جريدة الخليج 14-10-2000
درة فلسطين
ابني حبيبي محمد
لا تلمني اذ لم استطع ان أحميك، ولا بنفسي ان افديك.
انا لم أقصر يا محمد، فبيديّ العاريتين عنك كنت اذود، والرصاص المنهمر كنت اتلقاه بجسدي.
كان بودي ان تبقى الرصاصات في جسمي ولا تنفذ الى قلبك الغض يا حبيبي.
خمسة واربعون دقيقة مرت كأنها دهر وانا عنك ادافع دون جدوى.
كاذب من قال ان ورقة من الاتفاق اللعين تقي رصاصة، فالرصاص لا يقيه إلا متراس ورصاص.
لا تلمني يا محمد اذ لم استطع ان اغمض جفنيك ولا على راحتي ان احمل نعشك او بيدي اواريك التراب، فما ألم بي اعجزني.
يا محمد اخوتك السبعة هم لقاتلك نذرتهم، ولفلسطين وهبتهم، فكلهم درة. وحقيبتك المدرسية مكانها ستبقى معلقة على الحائط، ومكانك بين اخوتك لن يشغله احد غيرك.
***
ايها الآباء، ويا عرب عندما تأوون الى الفراش بين ابنائكم تحسسوا وجوههم فستجدون وجه محمد، واذا نظرتم الى السماء فسترون وجه محمد كطلعة البدر، فدمه ايقظ أمة، وأشعل فيها الغضب.
ايها الآباء، أما تخيلتم انفسكم مكاني، ترى كيف كنتم ستتصرفون؟ وعن ابنكم ستدافعون؟
**
يا ام محمد لا تبكيه، وكل ابن لنا الى درب الشهادة أرشديه.
موسى ابو عيد
[email protected]
شارك بتعليقك