اليوم ٢٨ أكتوبر 2014 هو الذكرى السادسة والستين لطردنا من اسدود عام ١٩٤٨ بعد أربعة ايام من قصف جوي متواصل من طيران العدو الصهيوني . وكان قصفا عشوائيا وأحدث اضراراً بشرية ومادية جسيمة ولم يكن الناس يعرفون ان هناك انسحابا للقوات المصرية بالتدريج وخفية الى عصر يوم ٢٨ أكتوبر وكان يوم الأربعاء على ما اعتقد ، فشاع الخبر بين الناس كانتشارالنار في الهشيم . فهرع الناس الى بيوتهم وأخذوا اولادهم وما استطاعوا التقاطه من متاعهم اذا كان لديهم وسيلة نقل، وكثير من الناس تَرَكُوا اموالهم وتركت بعض النساء مصاغها من شدة الهلع والفزع .
وهنا من الجدير ان نذكر ان بعض الشباب المثقف حاول ان يقنع الناس بعدم الرحيل ولكن فشلت جميع المحاولات ، لقد بقي في البلدة بضع مئات ( ٣٠٠-٣٥٠ ) ومعظمهم من كبار السن (الاختيارية) وحوالي خمسين من الشباب . ولما احتل اليهود اسدود اعتقلوا الشباب وحملوا الاختيارية في شاحنات ورموهم على حدود القطاع ،
غربت الشمس ومعظم أهل البلدة قد وصلوا شرقي قرية حمامة فباتوا الليلة هناك . ثم تابعوا مسيرتهم في الصباح نحو المجدل والبعض تابع السير الى غزة . بعد منتصف تلك الليلة أيقظني والدتي وطلبت مني ان اعود الى اسدود لأحضر شهاداتي المدرسية اللازمة لالتحاقي بالمدرسة اذا كنت انوي مواصلة الدراسة . وفعلاً رجعت الى اسدود وذهبت الى بيتنا وحملت كتبي والشهادات ومعها شهادة الميلاد . ولما رجعت لم اعثر عليهم ، واخيرا وصلت الى غزة فوجدتهم في بيت صديق لوالدي من عائلة الخضري في حارة الجديدة بالشجاعية ، فقد قاتلا معا في الحرب العالمية الاولى في الجيش العثماني .
هذا باختصار شديد والتفصيلات تتبع مستقبلا وفي كتاب اسدود كذلك . هذه الذكريات يجب ان تكون حافزا للاجيال من اجل العودة للوطن قريبا ان شاء الله. وان غدا لناظره قريب .
شارك بتعليقك