فلسطين في الذاكرة من نحن تاريخ شفوي نهب فلسطين English
القائمة الصراع للمبتدئين دليل العودة صور  خرائط 
فلسطين في الذاكرة سجل تبرع أفلام نهب فلسطين إبحث  بيت كل الفلسطينيين على الإنترنت English
من نحن الصراع للمبتدئين    صور     خرائط  دليل حق العودة تاريخ شفوي نظرة القمر الصناعي أعضاء الموقع إتصل بنا

الفالوجة: الهجوم على الجيش المصري"، 14 تشرين الاول / اكتوبر 1948 م

مشاركة أبو اليزن السعافين في تاريخ 29 كانون ثاني، 2021

صورة لقرية الفالوجة - فلسطين: : صورة نادرة لبطاقة هوية المرحوم أحمد حماد خريس - من أبناء الفالوجة أنقر الصورة للمزيد من المعلومات عن البلدة
معارك النقب الأولى

"الهجوم على الجيش المصري"، 14 تشرين الاول / اكتوبر 1948 م
.
بدأت يوم الجمعة الموافق 14 تشرين الأول / اكتوبر 1948. بدأها اليهود بغارة واسعة النطاق شنوها على الخطوط المصرية التى كانت يومئذ ممتدة من اسدود غربا حتى عراق المنشية والفالوجة وجبال الخليل شرقا، ومن المجدل شمالا حتى غزة وبير السبع والعريش جنوباً.
.
والسبب الذي انتحلوه لهجومهم هذا ، برغم سريان الهدنة بين الفريقين، وهو رغبتهم في تزويد مستعمراتهم الكائنة في القطاع الجنوب من فلسطين بالمؤن. ذلك القطاع الذي كانت تسيطر عليه القوات المصرية . وعبثا حاول المراقبون الدوليون اقناع الفريقين بالتفاهم مع الاخر. الا ان جهودهم مذه ذهبت ادراج الرياح. اذ ان اليهود كانوا مصممين على المضي في القتال قبل ان يتقوى المصريون. وكانت قد ائتهم ( اي اليهود ) نجدة من الغرب هي عبارة عن فرقة اجنبية مؤلفة من عدد كبير من الضباط والجنود الذين اشتركوا في الحرب الكونية الثانية (1939 ـ 1942) جاءوا من اميركا والمانيا وفرنسا ورومانيا وبولونيا وتشيكوسلوفاكيا ومن جهات اخرى بعضهم يهود، والبعض الآخر مسيحيون استخدمهم اليهود بمرتبات ضخمة وشروط مغرية. فقد دفعوا لكل طيار خمسة الاف جنيه لقاء التحاقه بالجيش، وخمسين جنيه عن كل غارة يقوم بها واما المهندسون المدنيون فكان الواحد منهم يتقاضى من خمسة الى ثمانية جنيهات في اليوم، هذا بالاضاقة الى طعام المتطوعين ومساكنهم ووسائط التسلية التي تقدم اليهم. اضف الى ذلك ان اليهود سحبوا معظم قواتهم التي كانت ترابط في جهات فلسطين الاخرى ذاك لان الهدوء كان يسود تلك الجهات وقد المعنا الى ذلك في مواضع اخرى من الكتاب.
.
بدأ اليهود تجمعهم في معسكر كان للبريطانيين على مقربة من جولس الى الشمال من مستعمرتهم ( نقبا ) وفي مستعمرتهم (غات) وكان ذلك بين اليوم السادس والثاني عشر من شهر اكتوبر. ولما اكتمل الجمع في 14 اكتوبر، راحوا يتقدمون ممهدين لتقدمهم هذا بضرب المواضع المصرية من الفالوجة الى غزة من البحر والبر والجو واستطاعوا فتح ثغرة على بعد 5 كيلومترات من المجدل الى الشرق وتسللوا ليلا عبر الحقول والطريق التي تربط عراق سويدان بكو كيا وحليقات والطريق المعبدة التي تربط يافا بغزة. فاحتلوا الجزء الواقع بين عراق المنشية وعراق سويدان من طريق غزة - الخليل. وهذا قطعوا كل اتصال بين هذين القطاعين وظلوا يتقدمون الى ان وصلوا الى مستعمرتهم ( نير حايم ) على مقربة من سمسم. وجاء فريق آخر من ناحية وخاما (الجمامة) فاحتل تل المكحز وتل النجيلة وتل الحسى وما بين هذه التلال من سهول ومرتفعات (15/ 10/ 1948).
.
وحاول المصريون استرداد (تل الكخز) الواقع بين الفالوجة وبيت جبرين فارسل اليه المواوي قوة يقودها اليوزباشي صلاح، وكانت هذه عبارة عن سريتين من المشاة وسرية من المدرعات مؤلفة من اثنتي عشرة مدرعة من نوع ؟ (همبر) وفي كل مدرعة مدفع من عيار رطلين ورشاش وفي كل منها جهاز لاسلكي وكانت هذه المدرعات بقيادة اليوزباشي نجيب.
.
ولكن اليهود صمدوا لهم. فردوهم على اعقابهم وبقي التل بيد اليهود، وخسر المصريون ثماني مدرعات وفئة ممتازة من جنودهم وضباطهم.
.
واتصل اليهود الذين احتلوا المكعز باخوانهم المرابطين في دوروت ومحارسمسم فاحتلوا ( حليقات) احتلوها بثمانمئة جندي من مقاتليهم، وقتلوا جميع رجال حاميتها وكانوا من السعوديين وعددهم ثمانون. وبهذا قطع اليهود كل اتصال كان بين قطاعي بئر السبع وجبل الخليل
.
وجاء فريق آخر من الشهال: ـ من ناحية (غان يبنا) وبير طوفيا فاحتلوا اسدود وكان المصريون قد اخلوها، واخلوا بيت داراس فور تحرش اليهود بعراق سويدان.
.
وواصل اليهود زحفهم، فاموا بيت حانون، مقتحمين في طريقهم بربرة ودير اسنيد، ونسفوا الجسر الكبير الكائن بين هذه وغزة ( السبت 15 اكتوبر 194)، وبهذا قطعوا كل اتصال كان بين غزة والشمال وامست المجدل في خطر ، فاخلاها المصريون.
.
وفي ليلة الأحد 15، 16 اكتوبر تقدم حوالي 500 من مقاتليهم من ناحية غات يتقدمهم 12 دبابة فاخترقوا التحصينات الأمامية لعراق المنشية الا ان المصريين قاموا بهجوم مضاد واشتبك الفريقان بالسلاح الأبيض فاندحر اليهود.
.
وفي 16 اكتوبر اغارت الطائرات اليهودية على المجدل وجورة عسقلان والفالوجة وعراق المنشية وغزة وبير السبع والعريش بقصد الأرهاب ، وقابلهم المصريون بنيران مدافعهم فاسقطوا ست طائرات.
.
وقام اليهود في الساعة التاسعة من مساء ذلك اليوم بهجوم شديد على مفترق الطرق (طرق المجدل - الخليل ) و (طريق غزة - يافا )، عند عراق سويدان. واشترك في الهجوم عدد كبير من مقاتليهم. وما كاد الليل ينتصف حتى كان هذا الموضع الاستراتيجي الهام قد سقط في ايديهم وخسر المصريون عددا كبيرا من القتلى والجرحى كما خسروا عددا غير قليل من الأسرى ومن الاسلحة والذخائر منها اربعة مدافع.
.
وفي ساعة مبكرة من صباح 17 اكتوبر قام اليهود بغارة جوية شديدة على المجدل. فهدموا حوالي 15 % من مباني المدينة. ومن المباني التي هدموها يومئذ مدرسة الذكور ومدرسة الاناث والمستشفى العسكري ومعظم الخراب كان في القسم الجنوبي من المدينة.
.
وفي مساء اليوم نفسه (17/ 10/ 1948) اعادت الطائرات اليهودية الكرة على المجدل فقتلت عدداً كبيراً من الاهلين ومن اللاجئين المحتمين في شمال المدينة. واشتد القتال على طول الجهة (ثمانية كيلومترات من عراق المنشية والفالوجة الى عراق سويدان وحاول المصريون والمناضلون الفلسطينيون المرابطون في عراق سويدان (17 / 10) فتح طريق الى قرية كوكبة فقاموا باربع حملات كان يقودها الملازم محمد الغرا والملازم رشدي، الا انهم لم يفلحوا. وقد وجدوا (كوكبة) محتلة من قبل الاعداء وجرح الملازم حكيم.
.
واعاد اليهود الكرة في (18 / 10) فاغارت اربع من طائراتهم الكبيرة ذوات الأربعة محركات على القسم الغربي من مدينة المجدل فدمرته. هذا كان في الساعة السادسة والدقيقة الخامسة عشرة صباحاً واما في المساء ( س 9) فقد اغارت الطائرات نفسها على القسم الشرقي منها وهدمت جانبا منه.
.
وفي (19 / 10) راحت السفن اليهودية الراسية في البحر امام جورة عسقلان تقصف المجدل ظهراً. واغارت طائراتهم على محطة غزة.
.
وفي مساء اليوم نفسه (19 / 10/ 1948) وقعت بين اليهود والسعوديين في حليقات معركة قادها الأميرالاي الرحماني، قتل فيها من السعودين خلق كثير قدرهم بعضهم بسبعين.
.
بعدئذ راح اليهودي زحفون صوب بير السبع قاصدين احتلالها. زحفوا عبر الطريق مستعمرهم غسات بير السبع والتي تمر من (ام دبكل) و( زبالة). واستمروا في زحفهم الى ان تمكنوا من احتلال مدينة بئر السبع.
.
وفيما كان اليهود يزحفون صوب بير السبع كانت فئات منهم تشاغل المصريين المرابطين في قطاع غزة. شاغلتهم من البحر والبر والجو. فقد سجلت ملفات الحكومة اربع عشرة غارة قام بها اليهود على غزة من الجو في 18 تشرين الأول (اكتوبر) 1948 واربعا من البر. وقتل من الفريقين يومئذ تسعة وجرح واحد وعشرون.
.
واغار اليهود عليها في اليوم التالي (19/ 10) ست عشرة مرة من الجو وثلاثا من البر وكان عدد القتلى يومئذ ثمانية والجرحى خمسة عشر.
.
وفي (20 /10) كان عدد الغارات سبعاً كلها من الجو وكان عدد القتلى ستة.
وفي (21 /10) تسع غارات. سبع من الجو واثنتان من البر والقتلي 6 والجرحى 3.
وفي (22 /10) غارة واحدة لم تحدث ضرراً وسقطت في ذلك اليوم مدينة بير السبع.
ولم يوقف اليهود تحرشهم بغزة حتي بعد سقوط بير السبع بايديهم خشية أن يأتي
المصريون فيستردونها فاغاروا عليها (اي على غزة):
في (24 /10) ست عشرة مرة فقتلوا اربعة من سكانها وجرحوا تسعة
.
وفي (25/ 10) ست غسارات من الجو.
وفي (26/ 10) ثماني غارات
وفي (29/ 10) قصفوها من البحر تسع مرات ولكنهم في الغارات الثلاثة الاخيرة لم يصيبوها باذى.
.
وفي ليلة 25 اكتوبر شن اليهود اربع هجات على مركز عراق سويدان تساندهم فيها مدافع الهاون وراجمات الألغام وتمكنوا من الوصول الى جدران المركز وتدمير الاسلاك ولكنهم صدوا فارتدوا على اعقابهم، تاركين وراءهم عددا من القتلى والجرحى ومقادير غير قليلة من الاسلحة والذخائر وتمكن النقيب زكي ابو الدول من احضار اربعة مدافع مورتر واحد منها من عيار ست بوصات، واغتاظ اليهود لعدم تمكنهم من الاستيلاء على هذا المركز نظرا لما له من الاهمية، من الناحية الاستراتيجية؛ فراحوا يقدحون زناد تفكيرهم من اجل الاستيلاء عليه باي ثمن كان.
.
انه مركز استراتيجي هام واقع على رأس ا كمة مشرفة على سهل واسع من الارض عند تقاطع الطرق التي تربط قطاع غزة بقطاعي يافا والخليل. يبعد عن الفالوجة سبعة كيلومترات وهو منها الى الغرب، وعن المجدل ثمانية كيلومترات وهو منها الى الشرق.
.
كان للانكليز فيه حامية قوية يقودها ضباطاً بريطانيون وفي اواخر عهد الانتداب ارسل الأميرالاي اركان حرب محمد نجيب قائد القوات المصرية التي كانت ترابط على الحدود عند العريش قوة مصرية مــن المتطوعين التابعين لاحمد عبد العزيز وكانت هذه عبارة عن مئتين وعشرة مسلحين يقودهم اليوزباشي مرور رستم. معظمهم ليبيون وبعضهم مصريون فاحتل هؤلاء قرية عراق سويدان (5 ايار) ثم احتلوا مركز البوليس هناك (12 ايار).
.
وحاول اليهود ان يحتلوا هذا المركز وان يأخذوه من يد العرب المتطوعين قبل ان يدخل الجيش النظامي المصري البلاد. فقاموا بهجوم شديد على المركز الا ان المتطوعين من مصريين وليبيين وفلسطينيين صدوهم. وقد اغتنموا منهم مصفحتين وعددا من البنادق وقتلوا منهم مئة يهودي ، بينهم القائد.
.
وفي (24) ايار جاء عدد من الجنود المصريين يقودهم اليوزباشي غالي مسيحة فاحتلوا هذا المركز وكان ذلك بامر من السيد طه قائد القوات النظامية في قطاع الفالوجة.
.
وفي ليلة 26 اكتوبر قام الصهيونيون بهجوم شديد على المواقع الجنوبية من تلال الفالوجة وكان يقود القوة المصرية هناك اليوزباشي سعد الجمال وضرب اليهود نطاقاً حول المنطقة الممتدة بين عراق المنشية وعراق سويدان.
.
ولم تنقطع غارات اليهود على المجدل من الجو في تلك الفترة واشتدت غاراتهم في الاسبوع الاخير من شهر اكتوبر فدب الذعر في قلوب الاهلين وراحوا يرحلون (26 اكتوبر ) وازداد رحيل الاهلين، عندما رأوا الجيش المصري يرحل من هناك.
.
وفي 5 نوفمر 1948، سقطت المجدل في يد الاعداء واستغرب الاهلون كيف سقطت بهذه السرعة اذ كان فيها وفيما جاورها من بقاع ثلاثون الف جندي مصري كما كان فيها خمس عشرة بطارية من المدافع المضادة للطائرات ومحطة قوية للرادار وكان القائد العام اللواء احمد المواوي قد اتخذها مقراً لقيادته وحصنها تحصيناً لابأس به.
.
وفي 9 نوفمبر هاجم اليهود بيت عفا وعراق سويدان والفالوجة وكان نصيب الفالوجة من القنابل المحرقة في تلك الليله 288، وكانوا يرمون تدمير المطاحن وخزانات المياه.
.
وفي 10 نوفمر سقط مركز البوليس في عراق سويدان وسقطت من بعده القرية نفسها.
.
ولقرية عراق سويدان هذه وكيفية احتلالها من قبل اليهود حكاية رواها لي الاستاذ عبد الله الخطيب مدير مدرسة بير السبع، وهذا نقلها عن ضابط مصري كان من رجال الحامية وقد التقيا في الاسر اسمه (عادل صادق) ورتبته يوزباشي وكان قبلا من رجال الحرس الملكي فقال:
.
عندما بدأ اليهود زحفهم من (نقبا) رأيناهم وكان باستطاعتنا ان نصدهم اذ كنا متمركزين فوق تل مشرف على المستعمرة يدعى (تل الخيش) وهو اعلى منها. وكان
.
معي في عراق سويدان حامية قوامها مئة مقاتل ؛ فخابرنا المواوي، فنهانا عن اطلاق النار ولما افهمناه ان اليهود صعدوا التل واقتربوا من عراق سويدان امرنا بالانسحاب الى العراق، فانسحبنا دون ان نطلق رصاصة واحدة.
.
وجاء اليهود فاحتلوا التل. وباحتلالهم هذا سيطروا على ملتقى الطرق المؤدية الى (آ) المجدل فغزة (ب) برير (ج ) كراتيا والفالوجة، ولما فتحت امامهم طريق. برير، راحوا يزحفون نحو الجنوب، تاركين وراءهم عراق سويدان. فاخلاها المصريون دون قتال، ولكن كيف النجاة وقد اصبحوا مطوقين باليهود من جميع الجهات ؟ ومع ذلك فقد قاوموا، وردوا ثلاث هجمات قام بها اليهود، وظلوا يقاتلون الى ان قتل مظمهم، ومن لم يقتل منهم جرح، واسر، وعدد الذين أسروا خمسين. اربعة منهم ضباط .آمر الحامية اليوزباشي عادل صادق، واليوزباشي عبد العال، واركان حرب الكتيبة، وهو ايضا يوزباشي لم يحضرني اسمه، وضابط آخر بنجمة واحدة جرح هؤلاء جروحا بالغة. وما كان في مقدورهم ان يتصلوا بالفالوجة. لان الطريق بينهم وبينها كانت واقعة تحت سيطرة اليهود. لا، ولا كان باستطاعة الفالوجة ان تنجدهم ولو بنيران مدافعها ، لانها كانت في حاجة الى العتاد.
.
هذا ماقاله آمر الحامية نفسه. ويحدثك الخبراء المطلعون علىحقائق الامور فيقولون ان الذي حدا بالنقراشي لمسالمة اليهود من بداية حرب النقب معرفته بقوة اليهود، اذ كان سفير مصر بفرنسا قد اخبره ان قوات يهودية كبيرة، قدرها بعضهم باربعين ألف مقاتلا، اقلعت قبل بدء معارك النقب من شواطىء فرنسا فى طريقها الى فلسطين، قاصدة الاستيلاء على النقب. وكانت تلك القوة مؤلفة من فرق المقاومة اليهودية السرية التي كانت اثناء الحرب الكونية الثانية (1939 - 1943) تعمل خلف الخطوط الالمانية.
.
اذا لاصحة للقول القائل ان معركة النقب الاولى كانت مفاجئة للمصريين. وان كان القول بان معظم ضباطهم كانوا غائبين في اجازتهم بمصر، مطابق للواقع.
.
والغريب في الامر ان طيارا مصريا ضرب، ومعركة النقب قائمة في جنوب فلسطين احدى محطات السيارات اليهودية في شمال البلاد، فقتل يهوديا، ولما نقلت شركات الانباء العالمية انباء تلك الغارة اصدر النقراشي، بوصفه رئيس الوزراء، امره الى سلاح الجو طالبا ألا تضرب الطائرات المصرية المدن اليهودية، وان نكتفي بضرب القلاع والحصون وما الى ذلك من الاهداف العسكرية، لئلا يقال (؟) ان المصريين قوم متوحشون ؟ ) وهكذا كان ..
.
لم ينج من حامية عراق سويدان، وكان عدد رجالها مئة وخمسين، سوى اربعة واما الباقون فمنهم من قتل، ومنهم من اسر. ومن الاسرى، عدا الذين ذكرناهم في السطور المتقدمة، اليوزباشي صلاح قائد المركز، وهو الذي رفع العلم الابيض. فدخلها اليهود بقوات كبيرة، تؤيدها سبع دبابات ثقيلة من طراز شيرمان. في كل دبابة مدفع من عيار ستة ارطال.
.
وفي اليوم نفسه (10 نوفمبر) سقطت بيت عفا.
.
وانسحب من استطاع ان ينسحب من سكان هاتين القريتين والقرى المجاورة لهما الى الفالوجة، التي تمكن اليهود بعدئذ من تطويقها من جميع الجهات. وعرض اليهود: على قائد القوات المصرية المحصورة في الفالوجة، بعد ذلك، ان يستسلم او يقبل هدنة بين الفريقين. ولكنه رفض كلا الامرين.
.
والغلطة الكبرى التى ارتكبها الجيش المصري في معارك النقب هذه هي انه وزع قواته على مساحات واسعة بشكل مكن اليهود من خرق صفوفه. فتغلغلوا الى الجنود الى ان وصلوا الى (رفح)، وجزأوا الجيش المصري، فتركوا قسما من وحداته مطوقا في الفالوجة وبيت جربين.
.
نكتفي بهذا القدر من المعلومات عن معارك النقب الاولى لنحذثك في فصول مستقلة عن ذيولها، ومن اهم تلك الذيول سقوط (المجدل) و(بير السبع) وبقاء الفالوجة تحت الحصار ... يوما.
.
◄ المصدر: عارف العارف، النكبة الفلسطينية والفردوس المفقود، المجلد الثالث، ص 713 - 720



إذا كنت مؤلف هذه  مقال وأردت تحديث المعلومات، انقر على ازر التالي:

ملاحظة

مضمون المقالات، المقابلات، أو الافلام يعبر عن الرأي الشخصي لمؤلفها وفلسطين في الذاكرة غير مسؤولة عن هذه الآراء. بقدر الامكان تحاول فلسطين في الذاكرة التدقيق في صحة المعلومات ولكن لا تضمن صحتها.

 

شارك بتعليقك

 
American Indian Freedom Dance With a Palestinian


الجديد في الموقع