يا راكبين البحر وين الدرب لوين
على نهاريا يا ترى و إلا على سخنين
بالله يا موجة انطقي قولي هذولا منين
ما شفت مثلا بشر بالموت فرحانين
سمعني منهم نفر قال لي يا نور العين
الغير باع الوطن بالمال والدولار
و احنا لأجل القدس لأرواح بياعين
قبل خمس سنوات أحيا الشهيد القسامي حسن سليمان يعقوب مناصره حفلا إسلامياً بمناسبة زواجه وألقى كلمة الاحتفال بنفسه وقد استحث فيها الهمم على الجهاد والمقاومة وقال حينها "يجب أن نكون رجالا بمعنى الرجال خاصة في أوقات الشدائد ونحن نقاوم أعداء الله "وعلى إثرها منعته سلطات الاحتلال من التوجه إلى الأردن ووجهت له دعوة لمقابلة المخابرات الصهيونية في مبنى الارتباط ، لكن النفس الزكية الهادئة المليئة بالجرأة والإقدام رفضت الانقياد والانصياع ولكن عندما يمن الله علينا بالانعتاق من الدنيا تظل أرواحنا تصهل إلى عبق اللقاء الرباني والعيش في ظل الواحد الديان
المولد والنشأة
ولد الشهيد حسن سليمان يعقوب مواس المناصرة في بلدة بني نعيم شرق مدينة الخليل بتاريخ 4/6/1973 لأسرة مستورة الحال تغمرها الحياة الريفية البسيطة وتباركها لمسة دينية ونفحة ربانية ، وقد درس شهيدنا حتى الصف السادس الابتدائي ، وكان هادئا بريئا لا يحب الثرثرة وكثرة الكلام له ثمانية من الاخوة وثلاثة أخوات وقد توفي والده منذ زمن بعيد فيما توفيت أمه قبل زواجه بفترة وجيزة وقد ترك الشهيد المدرسة ليعمل في بقالة صغيرة ليساعد في رفع المستوى المعيشي للأسرة ولما كان أصدقاءه ينصحونه بتنمية عمله والبحث عن عمل مساعد كان يقول "نحن لا نحتاج من هذه الدنيا أكثر من الكفاف" فعاش شهيدنا سلطان نفسه وقلبه وعقله وقد وصفه أحد المقربين قائلا "كان الغضب لا يعرف له طريقا" وكان ينهي الخلافات بين الناس بكلمة جميلة قليلة ويردد "الدنيا فانية"
وعندما استشهد شقيقه الأصغر "شاكر "قبل عامين تمنى لو أنه كان مكانه ومنذ ذلك الحين دبت في روحه ونفسه وعقله نزعة الجهاد وحب الاستشهاد وبالرغم من شظف الحياة وقسوة المعيشة كان شهيدنا ينعم بالإيمان والطمأنينة ولا يحب الظهور أو الأضواء ، وكان يضيء لياليه بالقرآن والصلاة والنشيد الإسلامي ويقول شقيقه محمود انه شاهد شقيقه حسن قبل مدة طويلة عندما كان يعمل في بقالته وكان يضع صورة الشهيد محيي الدين الشريف وأسامة بن لادن في البقالة فنصحته بإزالتها ولكنه رفض وقال إن هذه الصور رمزية وتوزع وتنشر في كل مكان وبعد استشهاد شقيقه شاكر استدعته المخابرات الصهيونية عدة مرات إلا انه لم يكن يذهب إلى مكاتب الارتباط وأصبح مطلوبا لقوات الاحتلال وقد رزق بطفلة قبل مطاردته بفترة وجيزة واسمها حنين والتي لم تنعم بلقاء والدها منذ ولادتها .
وبقي حنينه إلى شاكر جرس معلق على ناصية يومه وأمسه وغده وحاله دوما يقول:
أخي إن ذرفت علي الدموع وبللت قبري بها في خشوع
فأوقد لهم من رفاتي الشموع وسيروا بها نحو مجد تليد
وقد انتمى الشهيد إلى حركة حماس منذ انطلاقتها الأولى وانتمى إلى كتائب القسام الجناح العسكري للحركة منذ اندلاع انتفاضة الأقصى وأكثر ما هز وجدانه فقدانه لشقيقه الشهيد شاكر الذي سقط قبل عامين وهو يستعد للزواج أثناء عمله في مزرعة للأبقار تابعة للجمعية الخيرية الإسلامية في الخليل حيث كان في أسبوعه الأخير في السنة الرابعة في الجامعة المفتوحة وقد أصيب حينها الشهيد شاكر برصاصة (500) في رقبته مع شهيد من عائلة فرج الله من بلدة إذنا كان يعمل معه في نفس المزرعة وقد أصيب هو الآخر برصاصة في فخذه تسببت له بنزيف حاد وقد حاصرتهما قوات صهيونية ليلاً بينما كان شاكر يستعد لتقديم امتحانه النهائي وقد تألم الشهيد حسن لهذه الكارثة وأصبح يفكر بالانتقام لدم شقيقه ليل نهار.
وقد ظل الشهيد مطاردا من منزل إلى آخر ومن بلدة إلى أخرى حتى باغتته القوات الخاصة أثناء وجوده في أحد المنازل في بلدة يطا التي تبعد حوالي 7 كلم عن بلدة بني نعيم شرق الخليل وقد كانت القوات الخاصة معززة بجرافة كبيرة وقوات عسكرية حيث قاموا بمحاصرة المنزل واخذوا ينادون عليه عبر مكبرات الصوت كي يخرج إليهم رافعا يديه مطأطئ رأسه واعتقد الجنود أنه سيفعل لولا أنه اقسم انه سيقاوم حتى آخر قطرة من دمه ودار اشتباك مسلح بين الفريقين استمر من الساعة الثانية عشرة ليلا حتى الثالثة فجرا وقد استشهد بعد أن أثخن جراح عدوه وقد ادعى الاحتلال انه لم تقع إصابات في صفوف الجنود ووجدوا بحوزة الشهيد بندقية رشاش ومسدسين
شارك بتعليقك