يوم الاسير الفلسطيني
ارادة وصمود الاسرى الفلسطينيين تتحدى ظلام زنازين السجون الاسرائيلية
معظم قادة الحركة الوطنية والاسلامية دخلوا سجون الاحتلال مرارا
9400 اسير فلسطيني سلاحهم الاضراب لمواجهة بطش السجان الاسرائيلي
التعذيب وسيلة المحققين الاسرائليين لاتنزاع الاعترافات والاحكام تعسفية
186 شهيدا قضوا تحت التعذيب وعشرات الاسرى خرجوا بعاهات مستديمة
اسر جنود الاحتلال تجبر اسرائيل على تحرير آلاف الاسرى والمعتقلين
حرية الاسرى تشغل بال اهاليهم والمؤسسات الرسمية والشعبية الفلسطينية.
اعداد: موسى ابو عيد
[email protected]
وحدة الدراسات
جريدة البيان الاماراتية
بدءا من العام 1974 خصص الفلسطينون يوم السابع عشر من كل ابريل يوما للتضامن مع الاسرى في السجون والمعتقلات الاسرائيلية وهو اليوم الذي جرى فيه تحرير محمود بكر حجازي أول اسير فلسطيني وذلك بمبادلته بمستوطن صهيوني جرى اختطافه لهذا الغرض . وقد اعتمد المجلس الوطني الفلسطيني في دورته في ذلك العام هذا اليوم للتضامن مع الاسير الفلسطيني من كل عام.
ومنذ مطلع هذا الشهر يتعرض الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة لعملية عسكرية اسرائيلية واسعة النطاق تضمنت قصف عنيف لقطاع غزة بالدبابات والمدفعية والطائرات لم تشهد له مثيلا منذ انسحاب قوات الاحتلال من القطاع واخلاء المستوطنات الصهيونية قبل سبعة شهور وقد اسفرت عمليات القصف عن استشهاد عشرة فلسطينيين بينهم عدد من الاطفال وتدمير البيوت على رؤوس ساكنيها.
وفي الضفة الغربية تعرضت مدن نابلس والخليل ورام الله بشكل خاص لعمليات مداهمة شاركت فيها عشرات الدبابات والمدرعات الاسرائيلية ادت الى اعتقال العشرات من ابناء الشعب الفلسطيني بدعوى نشاطهم في مقاومة الاحتلال.
وفي داخل السجون الاسرائيلية فقد اقتحم جنود الاحتلال سجن النقب الصحراوي في بداية هذا الشهر والذي اعلن فيه الاسرى الفلسطينيون رفضهم لنقل عدد منهم الى سجون اخرى واستخدم جنود الاحتلال العصي وقنابل الغاز والرصاص المطاطي ضد الاسرى مما ادى الى اصابة عشرة منهم بجراح مختلفة وقاموا بنقل 260 اسيرا بالقوة الى سجون اخرى وعزل 30 منهم في زنازين انفرادية.
كل هذه الأمور تتم في الوقت الذي يجري فيه فرض حصار اقتصادي وسياسي اسرائيلي على الضفة الغربية وقطاع غزة وحرب تجويع للشعب الفلسطينيي تشارك فيه الولايات المتحدة الأميركية ودول الأتحاد الأوروبي بحجب المساعدات المالية والأقتصادية عن الشعب الفلسطيني عقابا له على انتخاب مجلس تشريعي جديد فازت بغالبية مقاعده حركة المقاومة الاسلامية حماس وتشكيلها حكومة برئاسة اسماعيل هنية .
اعتقال وتعذيب
منذ الاحتلال الصهيوني للضفة الغربية وقطاع غزة عام 1967 وحتى ايامنا هذه تعرض عشرات الالاف من ابناء الشعب الفلسطيني للاعتقال والسجن وخاصة خلال الانتفاضة الاولى عام 1987 وانتفاضة الاقصى عام 2000. ويقدر عدد الفلسطينيين الذين تعرضوا للسجن خلال هذه الفترة باكثر من 800 الف شخص فما من بيت فلسطيني الا وله معتقل او اكثر كما ان معظم قيادات الحركة الوطنية والاسلامية في الداخل قد عرفوا طريقهم الى السجون والمعتقلات الاسرائيلية اكثر من مرة. ومن اشهر الاسرى الذين مازالوا يقبعون في زنازين الاحتلال مروان البرغوثي امين سر حركة فتح في الضفة الغربية وعبدالرحيم ملوح عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والنائب في المجلس التشريعي حسام خضر والشيخ حسن يوسف القيادي في حركة حماس و احمد سعدات الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والذي جرى اختطافه مؤخرا من سجن اريحا بعملية عسكرية اسرائيلية وبتواطئ اميركي بريطاني مكشوف.
يقدر عدد الفلسطينيين الاسرى حاليا بنحو 9400 معتقل بالاضافة لعدد اخر من اللبنانيين والاردنيين والاسرى العرب يقبعون في سجون مكتظة و رديئة وظروف انسانية سيئة و يتعرضون لابشع انواع التعذيب تبدا من لحظة الاعتقال ومن بين الاسرى 115 اسيرة فلسطيينية ونحو 321 طفلا دون الثامنة عشرة.
عادة ما تشارك قوة عسكرية اسرائيلية كبيرة من الدبابات والعربات المصفحة مؤلفة من عشرات الجنود المدججين بالسلاح المدن والقرى والمخيمات الفلسطينينة لاعتقال كل من يشتبه بمقاومته للاحتلال حيث يجري محاصرة البيوت الفلسطينية التي يعتقدون بوجود المقاومين فيها وعادة ما يتم ذلك في الليل ثم يقتحم الجنود البيوت تحت وابل من اطلاق النار في اغلب الاحيان ويعيثون الفساد في هذه البيوت ويدمرون محتوياتها بحجة البحث عن السلاح واي وثائق قد تدين المطلوبين والتنكيل بكل افراد الاسرة الآخرين في محاولة منهم لبث الخوف والرعب فيهم لثنيهم عن التفكير بالانضمام لرجال المقاومة او حمايتهم . ويجري اعتقال كل مشتبه به وتقييد يديه وعصب عينيه واقتياده بالقوة الى مراكز الاعتقال والتحقيق. وكثيرا ما تسفر هذه العمليات عن قتل المطلوبين بحجة مقاومتهم جنود الاحتلال ورفض استسلامهم.
وبعد وصول المعتقل الى مراكز التوقيف تبدا عملية التحقيق معه لانتزاع الاعتراف منه بالقوة بالتهم المسنوده له ويشارك في عمليات التحقيق رجال المخابرات الاسرائيلية "الشين بيت " وجهاز الامن الداخلي المدربين على مختلف اساليب التحقيق الوحشية وغير الانسانية من ضرب وتعذيب وعزل انفرادي في ظل ظروف نفسية سيئة لا تختلف عن اساليب التعذيب النازية والفاشية.
وتتنوع اساليب التعذيب ما بين قلع للأظافر والضرب بالعصي وباعقاب البنادق والشبح بادخال راس المعتقل بكيس خشن ومنتن يكاد يختنق فيه ويديه مقيدتين بقوة للخلف وتركه واقفا على رجل واحدة لمدة طويلة جدا حتى يكاد ينهار من شدة الألم والتعب كما يلجأ المحققون الاسرائيليون الى تعرية المعتقلين من ملابسهم وصب المياه الباردة جدا عليهم ومنعم من النوم لأيام عديدة وجلبهم مرة أخرى للتحقيق وهم في حالة يرثى لها من الاعياء. بالاضافة لوسائل التعذيب النفسية مثل التحرشات الجنسية وتعذيب ذوي المعتقل امام عينيه وتعريتهم والتهديد باغتصابهم .
كما تنشر المخابرات الاسرائيلية عددا من العملاء والمعروفين باسم " العصافير" بين المعتقلين والذين يدعون انهم من نشطاء المقاومة الفلسطينية بهدف التجسس عليهم والتقاط ما قد يصدر عنهم من اقوال تدينهم لتقديمها للمحققين الصهاينة .
ونسوق شهادة الاسير امين احمد شقيرات من بيت لحم والتي وصف فيها ما تعرض له من عمليات تعذيب خلال التحقيق معه كما رواها محاميه مامون الحشيم والذي زاره عدة مرات في المعتقل وراى آثار التعذيب على جسده وقال انه تعرض للتعذيب القاسي من قبل المحققين حيث قاموا بتهديده بالمؤبد كتعذيب نفسي وقاموا بتهديده ايضا بتصفيته وقتله وسألوه عن الطريقة التي يحب ان يقتل بها، باطلاق النار على قدمه او على جسمه . وكان المحقق يلوح بالمسدس امام عيني الاسير خلال ذلك.
وقاموا بتكبير صورته خلال التحقيق وعرضها على حائط الزنزانة واطلاق النار عليها كسياسة ضغط واضعاف لمعنويات الاسير ولاجباره على الاعتراف .
وقام المحققون بضربه على جسده واجباره على الوقوف وقف حصان بزاوية 45 درجة ولمدة طويلة مما يسبب آلام قاسية بالظهر، ومن شدة الارهاق والتعب ، سقط على الارض وقام المحققون بعدها بإعادة ايقافه وضربه بشكل متوحش وعنيف وتوجيه الشتائم القذرة اليه.
وكما قام المحققون بتعذيبه بطريقة الكرسي باجلاسه عليه وإدخال ارجله خلف ارجل الكرسي ويقوم المحقق بالجلوس امامه والامساك بأرجله ويدفعه للخلف ويتم شد جسم الاسير الى اسفل الظهر(قصعة الموزة) ويستمر ذلك اكثر من ثلاث ساعات دخل الاسير بعدها في غيبوبة من شدة الآلام و قام المحققون بعدها برشه بالماء واعادة وضعه على الكرسي من جديد.
وقام المحققون بتقييد يديه بقيود قاسية على رسغيه ويديه للخلف وقام المحققون بشد يده من الخلف لدرجة ان الأسير شعر ان يديه سوف تتقطع، ونتيجة لذلك يعاني الأسير من تمزق في يديه، ومع هذا قاموا بمنعه من النوم لفترات طويلة جدا بحيث لا يتحمل ذلك الكائن البشري، مما أدى الى فقدان الوعي لدى الأسير وقيام المحققين باستغلال هذه الفرصة واخباره انه تحدث عن اعترافات خلال فقدانه للوعي مما يؤدى الى قلق وخوف الاسير عما اذا تحدث ام لا، وقاموا باستعمال بخاخ ورش مادة في اذنيه يقول الاسير انها المادة التي تستعمل في تعقيم الحمامات ونتيجة لذلك يشعر الاسير بآلام قاتلة في الاذن وشبه تلف بها وحدث معه اغماء من الألم، وقاموا بسكب الماء البارد جدا على جسمه من اجل ايقاظه في منتصف الليل.
ومن الاساليب التي استعملت مع الاسير في التحقيق ادعاء المحقق انهم قاموا باعتقال زوجته الحامل في شهرها الاخير وانهم قاموا بتعذيبها وان المولود قد توفي بعد اجهاضها خلال التحقيق، وقد قاموا باحضار والديه الى التحقيق وقد رآهم في غرفة مجاورة وكان قرار اطلاق سراحهم بيده اذا اعترف حيث قام بتأليف قصة من اجل اطلاق سراحهم.
ونتيجة لذلك التعذيب الوحشي الذي تعرض له اصبح جسده ضعيفاً وهزيلا و يعاني من عدة آلام وأوجاع واصبح يعاني من مرض السكري ومن آلام في الظهر من الجهة اليسرى ومن آلام بالمعدة واخضرار في اليدين وتمزق في اوتار يديه، ووضعه الصحي صعب ومحرج للغاية نتيجة ما تعرض له من تعذيب قاس.
محاكمة صورية
تستمر عمليات التحقيق طيلة فترة التوقيف التي تبدا من ثمانية عشر يوما قابلة للتجديد الى ان يتمكن المحققون الاسرائيليون انتزاع الاعترافات من المعتقلين والا فانه يجري تحويلهم الى الاعتقال الاداري لمدة طويلة دون محاكمة.
تتم محاكمة المعتقلين الفلسطينين في محاكم اسرائيلية وفقا لاحكام انظمة الطوارئ لعام 1945 التي وضعتها بريطانيا خلال احتلالها لفلسطين وهي قوانين كان يرفضها حتى اليهود انفسهم آنذاك ولا يستغرق وقت المحاكمة مدة طويلة ويتولى الدفاع عن المعتقلين محامين عربا ويهودا تقدميين مثل المحامية لئيا تسيميل وفلنتسيا لانجر والتي وضعت كتابين عن احوال المعتقلين الفلسطينيين هما "بام عيني " و " اولئك اخواني" فضحت فيهما الاساليب الاسرائلية في الاعتقالات والمحاكمات والسجون وعندما يئست من عنصرية الكيان الصهيوني غادرته الى غير رجعة.
وقلما استطاع المحامون تخفيف الاحكام القاسية بحق المعتقلين الفلسطينيين او يدفعون ببراءتهم اذ يصدر القاضي الاسرائيلي احكامه باقسى عقوبة يستطيعها مثل السجن المؤبد ومدى الحياة.
وعادة ما تتحول محاكمة الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين الى محاكمة للاحتلال الصهيوني نفسه ويدافع المعتقلون عن حقهم المشروع في مقاومة الاحتلال والعمل على زواله . وكان هذا الموقف واضحا خلال محاكمة المناضل مروان البرغوثي امين سر حركة فتح في الضفة الغربية والذي رفض بكل صلابة التهم الموجهة له واوضح عدم شرعية محاكمته او حتى شرعية اعتقاله باعتباره عضوا في المجلس التشريعي الفلسطيني.
سجون رهيبة
يتوزع الاسرى والمعتقلون الفلسطينيون على عشرات السجون ومراكز التحقيق الاسرائيلية والمنتشرة في مختلف مدن فلسطين المحتلة ومعظمها بنايات قديمة في غاية السوء ولا تكاد تدخلها الشمس ومنها ما تم انشائه زمن الانتداب البريطاني لفلسطين وقد اعد الاسير المحرر عبدالناصر فراونة والمتخصص بشؤون الاسرى قائمة بهذه السجون والمعتقلات وهي :
؟ نفحـة يعد هذا المعتقل والذي يقع في صحراء النقب و يبعد 100كم عن مدينة بئر السبع و200كم عن مدينة القدس من أشد السجون الصهيونية وأقساها ولاغرابة في ذلك إذا عرفنا أنه استحدث خصيصاً للقيادات الفلسطينية من المعتقلين في مختلف السجون لإخضاعهم للموت التدريجي ، وعزلهم عن بقية السجون الأخرى .
ولقد أنشىء وافتتح هذا السجن منتصف عام 1980م وكان يتسع لـ 120 أسيرا ومع مرور السنوات تم توسيعه وبناء أقسام جديدة والآن يتسع لحوالي 700سجين .
؟ عسقلان في وسط مدينة عسقلان وأنشئ في عهد الإنتداب البريطاني .
؟ بئر السـبع أنشئ عام 1970 ويقع جنوب مدينة بئر السبع في صحراء النقب على طريق ايلات .
؟ تلموند شمال كفار سابا على الطريق الرئيس تل أبيب ؟ حيفا ويبعد 15 كم عن كفار سابا .
؟ الدامون ( تم إعادة افتتاحه خلال إنتفاضة الأقصى ) شمال فلسطين في أحراش الكرمل بحيفا ، وأقيم في عهد الإنتداب البريطاني .
؟ مراج يقع في مدينة الرملة.
؟ نيتسان داخل سجن أيالون في الرملة ويعتبر أحد أقسام سجن أيالون وافتتح عام 1978 .
؟ كفاريونا يقع جنوب حيفا في منطقة بيت ليد على الطريق ما بين طولكرم ونتانيا وافتتح عام 1968م .
؟ شـطة افتتح عام 1953 ويقع في غور بيسان جنوب بحيرة طبريا.
؟ سـجن جـلبوع افتتح في نيسان عام 2004 ويقع بجوار سجن شطة القديم في غور بيسان جنوب بحيرة طبريا.
؟ مجدو في منطقة مرج ابن عامر وضمن حدود مدينة حيفا وهو جنوب مدينة العفولة وشمال جنين .
؟ النقب أنصار 3 ( تم إعادة افتتاحه خلال إنتفاضة الأقصى ) في صحراء النقب وافتتح عام 17/3/1988.
؟ عوفر ( تم إعادة افتتاحه خلال إنتفاضة الأقصى بتاريخ 1/4/2002 ) ويقع في بيتونيا القريبة من رام الله .
؟ بنيامين في الخليل .
؟ بيت ايل عبارة عن مجمع للدوائر الحكومية الإسرائيلية مثل المحاكم وأقسام المخابرات والشرطة ويقع جنوب شرق رام الله وهو عبارة عن مركز توقيف .
؟ المسكوبية وهو مركز تحقيق وسجن يقع شمال مدينة القدس.
؟ قدوميم مركز توقيف وهو عبارة عن معسكر جيش بجانب قرية قدوم ، ويقع ما بين نابلس وقلقيلية .
؟ الجلمة ( تم إعادة افتتاحه خلال إنتفاضة الأقصى ) ويقع على مفترق الجلمة على الطريق العام ما بين حيفا والناصرة .
؟ كفار عتصيون ... عبارة عن مركز تحقيق لسكان شمال الخليل مثل العروب وبيت فجار ويقع ما بين الخليل وبيت لحم .
؟ عتليت ... يقع جنوب حيفا .
؟ بتاح تكفا في مدينة بتاح تكفا .
؟ الرملة (مستشفى سجن الرملة ، أيالون ، نفي تريستا والمخصص للنساء ) يقع في مدينة الرملة وبالتحديد على طريق الرملة ؟ اللد .
؟ مركز توقيف المجنونة .. هو عبارة عن معسكر لقيادة الجيش الإسرائيلي ومركز تحقيق وتوقيف لأسرى جنوب الخليل ويتسع ما بين 20 ؟ 30 معتقلا ويقع في الخليل .
؟ الصـرفند ( مركز إعتقال وتوقيف ).
؟ السجن السـري 1391 ؟ غوانتانامو الإسرائيلي.
شارك بتعليقك