قريتي البطاني الشرقي كانت عنوانا للصفاء والود والحب، كانت قرية هادئة مطمئنة تصحو على نبض الحياة وتجليات الخالق في طبيعته الجميلة و صوت الأذان الذي يربط الأرض بالسماء ويعلن تجديد العبودية لله الواحد، كان النشاط والعمل والعلم والأمل من سمات أهل قريتي، التي تغفو على الحب والتكافل والتسامح منتظرة فجر الغد بكل سرور وتفاؤل. وفجأة وفي يوم اسود عرف بيوم النكبة أفاقت القرية على صراخ أطفالها ونسائها ودوي انفجارات تدمر بيوت القرية الطينية الضعيفة على رؤوس أصحابها وأصوات صرخات تدعو السكان للخروج من القرية والهرب من الموت إنها عصابات صهيونية جاءت من دول العالم الغربي لتطرد أهل قريتي وتحتل القرية مما يذكر بالعصور الظلامية في عمر البشر لتقيم دولة تعرف " إسرائيل " على ارض فلسطين ، و لكن موعد مقدس بيننا وبين القرية لا نخلفه فهو وعد صادق فهو وعد السماء ووعد الأحرار ، مهما طال البعد عن قريتي فهم يقولون "الكبار يموتون والصغار ينسون" فها نحن كبرنا ولم ننسي فإذا قاسوا بعد بلادنا بالسنوات وهي الان 65 عام فنحن نقول البعد عن بلادنا راجلا 6 ساعات وراكبا نصف ساعة و ما النصر إلا صبر ساعة.
عايش قاسم
شارك بتعليقك