرير اجاب كان "المختار" ابو محمود يتردد على دائرة الصحة في غزة لانهاء بعض الاعمال، وكان صديقا للدكتور ابو غزالة مدير الصحة انذاك، وكنت قد عملت حديثا في دائرة الصحة بعد عودتي الى غزة من الدراسة، وهكذا ومع مرور الايام توثقت علاقتنا وزرت برير فيما بعد كثيرا. كان يتحدث عن برير وهو متأثر جدا على تلك الايام.
ثم سألته عن يوم سقوط برير، قال "في صباح ذلك اليوم وصل دارنا "المختار" ابو محمود واخبرني ان اليهود قد احتلوا برير وان بها اعداداً كبيرة من القتلى والجرحى بحاجة الى عناية طبية .
واضاف الدكتور : فاخذت سيارة اسعاف ومعها سائقها "لم يذكر اسمه" واخذت معي ممرضا هو السيد احمد بسيسو، واتجهنا الى برير، وعندما اقتربنا من القرية اوقفنا الجيش اليهودي، وقد سألته هنا هل كانوا يلبسون زيا موحدا؟ اي هل هم جيش ، فاجاب نعم، ثم اضاف وهكذا منعونا من دخول القرية الا اذا حصلنا على تصريح من مختار مستعمرة بيت حانون، فذهبنا هناك وقابلت المختار المذكور، الذي اجاب انه لايسمح لنا بدخول برير الا اذا سمح لهم بدخول كفار داروم فاجبته انني طبيبٌ ولست عسكريا الا انه اصر ورفض دخولنا الى برير، وامرنا بالخروج من المستعمرة الا انني رفضت وقلت له ان يبعث معنا عسكريا لايصالنا الى غزة ، اذ ان المنطقة حول برير كانت مزدحمة بالجنود واليهود وهكذا ارسل معنا جندياً. ولولا وجود هذا العسكري معنا لما سمحوا لنا بالعودة الى غزة مطلقاً وسألته كيف كان المنظر ؟ اجاب وهو متأثر جدا كان المنظر يدمي القلوب فقد رأيت اليهود رجالا ونساء وهم يحملون من برير خيراتها ويركبون خيولها وحميرها ويسلبون غنمها وبقرها واشياءها الاخرى، وكانوا منتشرين في المنطقة المحيطة بالقرية وكان القمح يغطي الشخص فقد كانت تلك السنة خصابا.
رحم الله الدكتور حيدر واسكنه فسيح جناته.
شارك بتعليقك
جزاكم الله عنا خير الجزاء
أخوكم يوسف حسن أحمد عفانة
الولايات المتحدة/ديترويت