الفصل الثالث من كتاب بيت حانون تاريخ وحضارة للمؤلف م.محمود الزعانين
الأعياد :
يأتي بعد شهر رمضان عيد الفطر المبارك ، وكان الآباء يذهبون قبل العيد بعدة أيام إلى مدينة غزة على الحمير أو الجمال وذلك لشراء الملابس ، وقد كان من الناس من يذهب إلى مدينة المجدل قبل عام 1948 ميلادي ، فقد كانت هذه المدينة مركزاً لصناعة النسيج والملابس ، ويقوم الأب بشراء الأحذية الجديدة والملابس والحلويات ، وكانت توضع جميع المشتريات في الخرج الخاص بالحمار وبعد وصوله إلى البيت يستقبله أولاده بكل فرح وابتهاج ، حيث يقوم بتوزيع الملابس والأحذية على أولاده ، وكذلك تقوم النساء بالتحضير للعيد من خلال عمل الكعك وتجهيزه .
في صباح يوم العيد يحتفل أهالي البلدة كغيرهم من مدن وقرى العالم الإسلامي بالعيد ، فيذهب الرجال إلى المساجد لأداة الصلاة وكان في السابق بعد الصلاة مباشرة يذهب الجميع إلى المقبرة لزيارة موتاهم يترحمون عليهم ويقومون بتلاوة الفاتحة على أرواحهم ، ومن العادات الموجودة في بلدتنا أن أبناء العائلة الواحدة يجتمعون عند آخر بيت متوفى منهم ، حيث يقومون بتعزية أهله وأخوته وأبنائه وتنقسم العائلة بعد ذلك إلى قسمين قسم يذهب لتعزية العائلات الأخرى ، والقسم الأخر يبقى في استقبال العائلات القادمة ، وفي السنوات الأخيرة أخذت هذه العادة في الذوبان والانتهاء حيث إنها تزيد المآسي والحزن لدى الناس وتذكرهم بفقيدهم ، وبعد الانتهاء من واجب العزاء يتم الذهاب إلى بيوت الأقرباء لتقديم التهاني لهم بالعيد .
ويتم تعييد الأطفال والنساء بإعطاء النقود لهم ، وتقدم الحلوى والكعك للمهنئين بالعيد ويبلغ عدد أيام عيد الفطر السعيد ثلاثة أيام.
أما عيد الأضحي فلا يختلف في العادات والتقاليد كثيراً عن عيد الفطر السعيد ، ويأتي عيد الأضحى بعد 70 يوماً من عيد الفطر ويتم في هذا العيد ذبح الأضاحي ، وكان معظم الناس يربون أضاحيهم في بيوتهم ، ولكن في الوقت الحاضر يقوم الناس بشراء الأغنام والعجول والأضاحي من الأسواق الخاصة بذلك ، ويبلغ عدد أيام عيد الأضحى المبارك أربعة أيام .
المأكولات والأطعمة :
كان الأكل اليومي مما تنتج الأرض مثل الفول والملوخية والعدس والبامية والسلق والسبانج والبطاطا والباذنجان واللوبيا والبازيلاء فمعظم المأكولات كانت تتميز باللون الأخضر ، وكان الناس يقومون بتجفيف البامية والبندروة والملوخية وغيرها وذلك لعدم توفرها طوال العام وعدم وجود أي نوع من الثلاجات ، حيث إن الكهرباء لم تدخل البلدة حتى عام 1973 ميلادي ، وكذلك كان السكان يعتمدون على أكل اللحوم بصفة دائمة و يكثرون من الذبائح لأنه من واجب الضيف أن تذبح له ذبيحة ، وكذلك كانت الأغنام كثيرة ، أما بالنسبة للطيور كانت تربى في البيوت ولا يوجد بيت إلا وتوجد فيه طيور إضافة إلى ذلك كانت الأرانب تربى في كثير من البيوت حيث الأعشاب الكثيرة .
من كتاب بيت حانون تاريخ وحضارة للمؤلف م. محمودمحمد يوسف الزعانين
الطبعة الأولى غزة 2008 - منشورات المركز القومي للدراسات والتوثيق
شارك بتعليقك