النسمات الفجرية
النسمة الفجرية تزينت وزينتها النساء ، خط الكحل فوق عينيها السوداوين ليلا ،
ومن الحدقات أطل الشوق والحنين ،أزدهت النسمة بلون الشوق فلتصهل كل خيول الأرض
دون إستثناء ، فالأن يحمحم جواد الزمن ..
آآآآآه .. آيها الشوق والحنين فليحمحم جوادك ....
أوشكت النسمة الفجرية أن تركض ، أن تصبح فرحا وسرورا لكن قدميها تسمرتا في
مكانهما ، والشوق المكتوم أعتقلها وصلبها .. برقت عيناها كمهرجان .. وملأت
رئتيها من عبير الأرض والشجر ..
تراكضت النسمات الفجرية ضاحكة في حضن الجبل ، وأشجار الزيتون تصطف على جانبي
الطريق والدروب الطويلة . وشمس الصخر تضحك وتبتسم .
أشجار الزيتون تضحك والشمس
تغمز بخفة ودلع ..
خبئيني في عينيك العسلية
دعيني أزرع الفرح في ضلوعك وحنايا صدرك
أحرقيني أيتها المتجردة من لهب العصور
أغرق في عينيك أصلي
تكونين صلاتي
والصباح القادم أكون أنت ..
وتكونين أنا ..
نزرع الخصب في أرض الزيتون
أغرق في عينيك العاشقة
أزرع الخصب
وأتوسد الحزن والألم
أشعر بالوحشة في هذا المكان بدون النسمات الفجرية ، فالزيتون نسي لغة الكلام
والأعجب أن العصافير هاجرت وتركت المكان منذ دهر ..
الحزن يرقص – الموت يرقص – الأرض ترقص على أحزان الأبدية منذ آلاف السنين ..
ولم أعد أسمع في ذلك المكان وذلك الليل إلا عواء الكلاب وهسيس الأرض وقرقعة الحصى
وآنين الزمن المر ..!!
شارك بتعليقك