حرب الذكريات (الفينيق)
عندما تفقد النسور أوكارها.... قد تحزن.. قد تنكسر منها الاجنحه... قد تتوه مؤقتا.. قد تتشرد للحظه... ولكنها ابدا ستبقى نسورا جارحه.. مقاتله.. مفترسة أعدائها.. لها انتماء أوطانها.. وتفريخ صغارها..وتربيتهم نسورا.., ولكنها.... كالعنقاء والفينيق تعود نافضه غبار رماد الانكسارات .. لأنها من ولأجل الأرض انطلقت وللأرض تعود ,لتزرع الأرض سنابل... تنضج لتطرح بارودا وقنابل.... هي فلسطين علمتنا حبها... هي فلسطين علمتنا عشق ترابها وبذل النفس والنفيس لها... فالروح والدم وفلذات الأكباد لها.
من عشقي لخبز طابون أمى عشقت طين الأرض... ومن عشقي للهو أبى في بيادر الوطن عشقت الدوالي ...ومن عشقي لزغاريد الناي عشقت البارود... من حنيننا للذكريات المرتبطة بنسيج جلودنا عشقنا استعاده الوطن المسلوب بكل الوسائل.
أنا لم أرى وطني ولكنني رأيت صورته في عيون أبى.. أنا لم أتنسم عبير وطني ولكنني تشممت عبيره من أنفاس أمى... أنا لم أرى وطني ولكني نقلته جينات في دم ولدى.. أنا لم أرى وطني ولكنني عشقت عاشقه فعشقته..
هي الذكريات إذا جعلتنا نمتشق البندقية والحجر والكلمة..
هي الذكريات إذا وقودنا من اجل حلم العودة والتحرير...
هي الذكريات إذا رصيدنا من اجل استعاده الدوالي والبيادر..
هي الذكريات إذا ما أشعلت فينا نار الانتقام لقتله آبائنا...
هي الذكريات إذا ما حفزتنا وزادتنا تصميما على استعاده ذكرياتنا..
هي فلسطين التي تذكرنا وتتذكرنا وتذكى لهيب الرغبة بالعودة فينا..
يا ااااااااااااااااااا ساسه, ويا ممتهني السياسة:.. لا تنسوا مشاعر الإنسان فينا, فنحن بشر ما قاتلنا إلا من اجل جذوة الذكريات... وما حلمنا إلا ببواقي أحلام آبائنا وما قاتلنا إلا ببنادق آبائنا العتيقة... وما حلمنا إلا بمفتاح العودة المعلق على جدران بيوتنا.
يا ساسه:.. يا سادة الحروب وأحلام اليقظة الضيقه.. احذروا الذكريات فينا.. فقاتل أبى قاتل وان تغيرت المسميات.... وسالب حريتي قاتل وان تغيرت الوجوه... وساجني قاتل وان تغيرت الألوان وقامعي قاتل وان تغيرت ألوان البشرة.
يا ساده الحروب والأجندات الفردية:... لا تنسوا بان التاريخ لا ينسى... وان الشعوب لا ترحم وان المقهور سيغضب وان الغاصب إلى زوال..
يا ااااااااااااااااااااااااا ساسه: ...لا تحاربوا الذكريات فينا فإنها نار خامدة وبراكين آخذه في الثوران ولا تنسوا بأننا لعشقنا للرب نصلى ولعشقنا لذكرياتنا وأرضنا نقدم القرابين دماء, لا تنسوا بأنا أشعلنا النار من نصف قرن وحافظنا على لهيبها بكل الطرق وسنحافظ على لهيبها بدمائنا ...
يا ساسه....... احذروا الذكريات فينا فإنها هلاككم.......
بقلم: عبد الرازق الوالى
شارك بتعليقك