إن المبتدئ في علم السياسة كما هو حالي يعلم أن زعيما قضى في الحكم ما يزيد عن أربعة عقود ولا يعرف كيف يخاطب شعبه في خطبة الوداع تلك ، بأنه في غاية الحمق والغباء .
وأجزم أن زعيما يرى نفسه وقد أمسى لا يسيطر على معظم مفاصل بلاده الجغرافية والأمنية في ظل ثورة عارمة أن يصف شعبه بالجراثيم والجرذان والمقمّلين والسكرانين ومدمني المخدرات وحبوب الهلوسة ، لا يعرف أبجديات العمل السياسي ولا حتى أبجديات الحياة البسيطة .
وأجزم أن ملايين الناس ضحكوا كثيرا حتى الإغماء وهم يستمعون الى كلام هذا المسطول ، سوى بعض التهديدات المقلقة التي تحدث عنها فقد استشهد بمجازر قامت بها أمريكا في الفلوجة ومجازر يلتسين بنوابه تسويغا مسبقا لمجازر سيقوم بها هذا المجنون بشعبه .
فهو لم يستشهد بتلك المجازر على معنى أنها جرائم ولكنه استشهد بها على معنى أنها حرية السلطة واستقلالها في قمع مخالفيها بشتى الوسائل .
( أنا مرّ عليّ مهسترين كثير بس مثل هالمهستر ما مرّ عليّ أبدا ولا رح يمرّ )
ولنعد قليلا إلى الوراء لنفهم شيئا من العقلية السيمائية لهذا الرجل إن كان قد تبقّى له بقيّة من عقل .
فالقذافي في كل مناسبة يحيط نفسه بأربع ممرضات ( طقع ) على الفرّازة ، وكمشة من الحارسات الشخصيات الحسناوات اللاتي لم يطمثهن بعد إنس ولا جان حسب شرْطِه الرئيسي ، أشهرهن الممرضة الأكرانية الشقراء جالينا كولوتنيتسكا التي جاءت سيرتها ضمن وثائق موقع ويكيليكس .
ومن يقرأ كتابه الأخضر يعلم أن هذا الرجل ذو عقلية سينيمائية غوغائية لأبعد حد يندر أن تجد لها شبيها .
أما النظام السياسي لليبيا فلا يوجد ، ولا حتى مؤسسات مدنية ، فالقذافي يقرر الأحكام ويلغيها وقت شاء حسب نوع ( الحبة ) فلا وزير ولا قاض يملك أن يتخذ قرارا واحدا دون الرجوع الى القذافي أو الى أحد أولاده .
في رأيي ، إن أفضل عمل يمكن لهذا الرجل أن يقدمه ببراعة هو أن يقود فرقة مسرحية كمهرج ويلقيها أمام قرود أفريقيا ، علّ تلك القرود أن يزول عنها الإكتئاب قليلا .
وبالنسبة لي فأنا لا أأتمنه أن يسرح مع غنمتي ( أبو علبة ) جارنا فضلا أن يحكم شعبا أبيا يهوى الحياة كريمة بلا قيد أو ظلم أو استبداد .
أما أولاده ... ( يا حبيبي .... عليهم ويخزي العين ) فقد ترعرعوا في ظل والد يعاني ما يعاني وورثوا عن أبيهم حبوب الهلوسة ( ما غيرها ) ... ومضوا كأبيهم يتحكمون في البلاد والعباد ويعيثون فيها فسادا وإفسادا .
ينظر هذا المعتوه إلى شعبه على أنهم ليسوا سوى كومبارس لا قيمة لهم ، ويتمتع بذات منتفخة حد الهلوسة وجنون العظمة ويتخيل نفسه أنه هو التاريخ والمجد والسؤدد ولولاه لما قامت لليبيا قائمة .
بينما العالم بأسره يعلم أن الشعب الليبي شعب عريق وهم أحفاد عمر المختار الذي سطّر مع رفاقه أروع ملاحم الثورات على مستوى البشرية شعارهم : نحن قوم لا نستسلم ، ننتصر أو نموت .
وهذا القذافي قذاف الدم لا يثق بأحد ولا بالجيش لذلك عمد الى تحجيمه ولا بالأجهزة الأمنية الليبية سوى ثلة من المنافقين المستفيدين من حكمه ويعيشون على فتاته ولا يثق إلا بالغرباء المرتزقة الأفارقة ، ولطالما كان يَعْلِفَهم لمثل هذه اليوم العصيب كي يحرقوا الأخضر واليابس وقد بدأوا .
في الختام : أستطيع أن أقول أن حكم هذا المهبول انتهى الى غير رجعة ، لأن دماء الشرفاء سالت ، فالشعب الليبي الأبي لن يقبل بهذا - المخرفن - زعيما بعدما كشّر عن أنيابه وحوافره .
فإلى مزبلة التاريخ يا من تزعم أنك قائد الثوار وملك ملوك أفريقيا .
وأنحني إجلالا واحتراما لهذا الشعب الثائر الذي يتصدى بصدره لطائرات هذا المأفون .
وأنحني للعسكريين والطيارين الذين رفضوا أوامره بقصف هذا الشعب الحر .
وأنحني للشهداء الذين قضوا .
وأنحني لمن ينتظر .
ألا بُعدا لحبوب الهلوسة وما فعلت بقذاف الدم وأولاده المفاصيم ....
شارك بتعليقك