حاول الصهاينة احتلال الفالوجة منذ مطلع سنة 1948، ففي شهري شباط فبراير وآذار مارس 1948 حاول الصهاينةالهجوم على الفالوجة عدة مرات ولكن حماتها من المناضلين الذين بلغ عددهم 250 رجلا صدوا جميع الهجمات إلى أن وصلت قوات الجيش المصري من المتطوعين بقيادة احمد عبد العزيز ثم وصلت قوات الجيش المصري النظامي في 22 أيار مايو 1948 بقيادة الأميرالاي العميد سيد طه الذي اتخذ من الفالوجة مقرا لقيادته وكانت قواته تتألف من ثلاث كتائب.
.
ظلت الفالوجة في مأمن إلى أن بدأت معارك النقب الأولى في الرابع عشر من تشرين الأول أكتوبر 1948 وكانت قوتهم عبارة عن ثلاثة آلاف شخص معظمهم من رجال البلماخ وهم من المشاة تساندهم الطائرات والدبابات والمدافع من مختلف العيارات ومدافع الهاون وأسلحة أوتوماتيكية أخرى وخلال هذا الهجوم تعرض قطاع الفالوجة وعراق سويدان وعراق المنشية وبيت عفا إلى هجمات ثقيلة صدها جميعا مكبدا الصهاينة خسائر فادحة، وبالرغم من ذلك إلا أن هؤلاء استطاعوا عزل القوة المصرية في الفالوجة ومحاصرتها منذ اليوم الأول للهجوم واكتمل الحصار عندما سقطت بيت جبرين الى الشرق من الفالوجة في السابع والعشرين من تشرين الأول من أسدود والمجدل يوم الخامس من تشرين الثاني نوفمبر 1948 وبذلك قطعت الطريق غربا وجنوبا إلى غزة وبئر السبع ثم سقطت عراق سويدان يوم العاشر من تشرين الثاني نوفمبر 1948 وبذلك ضاق نطاق المنطقة المحاصرة واشتد الضغط على من فيها ومن الضباط المصريين الذين كانوا يقودون القوة المصرية في الفالوجة اثناء حصارها الصاغ البكباشي جمال عبد الناصر واليوزباشي صلاح سالم والملازم أول مصطفى حافظ وخلال هذه الفترة حصل الصهاينة على أعداد كبيرة من الطائرات وأصبحت سيطرتهم على الجو واضحة وتحت هذه الظروف الصعبة جداً صمد أبطال الفالوجة من رجال الجيش المصري ورجال الفالوجة نفسها بقيادة رئيس بلديتها الشيخ محمد عواد صموداً بطولياً وكان التعاون بين الجيش المصري والسكان من ابناء الفالوجة على اتمه.
.
ستمرت الهجمات على المنطقة المحاصرة وكان بعض الهجمات يستمر اسبوعاً والمحاصرون صامدين مصممين على القتال رافضين عروض الاستسلام المتكررة من قبل الصهاينة وهكذا ظلت الفالوجة صامدة إلى أن عقدت اتفاقية الهدنة الدائمة في رودس بين مصر وإسرائيل في الرابع والعشرين من شباط فبراير 1949 فقد نصت المادة الثالثة من الاتفاقية بانسحاب القوات المصرية المسلحة من الفالوجة إلى ما وراء الحدود المصرية الفلسطينية ونص الملحق الأول لتلك الاتفاقية على أن يبدأ الانسحاب في الساعة الخامسة يوم السادس والعشرين من شباط فبراير 1949وينتهي في غضون خمسة أيام وان يتم ذلك تحت إشراف المراقبين الدوليين وهكذا انسحب المصريون من الفالوجة عن طريق عراق سويدان بربرة غزة رفح بعد حصار دام مائة وثلاثين يوماً.
.
◄ المصدر: وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية
شارك بتعليقك