شام أيتها الحديقة الغناء
يا أم الحضارة ومنبع الأصالة والوفاء
جاؤوا إليك بحناجرهم اليتيمة
فأغرقوك بغباءهم في بحار من الدماء
باتت أمواج بحرك في
طرطوس واللاذقية وحلب الشهباء
أعلى من قامتي هائجة ثائرة لدماء الشهداء
عيون قاسيون تبكي بحرقة إحراق قلب الأبرياء
أنهار الدماء فاضت لتروي ثراك
فتحولت البيادر والروابي بلون النقاء
نبت على ضفافها الأقحوان
المخضب بدماء الشهداء
فتحولت بساتين الياسمين جنة خضراء
سوريا الأصالة والوفاء
لقد ناح الطير على دمارك وأعتزل أشجار الحور
التي تراقص على أغصانها يوما بكل بهاء
بات يغرد بصوت حزين على نوافذ الأرامل
ويلملم من طرقاتها الأشلاء
سوريا العروبة والنقاء
ليتهم يعلمون أنه مهما تغرب أبناءك
ومهما إغتسلت قلوبهم في مياه بحار الغربة
لا تزال مياه الخضراء والفيجة وبردى
تبللهم وتندي قلوبهم بالجمال والبهاء
ليتهم يعلمون ماذا حل بك
بعد غدر هؤلاء الأذلاء
لقد كتبك الأطفال في دفاترهم شعراً
على ضوء شمعة الحرب أنك جميع النساء
شام أيتها الحديقة الغناء
لا تحزني ستبقين أغنية المساء
بقلم /يسرى محمد الرفاعي
سوسنة بنت المهجر
شارك بتعليقك