خذلان السنين*
يا رفيق أيامي يا نبض فجري
يا لذة رشفات فنجان قهوتي
أنا لازلت حياً أرزق أدعو لك
أزفر وأشهق وأتنفس
بصوت منخفض
بالكاد تسمعه العصافير
اخشى أن يسمعني
اليمام الغافي على شرفات فؤادي
أخشى أن يسمع من حولي أنين كياني
إخشى ان يتسربل عبير الشوق
والحنين إليك من أوردتي وشرياني هباء
فلا تسألني يوما بتهور وجنون
لماذا قلبي ما زال محافظا على ابتسامته
ولو في خلوتي ووحدتي الموحشة ..
فالمزن بات يتساقط بين يدي وأحضان أيامي
حتى نبت الإقحوان والزعتر في روابي روحي
ويتسرب عبيرها من بين أنامل صباحي
وأسراب اليمام تعشق التحليق بعفوية
في فضاء أنفاسي
فلا تتهمني بالجنون
وأن أنفاسي تهذي وتحتضر
يكفيني أن دمع الأحداق
تراكم كملح البحر
في محاجر نجوم سمائي ..
فارقتني وغبت غيابك الأبدي
نكثت عهودك ووعودك لي
ومزقت الأوراق والمواثيق
وتركتني على ثرى المحبة
دمية يتلاعب بها الخذلان والنفاق
واليوم تهمس وتقول بكل اللامبالاة
لا تعتبي ولا تلومي
قلبا غادر عمرا وعاد من جديد
ليفتح صفحة مليئة بالأمل والمحبة
نضرة كزهور الربيع ..
فمن يعوض فؤادي ونبضي
عن خذلان السنين
التي ضاعت من عمري ؟!
الشاعرة والفنانة التشكيلية
د.يسرى محمد الرفاعي
سوسنة بنت المهجر
شارك بتعليقك