فلسطين في الذاكرة من نحن تاريخ شفوي نهب فلسطين English
القائمة الصراع للمبتدئين دليل العودة صور  خرائط 
فلسطين في الذاكرة سجل تبرع أفلام نهب فلسطين إبحث  بيت كل الفلسطينيين على الإنترنت English
من نحن الصراع للمبتدئين    صور     خرائط  دليل حق العودة تاريخ شفوي نظرة القمر الصناعي أعضاء الموقع إتصل بنا

بدو: مفاوضات بلا نهاية

مشاركة ابو عيد في تاريخ 30 تشرين ثاني، 2007

صورة لقرية بدو - فلسطين: : صورة لمسجد السهل من الجهة الشرقية أنقر الصورة للمزيد من المعلومات عن البلدة
مفاوضات بلا نهاية

بعد ان انفض مؤتمر " انابوليس" وعادت الوفود المشاركة الى بلادها تأتي مرحلة ما بعد انابوليس وتقييم نتائج المؤتمر وتلمس شكل المرحلة القادمة من المفاوضات التي ستنطلق في الثاني عشر من هذا الشهر بين الجانبين الفلسطيني و" الاسرائيلي" لتنفيذ وعود بوش بحل الدولتين ومعالجة القضايا الكبرى المؤجلة مثل الاستيطان واللاجئين وحق العودة والقدس والحدود والدولة الفلسطينية .
ولن نخوض طويلا في تفصيلات ما جرى بين اروقة المؤتمر وما تمخض عنه من نتائج هزيلة بالنسبة للجانب العربي , لكن هل فعلا قادة الكيان الصهيوني ومن ورائهم الرئيس بوش ووزيرة خارجيته لديهم النية والمصداقية حقا في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه فعلا ؟ وكذلك ما الذي نتوقعه خلال هذه المفاوضات القادمة وذلك على ضوء تجارب سابقة ومفاوضات مريرة جرت بين الكيان الصهيوني وفرق التفاوض العربية سواء في كامب ديفيد الاولى مع مصر والثانية مع الفلسطينين وقبلها في اوسلو ووادي عربة ومدريد وغيرها كثير.

"الشيطان يكمن في التفاصيل " , هكذا تعلمنا منذ نعومة اظفارنا كما علمتنا التجارب السابقة ان المفاوض الصهيوني لا يمل التفاوض وانه يتقن المراوغة والمكر والحيلة والخداع والتسويف وقلب الحقائق واختراع التبريرات للتنصل حتى من أي اتفاق في حالة التوصل اليه . واللجوء الى حجة عدم وجود الشريك الفلسطيني للجلوس معه على مائدة المفاوضات , او ان هذا الشريك من الضعف بانه لا يستيطع الجانب الصهيوني توقيع أي اتفاق معه .
لا نقول هذا من باب التجني والتشاؤم قبل بدء المفاوضات بين الجانبين ولكن كما يقولون " المكتوب يقرأ من عنوانه " فعنوان انابوليس هو الانفراد بالمفاوض الفلسطيني وعزله عن محيطه العربي وتقديم مجرد فتات له ليس الا , شريطة ان يتحول الى سوط وهراوة امنية غليظة على رقاب من يقول ولو مجرد لا همسا ضد العدو الصهيوني. وليس ما باب العبث او المصادقة ان الطرق الى انابوليس مرت اولا بنابلس في الضفة الغربية حيث سمحت قوات الاحتلال بدخول نحو 300 رجل امن وشرطي فلسطيني الى المدينة لفرض " الامن والقانون " هناك ثم يتم بعد ذلك فرضه في بقية المدن الفلسطينية المحتلة تطبيقا لخطة " دايتون" . وما الاحداث التي جرت في الخليل ورام الله واقدام الشرطة الفلسطينية على قتل مواطن فلسطيني وجرح واعتقال العشرات خلال مظاهرات الاحتجاج على مؤتمر انابوليس الا الدليل الصادق على ما نقول . كما ان تعيين الولايات المتحدة الاميركية الجنرال المتقاعد جيمس جونز القائد السابق لقوات الناتو في اوروبا موفدا امنيا الى المنطقة العربية ومنسقا بين الجانبين الفلسطيني و"الاسرائيلي " تصب في الخطة الامنية نفسها التي وضعتها اميركا وتنفذ بأدوات فلسطينية .

هذا فيما تنفذ قوات الاحتلال الصهيوني خلال المؤتمر وبعده خطة التصعيد والضرب بقوة كل المقاومين الفلسطينيين من مختلف الفصائل سواء في قطاع غزة او الضفة الغربية وهذا ما يفسر الغارات الجوية والبحرية والبرية التي تشنها قوات الاحتلال على خان يونس وعبسان وطولكرم وغيرها في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة المحاصر .
قيل في الزمن الماضي ان اصدق القول ما شهدت به الاعداء , وفي هذا المجال فان استطلاعات الرأي التي اجرتها الصحف العبرية بشان نتائج مؤتمر انابوليس جاء فيها ان نسبة 50% من" الاسرائيليين " قالوا بفشل المؤتمر فيما 18% فقط يرون انه نجح , ونورد هنا ايضا ما شاهدته بام عيني عندما زرت الارض المحتلة قبل عدة شهور . فقد كان لا بد من المرور على العديد من الحواجز العسكرية " الاسرائيلية " للخروج والدخول الى ارضنا ومسقط رأسنا وفي احد الايام خلال عودتنا من رام الله استغربنا ازالة الحاجز الرئيسي الموصل الى قرانا العربية وخلوه من أي جندي صهيوني ولكن كان سبب هذا الاخلاء هو زيارة مسؤولة المفوضية الاوروبية الى المنطقة وبمجرد مغادرتها للمكان عاد الجنود المدججين باسلحتهم الى الحاجز للتنكيل بالداخلين والخارجين .
و اخيرا استميح الشاعر العربي العذر عندما قال " انا لا ابكي من قاتل واستشهد .. انا ابكي من يبحث في القمة عن دولته " , وقول " انا ارثي لمن يبحث في القمة عن دولته , فالمفاوضات لها بداية ولكن لا نهاية لها .
موسى ابو عيد
[email protected]



إذا كنت مؤلف هذه  مقال وأردت تحديث المعلومات، انقر على ازر التالي:

ملاحظة

مضمون المقالات، المقابلات، أو الافلام يعبر عن الرأي الشخصي لمؤلفها وفلسطين في الذاكرة غير مسؤولة عن هذه الآراء. بقدر الامكان تحاول فلسطين في الذاكرة التدقيق في صحة المعلومات ولكن لا تضمن صحتها.

 

شارك بتعليقك

 
American Indian Freedom Dance With a Palestinian


الجديد في الموقع