فلسطين في الذاكرة من نحن تاريخ شفوي نهب فلسطين English
القائمة الصراع للمبتدئين دليل العودة صور  خرائط 
فلسطين في الذاكرة سجل تبرع أفلام نهب فلسطين إبحث  بيت كل الفلسطينيين على الإنترنت English
من نحن الصراع للمبتدئين    صور     خرائط  دليل حق العودة تاريخ شفوي نظرة القمر الصناعي أعضاء الموقع إتصل بنا

بني نعيم: معركة بني نعيم

مشاركة ايهاب مطيرة في تاريخ 15 أيار، 2013

صورة لقرية بني نعيم - فلسطين: : pales أنقر الصورة للمزيد من المعلومات عن البلدة
وكانت أهم المعارك التي خاضها "الحسيني" في هذه المرحلة هي معركة "بني نعيم" في الخليل في يوليو 1938م، ولم يكن معه من المجاهدين سوى ألف يواجهون أكثر من ثلاثة آلاف جندي من القوات البريطانية المزودة بالمصفحات والمدافع والرشاشات الثقيلة، وكانت المعركة غير متكافئة؛ لكن "الحسيني" ومن معه خاضوها بكل بسالة وشجاعة، ودامت المعركة نحو أربعين ساعة، سقط خلالها كثير من الشهداء الأبرار، وعجز الثوار عن الاستمرار في القتال بعد أن تعززت قوات الاحتلال أكثر من مرة بالمؤن والسلاح، فانسحبوا من أرض المعركة، تاركين خلفهم شهداءهم وجرحاهم، وكان من بين الجرحى "الحسيني" نفسه، فنقله زملاؤه إلى المستشفى الحكومي في الخليل؛ حيث قُدمت له الإسعافات الأولية، ثم نقلوه إلى دمشق لإتمام علاجه.

معارك نضالية
معركة بني نعيم
مطر بلا غيم

لقد وقعت هذه المعركة على أرض بني نعيم عام 1939م وعن الحديث عنها فلا بد من بيان حقيقة هذه المعركة من خلال كبار رجال السن في البلدة الذين واكبوها من بدايتها باعتبارهم شهود عيان على أحداث هذه المعركة ولفهم ذلك لا بد من توضيح السياسة البريطانية التي مارستها أثناء انتدابها على فلسطين .

لقد اعتمدت بريطانيا على سياسة فرق تسد التي مارستها في كافة المناطق التي استعمرتها أو انتدبت عليها ، كما أخذت تغذي النعرات القبلية والعصابات بين فلاح ومدني ، حيث لقيت هذه الدعوة استجابة عند ضعاف النفوس مما أثار الحقد والكراهية بين فئات السكان ، فكان لا بد من وضع حد لهذه السياسة المفروضة ومن أجل ذلك فقد حضر قائد الثورة الفلسطينية عبد القادر الحسيني على رأس مجموعة من جيشه وكذلك القائد عبد الحليم الجولاني الى بلدة بني نعيم باعتبارها قلعة الجنوب ونبع التسامح والتصالح والوحدة وقد توزع الثوار جماعات على جوامع البلدة لتقديم طعام الغداء لهم ، وبينما كان قادة الثوار وكبار رجالات الجبل يتباحثون في سبل مقاومة القوات البريطانية وتكريس الوحدة الوطنية بين أبناء الشعب الفلسطيني وإنهاء الخلافات الشخصية والعصابات القبلية ، حضر رجل من الخليل يركب على دراجة هوائية يخبر القادة بالانسحاب من البلدة لأن القوات البريطانية أخذت تستعد للهجوم على الثوار وقد انسحبت قوات القائد عبد الحليم الجولاني من البلدة متجهة نحو الجنوب وبعد فترة حضر رجل أخر يركب ( تراكتور ) يطلب من الثوار الانسحاب من البلدة ولكن القائد عبد القادر الحسيني أبت على نفسه وأخذ يستعد للمواجهة .

وبعد صلاة العصر من ليلة السابع من كانون الثاني عام 1939 م بدأ الهجوم على البلدة التي احتضنت قائدها حيث أخذت الطائرات تحلق في سماء البلدة وتقصف الأحياء وبدأت المدافع البريطانية وجنودها يطلقون النيران في جميع الاتجاهات ، بدأت المعركة في جميع أحياء البلدة وخاصة وادي القرية وقدم أهالي البلدة كل ما لديهم من مساعدة لتحصين الثوار ومدهم بالسلاح وشاركوا في الدفاع عن الثوار وحمايته وقد أدرك القائد عبد القادر الحسيني الخسائر الكبيرة التي ستلحق بأهالي البلدة إذا بقي داخل أحيائها ، لذلك أمر الثوار بالانسحاب شرقاً مع وادي القرية والتحصن في الجبال والأودية وخلف الصخور وداخل المغر واستمرت المعركة حتى حل الظلام ، وكان من نتيجة المعركة استشهاد عدد من الثوار وإصابة القائد عبد القادر الحسيني بجروح تم نقله سراً على جمال إلى مدينة الخليل لإسعافه في المستشفى البريطاني المعروف باسم مارلوقا القريب من مكتب التربية والتعليم تحت اسم مستعار وبعد معالجته تم نقله إلى بيت جالا استعداداً لنقله إلى سوريا لإتمام العلاج .

وفي صباح اليوم التالي قام أهالي البلدة بجمع جثث الشهداء من كافة مواقع المعركة وتم نقل بعض الشهداء الذين عرفت أسمائهم الى ذويهم وبعضهم الآخر تم دفنهم في مقابر البلدة.

أما عن شهداء بني نعيم فكان الشهيد سلامة حسن أبو ساكوت الزيدات الذي أستشهد في حجاج القصرين والشهيد يوسف حسين نايف الزيدات وقد عثر عليه في صباح اليوم التالي ويده على الزناد في وادي القرية ، وكان لهذه المشاركة الفعالة من أبناء البلدة في المعركة أن تعرض العديد من رجال البلدة للاعتقالات والضرب وفرض الحصار ومداهمات للبيوت من قبل القوات البريطانية .

وتذكر الموسوعة الفلسطينية صفحة 124 المجلد الثاني أن المعركة استمرت عشرة ساعات سقط خلالها ثلاث طائرات ، ولكن خسائر العرب كانت كبيرة وسقط منهم عشرات الشهداء منهم علي الحسيني وإبراهيم خليق وعيسى أبو قدوم وتذكر الموسوعة أن قوات عبد الحليم الجولاني شاركت في المعركة إلى جانب جيش الجهاد المقدس الذي يقوده عبد القادر الحسيني ، أدت هذه المعركة إلى إضعاف الثورة الفلسطينية لفترة من الوقت ولكنها استطاعت أن تعيد نشاطها وتنظيم صفوفها وتسليح قواتها لتستمر في العطاء والجهاد فكانت معركة القسطل عام 1948 م التي استشهد فيها القائد عبد القادر الحسيني ورحم الله جميع الشهداء .

إعداد : ايهاب جميل مطيرة - بني نعيم.



إذا كنت مؤلف هذه  مقال وأردت تحديث المعلومات، انقر على ازر التالي:

ملاحظة

مضمون المقالات، المقابلات، أو الافلام يعبر عن الرأي الشخصي لمؤلفها وفلسطين في الذاكرة غير مسؤولة عن هذه الآراء. بقدر الامكان تحاول فلسطين في الذاكرة التدقيق في صحة المعلومات ولكن لا تضمن صحتها.

 

شارك بتعليقك

رائع عزيزي إيهاب رائع

على فكرة، نحن بصدد نشر التالي في الموقع وظني أنها ستفيدك:
http://www.palestineremembered.com/Articles/Biladuna-Filisteen/Story24167.html
مع أجمل التحييات وننتظر المزيد
مدير الموقع

أبو السوس / صلاح منصور
لوس أنجلس
 
American Indian Freedom Dance With a Palestinian


الجديد في الموقع