1948 معارك جبل الرادار
يقع جبل الرادار بين قرية بدو العربية ومستعمرة معالاها ميشاه الصهيونية في منطقة القدس ـ تل أبيب. وقد سمي بالرادار لأن الجيش البريطاني كان قد أقام عليه محطة للرادار مع معسكر صغيرلإقامة الجنود العاملين في هذه المحطة. وكان بإمكان من يحتل هذا التل السيطرة التامة على طريق القدس ـ تل أبيب الرئيسة لكونه مشرفا عليها وعلى المناطق الجبلية المحيطة بها.
وفي ليلة 28/ 4/ 1948 شنت قوة صهيونية كبيرة هجوما على المرتفعات القائمة شمالي مدينة القدس وفيها جبل الرادار، وتمكنت القوة بكثرتها واستغلالها عنصر المفاجأة من احتلال هذا الجبل بالإضافة إلى قرية بيت إكسا وبيت سوريك، ووصلت إلى مشارف قرية بدو وكادت تنجح في السيطرة على مقام النبي صموئيل. ولو تم لها ذلك لأحكم الصهيونيون سيطرتهم التامة على طريق رام الله ـ القدس ولعرقلوا كل تحرك عربي عليها.
وما أن وصلت القوات الصهيونية المهاجمة إلى مشارف بدو حتى هب المناضلون فيها وفي سائر القرى العربية القريبة منها يتصدون لها بعنف. ودامت المعركة طوال الليل. وعند فجر يوم 28 أبريل اشترك في المعركة فوج اليرموك الثالث التابع لجيش الإنقاذ بقيادة عبد الحميد الراوي، وكان قد وصل إلى المنطقة قبل ذلك بثلاثة أيام. وشن هجوما معاكسا قويا على المواقع التي احتلها العدو وأجبرهم على التراجع بعد تكبيدهم خسائر كبيرة قدرت بحوالي 185 قتيلا وعدد كبير من الجرحى وتدمير ثلاث عربات مدرعة. واستولى فوج اليرموك على كمية من أسلحة العدو وذخيرته، واسترد العرب سيطرتهم على الطريق الرئيسة ومنعوا التحركات الصهيونية عليها، وفي شهر مايو 1948 عاود الصهاينة هجومهم عدة مرات وبقوات أكبر، واشتركت الطائرات في قصف المواقع العربية. ولكن الهجمات كلها أخفقت، وفي مطلع يونيو 1948 أخذ الجيش الأردني على عاتقه مهمة الدفاع عن الموقع.
شارك بتعليقك