فلسطين في الذاكرة من نحن تاريخ شفوي نهب فلسطين English
القائمة الصراع للمبتدئين دليل العودة صور  خرائط 
فلسطين في الذاكرة سجل تبرع أفلام نهب فلسطين إبحث  بيت كل الفلسطينيين على الإنترنت English
من نحن الصراع للمبتدئين    صور     خرائط  دليل حق العودة تاريخ شفوي نظرة القمر الصناعي أعضاء الموقع إتصل بنا

بدو: عالم اميركا السفلي

مشاركة ابو عيد في تاريخ 10 كانون أول، 2007

صورة لقرية بدو - فلسطين: : صورة ليلية مأخوذة من منطقة السهل أنقر الصورة للمزيد من المعلومات عن البلدة
عالم اميركا السفلي والخفي

عندما كنا طلبة مبتدئين في قسم العلوم السياسية كان استاذنا خريج الجامعات الاميركية مغرما بكل ما هو اميركي مع انه فلاح من قرى القدس ذهب اليها في سن الثامنة عشرة وتعلم في جامعاتها وتزوج من احدى بناتها , ولم تكن تروق لنا معشر الطلبة " المتمريدن " والمكتوين بنار الانحياز الاميركي الاعمى للمشروع الاستعماري الصهيوني على ارض فلسطين , وفي احدى المرات اشتد النقاش بيننا وبينه حول السياسة الخارجية الاميركية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية التي تعتبر قضية العرب المركزية منذ اكثر من قرن من الزمان, ولما طفح الكيل وبيننا وبينه ذكرنا بالمثل الذي يقول " من برا رخام ومن جوا سخام" وقلنا له هذا باختصار موقفنا من السياسة الاميركية في المنطقة العربية بل زاد على ذلك احد الطلبة الاشقياء وسحب الوصف على السياسة الخارجية الاميركية وعلى سياستها الداخلية ايضا , فكان رده بكل برود هذا رايكم وانا احترمه ولكني لن أخذ به او أقتنع به .
مع اننا كنا نعيش بعيدا عن المجتمع الاميركي لنا كنا ننظر الى صورة اميركا في العالم من خارج الدائرة وننظر نظرة شاملة لما كانت قواتها الغازية لفيتنام ترتكبه من اعمال وحشية بحق ثوار الفيتكونج وحرقها بقنابل النابالم للشجر والارض والحيوان قبل حرقها للبشر هناك . وفي المخيلة جيدا صورة الطفلة الفيتنامية التي تصدرت الصفحة الاولى من الجرائد العالمية والعربية وهي تركض عارية بعد قصف قريتها بقنابل النابالم المحرم دوليا . ومشاهد اخرى لا تمحى من الذاكرة العالمية التي لا تشيخ ما جرى لمدينتي ناغازاكي وهيروشيما اليابانيين بعد قصفها لالقنال النووية الاميركية اثناء الحرب العالمية الثانية.
وربما يقول قائل ما الداعي لهذا الكلام الآن ؟ ولما تذكر هذه الامور والقضايا؟ والسبب في ذلك هو التقرير الذي نشرته نشرته وكالات الاستخبارات الاميركية ال16 الاربعاء الماضي بشان الملف النووي الايراني ومفاده ان ايران اوقفت برنامجها لامتلاك اسلحة نووية في العام 2003. ومعنى ذلك ان كل مبررات الادارة الاميركية وعلى رأسها جورج بوش حول مسوغات التديدات الاميركية لايران بضربها عسكريا ما لم توقف برنامجها النووي لم تعد قائمة وان كل الحشود العسكرية الاطلسية والاميركية في منطقة الخليج العربي وغيرها وان فرض مزيد من الحصار الاقتصادي والعسكري والدبلوماسي ما هي الا مبنية على اوهام وفرضيات غير موجودة الا في مخيلة الطاقم الحاكم في البيت الابيض ووكالة المخابرات المركزية الاميركية وصقور المحافظين الجدد التي يحكم قبضته على السياسة الاميركية الداخلية والخارجية .
نتذكر ايضا قصة الذئب مع الحمل الذي عكر النهر عندما ورد الماء ليشرب وذلك في معرض تبريره لافتراسه . كيف تغض الولايات المتحدة الاميركية عينيها وتصم اذنيها وتغلق فاها عن الترسانة النووية لحليفتها " اسرائيل " وتقيم الدنيا ولا تقعدها عن مزاعم ايران النووية؟ والآن بعد لن شهد شاهد من اهلها كيف ستتصرف الادارة الاميركية بشان الملف النووي الايراني؟
بوش من جهته اعترف بوجود التقرير الذي قدم له ولكنه يريد ان يتاكد من صدق المعلومات وعدم وجود تضليل وطالب ايران باعلان كل شيء عن برنامجها النووي والا واجهت مزيدا من العزلة , لكن هذا الموقف يقابله مواقف مختلفة من اطراف اميركية وتحلفات اوروبية خارجية ومن موقف الدب الروسي اليقظ والتنين الصيني الرافض لفرض أي عقوبات جديدة على ايران في الامم المتحدة , كما ان محمد البرادعي مدير وكالة الطاقة الدولية رحب بنتائج التقرير ووحدها " اسرائيل " ما زالت تحرض اميركا على ضرب ايران عسكريا وفرض المزيد من الحصار عليها . اما الموقف العربي الخليجي فقد استبق حتى التقرير نفسه بدعوة الرئيس الايرني محمود احمدي نجاد لحضور مؤتمر القمة الخليجي الاخير والذي عقد في العاصمة القطرية قطر كمراقب وذلك لاول مرة منذ قيام مجلس التعاون لدول الخليج العربية عام 1981 , ما يبشر بانفتاح عربي خليجي على ايران تمهيدا لزالة كل القضايا العالقة بين طرفي الخليج العربي.
قد يعتقد بعضهم اننا نكن عداءا للشعب الاميركي او كرها , لكن نحن انما نكن الرفض للسياسة الاميركية المنحازة للكيان الصهيوني ولكل محاولة اميريكية للنيا من مكتسبات ومنجزات شعوب العالم الطامحة للحرية الحقيقية والديموقراطية غير المزيفة والساعية لتحقيق العدالة الاجتماعية والرفاهية لشعوبها بعيدا عن سياسات الامركة او ما يعرف بالعولمة الجديدة وكل نظريات صدام الحضارات وتبريرات العدوان العسكري الاميركي والاطلسي المباشر وغير المباشر على دول وحكومات واحزاب ترفض الانصياع للهيمنة الاميركية وتتتهم بالارهاب ظلما وعدوانا . وما معتقل غوانتانامو الا صفعة موجهة على جبين تمثال الحرية الرابض على الارض الاميركية ووصمة عار باعتراف المنصفين والمدافعين عن العدالة الاميركيين انفسهم.
موسى ابو عيد
[email protected]



إذا كنت مؤلف هذه  مقال وأردت تحديث المعلومات، انقر على ازر التالي:

ملاحظة

مضمون المقالات، المقابلات، أو الافلام يعبر عن الرأي الشخصي لمؤلفها وفلسطين في الذاكرة غير مسؤولة عن هذه الآراء. بقدر الامكان تحاول فلسطين في الذاكرة التدقيق في صحة المعلومات ولكن لا تضمن صحتها.

 

شارك بتعليقك

 
American Indian Freedom Dance With a Palestinian


الجديد في الموقع