سأعود قبل أن يدفنوا رفاتي
سأعود إليك يا وطني
قبل أن يدفنوا رفاتي
على أرصفة الغربة المرة
وصيتي أن يدثروني براية نصرك
وينشدوا على روحي نشيدك
بلاد العرب أوطاني من الشام لبغدان
ولا يهمك من أحزاني وأتراحي
فقلبي قادر على عصرها
كما يعصر زيتونك
ومنحك الشهد منها
لتحيى روحك وأنفاسك
وأعيش أنا زيتونه شامخة
في جبالك وسهولك
أتنشق عبيرك
وأصخ بسمعي لآذان أقصاك
وتراتيل كنائسك
وأشاهد البسمة على وجه أطفالك..
فقط أملهني أن تعود لي ذاكرتي
التي تبعثرت على أرصفة دولاراتهم
وألملم أنفاسي المغتربة المتناثرة
على أرصفة القهر والآهات ..
سأعود إليك يا وطني
قابضة في كفي
جراح دهرمضى بين مضاربهم
وحزم ورد أزهرت منها أحزاني
على أرصفة أغترابي
تتقافز من أريجها ملامح طيفك
وجل تفاصيلك ..
سأعود إليك وكلي أمل
لأشعل بنور قلبي قناديل مسائك
وأشق دروبك بعناد قلبي
وإصراره على عشقك
لأزهر في روابيك ياسمين وجلنار
وأنثر الآريج على جميع الجوار
وليتك تعلم كم القلب تعذب في هواك
سأعود يا وطني
لاصغي لالحانك وأناشيدك
على ضفاف غديرك وبيارات برتقالك
وأصغي لتغريدة الطيورعلى شموخ زيتونك
بين طيات فجرك وضحاك
كشموخ العجوزالذي أرتوى من أغاديرك
وغفى تحت ظلال زيتونك
واستيقظ يغني وينشد لعيونك
يا وطن نحن رجالك
نعشق زيتونك وأقصاك
وأنا ابنتك أعشق كل فصولك
الشاعرة والفنانة التشكيلية
د.يسرى الرفاعي
سوسنة بنت المهجر
شارك بتعليقك