كل الأماكن بكت
نسجت لك قصيدة مخملية
من خيوط فجرنا
وبسمة أحلامنا
نقشت حروفها بألوان متناسقة
في عز شجوها وألحانها
ربما لا تحتمل غياب قلوبنا
فأطلقت الأفئدة أسراب حمامها
فبكت كل الأماكن وثار دمعها
حتى استيقظ الفجر على نحيبها
وشوارع المدينة وأرصفتها
اكتظت وتزاحمت بأشواقنا
وكأن موكب الأمير قادم
وكلي كان يكتبك قصيدة
على أبواب مدينتنا
أدثر ك فيها بدفئ روحي وكياني
كيمام رفرف فوق أكتافها
أطلق بهدوء شوقي أسرابا
تحلق في فضاءك
كفراشات فجرنا
ألملم أنفاسنا المبعثرة قبل أن
يرتد صدى أصواتنا
وقبل أن تنهمر روحك
في لومي وعتاب أشواقنا
لا تلمني لقد قرأت جميع القواميس
باحثة ومنقبة عن ملامحك
وعن تفاصيل حكايتنا
و المطر المتساقط على أكتافنا
عن عصبيتك عن عنادك
عن عنجهيتك عن قصائدك
قرأت وبحثت بين دفات الكتب
وبين السطور عن الحب في بلادنا
وعن النظرات المختبئة خلف سحابنا
ليتنا نستطيع تقصير المسافات
كما نقصر هندامنا
وهدم الحدود وأزالة الفواصل
والأرصفة المتعرجة من دروبنا
فلا الغياب يرضيك
ولا يرضي قلوبنا
ليتنا نعيش جميع الفصول
ونصادق النجوم في سماءنا
عل الربيع يغمر قلوبنا
ويفيض بعطره على أنفاسنا
فلا تتركني أغيب لأقصى المغيب
دون رفقتك فالصبر نفذ من خوابينا
ولم يبقى في جعبة أيامنا
من الصبر ما يطلق في الفضاء
أسراب أشواقنا .
الشاعرة والفنانة التشكيلية
يسرى محمد الرفاعي
سوسنة بنت المهجر
شارك بتعليقك