.
عمل اليهود خلال فترة الإنتداب البريطاني على تكوين منظمات لتأمين المستوطنين وتدريبهم على القتال، وكان من أبرز هذه المنظمات (الهاغانا- الإرغون، الشتيرن -، البلماخ).
– الهاغاناه
الهاغاناه (بالعبرية: الدفاع)
تعتبر النواة الأولى للجيش الإسرائيلي، وقد أنشئت في القدس سنة 1921 للدفاع عن اليهود وممتلكاتهم، وتدريب المنضمين لها على القتال، وكان من حصيلة عملها إنشاء خمسين مستوطنة يهودية في أماكن مختلفة من فلسطين، والمساعدة في تهجير عدد كبير من اليهود بطريقة غير شرعية.
وفور تأسيسها انضم إليها عدد كبير من أفراد الفيلق اليهودي الذي حلّته سلطات الانتداب البريطاني عام 1921، بعد أن قاتل إلى جانبها في البلقان عامي 1917 و1918 إبان الحرب العالمية الأولى.
انشقت حركتي ارغون وليحي عن الهاغاناه و هما أشد تطرفا منها و رفضا إلى رغبة قادتها التعاون مع البريطانيين في حالة غزو المحور لفلسطين عبر شمال إفريقيا ، رغم أن هذا التعاون كان اهم إفرازاته إنشاء فرقة عمل البلماح في عام 1941 و التي أصبحت عماد القوات الصهيونية في حرب 1948
1. (أرغون (إيتزل
أرغون هي Irgun Tsva'i-Leumi (المنظمة العسكرية الوطنية) ، (أو بالاختصار العبرية ، تلفظ إيتزل Etzel).
وتلقّت الأرغون دعما سريّا من بولندا ابتداءً من العام 1936 وذلك لرغبة الحكومة البولندية في تشجيع هجرة اليهود إلى فلسطين.
وفي عام 1931 وضعتها الحكومة البريطانية على قوائم المنظمات الإرهابية، وفي العام 1943 تولى مناحيم بيجين، الذي أصبح رئيسا لوزراء إسرائيل فيما بعد، قيادة المنظمة، التي تم حلها مع غيرها من المنظمات العسكرية في 1948 وأصبحت الجيش الرسمي لإسرائيل
2. شتيرن (ليحي )
منظمة ليحي وهي إختصار لإسمها العبري (Lohamei Herut Israel (Lehi أو مقاتلون من أجل حرية إسرائيل و عرفت فيما بعد (شتيرن) باسم مؤسسها الإرهابي أبراهام شتيرن
وكان شتيرن وأتباعه يرغبون في العمل المستقل خارج نطاق وتوجيهات المنظمة الصهيونية العالمية، وبعيداً عن مظلة الهاغاناه. كما كان يرى بضرورة محاربة الانتداب البريطاني في فلسطين لإنهائه، وإقامة دولة إسرائيل، وكان أعضاء الحركة يرفصون الانضمام لصفوف الجيش البريطاني. وتعد شتيرن من أكثر المنظمات شهرة وشراسة وكانت تميل إلى التحالف مع ألمانيا النازية بدلا من بريطانيا.
وقد شنت هذه المنظمة عددا من الهجمات على القوات البريطانية ونسفت عددا من معسكراتها (للعلم في عام 1944 ، تم اغتيال اللورد موين (وزير الدولة البريطاني للشرق الأوسط) ، من قبل أعضاء ليحي)، ولقي مؤسسها مصرعه على يد القوات البريطانية سنة 1942. كما شاركت في مذبحة دير ياسين غربي القدس، التي وقعت سنة 1948.
وقد ذابت المنظمة في الجيش الإسرائيلي، وصرفت الحكومة الإسرائيلية رواتب تقاعدية لمنتسبيها ومنحت بعضهم نياشين "محاربي الدولة".
– البلماخ
بدأت البلماخ (جند العاصفة) نشاطها في 19 مايو/أيار 1941، وكانت هي القوة المتحركة الضاربة للهاغاناه. وقد لعبت هذه المنظمة دورا هاما في إقامة إسرائيل، من خلال عمليات نسف خطوط السكك الحديدية والغارات الخاطفة على القرى الفلسطينية، وذلك قبل أن يدمجها بن غوريون ضمن قوات جيش الدفاع.
ضمت البلماخ تسع فرق تلقى أفرادها تدريبات شاقة على أعمال النسف والتخريب والهجوم الصاعق لترويع السكان الفلسطينيين وإجبارهم على مغادرة مدنهم وقراهم، والقيام بأعمال ضد قوات الانتداب البريطاني إذا وقفت عقبة أمام تحقيق حلم إقامة إسرائيل.
وكان إسحق سادي الضابط السابق في الجيش القيصري الروسي أحد مؤسسيها الأوائل مع موشيه ديان (الذي أصبح وزيرا للدفاع) وإسحق رابين (الذي أصبح رئيسا للوزراء) وإيغال آلون (الذي أصبح نائبا لرئيس الوزراء) وعزرا وايزمان (الرئيس السابق لإسرائيل).
وكان للبلماخ مخابرات جيدة التنظيم استطاعت بمساعدتها التسلل إلى بعض معسكرات أسرى الحرب الألمانية لأغراض التجسس، كما تخفى كثير منهم بالزي العربي واستقروا في سوريا ولبنان للهدف نفسه.
عملت قوات البلماخ ضد الانتداب البريطاني بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، ولعبت دورا رئيسيا في حرب 1948 في الجليل والنقب وسيناء والقدس.
شارك بتعليقك