لا تبحرْ يا حبِّي
لا تَغرُبْ…
هواءُ الغربةِ سمٌّ
ماءُ الغربةِ مرٌّ
فاكهةُ الغربةِ علقمْ
ستموتُ ألفَ مرةٍ باليوم
ستعيشُ مذلولاً
ستُقْهرُ محروماً
ستُنْكرُ أفكارُك
ستُمحى أصولُك
فالغربةُ ستُنهكُ روحكْ
تنهشُ لحمكْ
تنخرُ عظمكْ
يا قرّةَ عيني لا تُبحرْ
يا غرابَ الشؤمِ فلتذهبْ
يا غرابَ البينِ لا تَنعقْ
سنُولِجُ في ظلام الليل
يا حبِّي
لنلقاكِ… فلا تحزنْ
سنمشي في شوارعِك الغبراء
سنروي أشجارَك العجفاء
على الصَّخرِ الرماديِّ نركَعْ
نصلِّي… ونَدعو
سحابَك السوداء بأن يقشَعْ
كالماردِ الجبَّار
يُعوِّي ريحُكِ الباردُ الأصفرْ
سماؤك الشفافُ يا حبِّي
يذكِّرني بموسمِ الحزنِ بالموسمِ الأزرقْ
بساتينُ خضرٌ
تغنِّي على ضفافِ نهرِ الدَّمعْ
يا حبِّي…
تَرقصُ في ظلامِ الليل
تغنِّي في الموسمِ الأزرقْ
تَهمسُ في أذنِ الثُّريا
حكايةَ حبٍّ أبديه
حكايةَ غربةٍ منسيه.
محمود عمر مناصرة
31 أيار 2011
شارك بتعليقك