"مذكّرات طبيب مولانا أحمد بن مصطفى العلاوي المستغانمي - رحمه الله وأسكنه فسيح جناته"
حديثي هاهنا هو حول مذكرات الدكتور الفرنسي "مرسيل كاري" التي نشرت عام ١٩٤٢ في طنجة, حيث كان طبيبآ للقطب الصوفي الشهير مولانا الشيخ العلاوي أحمد بن مصطفى بن عليوة المستغانمي.
والطبيب الفرنسي هذا كان قد تعرف على الشيخ أثناء مرضه في سني عمره الأخيرة حيث توفي الشيخ -رحمه الله- عام ١٩٣٤م.
بالطبع هذه المذكرات تعكس رؤية رجل غربي (وكفرنسي مستعمر من المفروض أن يكون غير موضوعي) ولكنه للحقيقي كان غير ذلك تمامآ فهو رجل موضوعي ومتسامح وإيجابي النزعة عمومآ حيال الأخرين; على خلق رفيع ودمث الطباع بما يليق بأخلاق هذه المهنة الإنسانية (ألا وهي الطب). ولكنه في نفس الوقت كان شخصآ مؤمنآ بالله على طريقته; فبالرغم أنه ولد في بيئة مسيحية إلا أنه لا يؤمن بتعاليمها ولا مفاهيمها وتصوراتها وطقوسها وعباداتها (المختلطة بالوثنية حسب تعبيره هو نفسه في هذه المذكرات), وإكتفى من نظرته للكون بعقيدة تؤمن بالقوة العليا المطلقة المتمثلة بالله الخالق العظيم وتكفر بكل ما دخل على العقائد من تشويه ونزعات أنانية بشرية.
وأنا إذ أقدم لكم هذه المذكرات; لكون هذه الطريقة الصوفية كان لها أثرآ كبيرآ على شيوخ وعلماء الفالوجة وصوفييها من أمثال: مولانا الشيخ حسين محمد أبوسردانة (والد العالم الجليل الشيخ محمد حسين أبوسردانة), وبالذات القطب الصوفي مولانا الشيخ محمد أحمد حسن عبدالله ابراهيم السعافين حيث يعتبرا أهم شيوخ الطريقة الصوفية العلوية المستغانمية فى فلسطين ومصر والمشرق العربي. ولم يقتصر إتباع هذه الطريقة على الشيوخ المذكورين أنفآ وأبناؤهم من بعدهم, بل تعداه إلى الكثير من شيوخ الفالوجة وعلماءها مما يصعب تعدادهم هنا.
لذا فهذه المذكرات تكتسب أهمية نوعآ ما لأبناء الفالوجة من الجيل الحالي لأخذ فكرة مقتضبة عن تلك الطريقة الصوفية. مع أني لا أشجع بذلك إتباعها أو عدمه; إنما هذه طرح موضوعي مني لوجه الله وللتاريخ المتعلق بالفالوجة الحبيبة ورجالاتها الأكارم.
والرابط المباشر لهذه المذكرات من الشبكة العنكبوتية هو على الصفحة التالية:
http://www.scribd.com/doc/14666165
وتقبلوا مني كل التقدير والشكر.
د. سمير عبدالكريم أيوب
شارك بتعليقك