2007-10-13 00:02:26 UAE
أعياد بعد رمضان
بقلم :موسى ابو عيد
ها قد ودع أكثر من مليار مسلم منتشرين في كل أنحاء العالم شهر الصوم - رمضان - بأعياد وزينة وفرحة تملأ القلوب والسعيد من خرج منه وقد غفر الله له ذنبه واعتقه من النار، والشقي من لم يزده رمضان اقترابا من الله وبعداً عن المعصية.
رمضان موحد المؤمنين الصائمين ومعلم البشر الصدق من الله ومع أنفسهم والآخرين وما نأمله أن تستمر مشاعر الإيمان الصادقة والنفوس الصافية لتمتد بعد رمضان خصوصاً إذا ما نظرنا إلى واقع الأمة الإسلامية في أرجاء المعمورة فنجدها ليست كما نشتهي ونريد فدم المسلم يراق في كل مكان من فلسطين إلى العراق مروراً بالصومال وأفغانستان وباكستان وتركيا والفلبين وغيرها كثير، وما يحزننا أكثر أن دماء كثيرة تراق بيد أشقاء في العقيدة والانتماء والوطن.
وكان الأولى أن تحسم الخلافات بين أبناء المسلمين بعضهم بعضا بالحوار والحسنى وليس بالسلاح والعنف ، وندعو الله ببركات رمضان أن يحقن دماء المسلمين في كل مكان وأن يوحد كلمتهم على الإيمان والوقوف صفاً واحداً في وجه الأعداء، فتعاليم ديننا الحنيف علمتنا قبل 14 قرناً أن دم المسلم على المسلم حرام وكذلك عرضه وماله.
ما بال بعضنا استحل دم ومال عرض غيرهم وتعصب لرأيه وكأنه صواب لا يأتيه الباطل من أي جهة ؟ ما بال بعضنا يفتح ذراعيه لغير الأشقاء ويمطرهم بالقبلات والود ويبش لهم ؟ فيما لا يتسع صدره لأخيه أو ابن جلدته ولا يصفح عن خطأ قد يكون ارتكبه في غفلة بحقه. رمضان يعلمنا المصالحة مع النفس ومع الآخرين فلنطبق ذلك قولاً وعملاً بعد رمضان ونطهر قلوبنا من الغل والشحناء والبغضاء ولنبسط أيدينا ووجوهنا للفقير والمحروم والمسيء ولنصفح الصفح الجميل.
أنباء تسر نسمعها تنطلق من الأراضي الفلسطينية المحتلة تتحدث على استحياء عن مشروع مصالحة بين حركتي فتح وحماس برعاية من دولة عربية شقيقة، ونبتهل لله بأن تكون النوايا صادقة وتسفر عن توحيد للكلمة والصفوف خصوصاً وان عدونا الصهيوني لا يرعى في أحد إلا ولا ذمة ولا يفرق بين مجاهد من حماس ولا فدائي من فتح أو مناضل من أي فصيل كان فرصاصه يطال الجميع وسجونه يغيب خلفها كل فلسطيني يصرخ في وجه الظلم والعدوان، وطائرات العدو الصهيوني ودباباته لا تفرق بين بيت حانون في قطاع غزة ولا مخيم جنين في الضفة الغربية. والحصار يطال الجميع والكل في سجن كبير.
لا نكاد نفقه كيف يكون «شلومو» أقرب من «إسماعيل» لبعضهم وتراه يتحمل صلفه وجبروته وقسوته ويصبر على إهانته وفظاظته ويمني النفس في الجلوس معه إلى طاولة المفاوضات بوعود مزعومة عند دولة الوهم والسراب.
وكيف لدولة أن تقوم بدون قلب، وها هو رئيس وزراء العدو الصهيوني إيهود أولمرت يطلقها صريحة «لا مفاوضات بشأن القدس الموحدة» وإذا لم تكن القدس المحتلة جزءاً من المفاوضات وإذا كان حق العودة «مشطوب» والجدار العنصري والمستوطنات كلها باقية فعلى ماذا سيكون التفاوض ولما يعقد أصلاً مؤتمر الخريف؟ أم انه فقط سيشهد تساقط بقية أوراق التوت؟
آخر مهزلة مضحكة مبكية بشأن التسوية ما طرحه بعض قادة العدو الصهيوني بشأن إقامة دولتين في الضفة الغربية المحتلة واحدة لليهود وأخرى للفلسطينيين ؟
وهذا تحريف حتى للمشروع الأميركي الهزيل بشأن حل الدولتين الذي طرحه الرئيس الأميركي جورج بوش، لكن هذا الأمر غير مستغرب على اليهود وهم نقضة العهود والمواثيق والماهرين في التحريف والتزوير كما فضحهم الله سبحانه وتعالى بقوله من فوق سبع سماوات (فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية، يحرفون الكلم عن موضعه) المائدة الآية 13.
فكيف نصدقهم ونوقع معهم العهود والمواثيق التي تمزقها دباباتهم وطائراتهم قبل أن يجف حبرها؟
[email protected]
جميع الحقوق محفوظة - مؤسسة البيان للصحافة والطباعة والنشر © 2007
شارك بتعليقك