2007-12-15 00:22:23 UAE
الخيمة الفلسطينية الواحدة
بقلم :موسى ابو عيد
الخيمة الفلسطينية الواحدة
لطالما كانت الخيمة تظل الفلسطينيين تحت سقفها وتجمعهم ارضها سواء خيام اللاجئين او خيام الفدائيين ففيها يتقسامون الرغيف والزعتر وزيت الزيتون بغض النظر عن انتمائهم الجغرافي او السياسي والعقائدي وهكذا ايضا يعيش الاسرى داخل زنازين الاحتلال الصهيوني , وهكذا يجب ان يكون كل ابناء الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات , فما يجمعهم اكثر بكثير مما يفرقهم , وفي وحدتهم يكمن سر بقاءهم وانتصارهم باذن الله .
واليوم نحن في امس الحاجة لعودة اللحمة ورص الصفوف وتجاوز الخلافات والصفح عن الاساءات ومداواة الجراح لا فتحها , فلا يمكن تحقيق أي انجاز سياسي او عسكري مهما كان صغيرا دون مصالحة وطنية شاملة والانصهار في بوتقة واحدة ففلسطين تتسع لكل ابنائها , ولا بد من الاتفاق على القواسم المشتركة وهذا اضعف الايمان , ولعل اولى الخطوات تكون بوقف حملات التشهير والتحريض والشتائم والاعتقالات بين عمودي الخيمة الفلسطينية الرئيسين ونقصد بهما حركتي فتح وحماس مع علمنا بان المشوار صعب وبحاجة لقرارات صعبة وقد تكون مؤلمة للطرفين .
ولا احد يستطيع ان ينكر ان فتح هي اول من اطلق رصاصة الثورة الفلسطينية المعاصرة عام 1965 وقدمت الكثير الكثير من التضحيات خلال مسيرتها الطويلة وان شابها بعض العثرات والاخطاء في الاجتهادات لكن الذي لا يخطىء هو الذي لا يعمل فقط .ونحن نريد لفتح ان تعود الى ما تربينا عليه صغارا - فتح الثورة , فتح العزة والكرامة التي رفعت الراية عاليا- ومن اناشيدها تعلمنا:
رشاشي عاكتافي فرشتي ولحافي
وطول ما احنا سوية عمرنا ما نخاف
فتح ,الام والاب التي كانت تحتضن الجميع ويتسع صدرها للكل.
وكذلك الامر وفي ظل اجواء عيد الاضحى المبارك واعياد الميلاد فان حركة حماس مطالبة ايضا بنشر اجواء التسامح بين الجميع وان تنشر محبتها على الكل وليس فقط للمنتسبين لحركتها, فالوطن للجميع وسماء فلسطين لكل ابنائها . ونحن نعلم اشد العلم ونعرف ان غزة عصية على العدو الصهيوني ولذلك يطلق حقده الاعمى عليها برا وبحرا وجوا ويحاصرها من كل اتجاه وهي صابرة وصامدة وتدك صواريخ وقذائف ابطالها قلاع" الاسرائيليين " في سديروت وتجبر رئيس بلديتها على الاستقالة احتجاجا على فشل جيش الاحتلال وعجزه عن وقف صواريخ غزة من الوصول اليها والى غيرها من المستعمرات والمغتصبات الصهيونية.
ومع هذه الايام ونحن نعيش ذكرى انتفاضة الحجارة التي انطلقت في ديسمبر 1987 فقد تجسدت خلالها الوحدة الوطنية في اسمى صورها آنذاك فكل التنظيمات كانت تجمعها قيادة موحدة تصدر بياتها وتوجه العمل الانتفاضي والسياسي الموحد والتكافل الاجتماعي كان يشمل الجميع دون تفريق بين مدينة ومدينة او مخيم وقرية او بين فصيل وآخر وكان الكل يشملهم الفرح والحزن ويخرجون في مظاهرات واحدة ويدفنون الشهداء معا . لكن وشهادة للحق فان التنظيم الوحيد الذي ابى الانخراط في القيادة الموحدة للانتفاضة هي حركة حماس التي انطلقت ايضا في ديسمبر 1987 وكانت بياناتها تصدر عنها وحدها وحاولت الاستقلال عن الجميع وقد استمر هذا الوضع حتى اليوم ولم تفلح كل الاجتماعات والمفاوضات لدخولها الى منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني .
لقد آن الاوان ليجلس الجميع والاتفاق على نسيان الماضي وفتح صفحة بيضاء جديدة بعيدا عن التشنج وسياسة" انا ومن بعدي الطوفان " فعلى الطرفين -حماس وفتح- الاحتماء بالخيمة الفلسطينية والاستماع لصوت العقل وتغليب المصلحة الوطنية على ما دونها , وما يبشر بالخير ان هناك بعض الاصوات الحريصة على المصلحة الفلسطينية من الطرفين ومن فصائل وشخصيات مستقلة واشقاء عرب يسعون لحل خلافات الطرفين والوصول الى قواسم مشتركة عظمى خدمة للاهداف الفلسطينية الواحدة والساعية نحو الاستقلال واقامة الدولة المستقلة بعاصمتها القدس وحق عودة اللاجئين الى ديارهم وفقا لقرارات الامم المتحدة .
ان العدو الصهيوني وهو يبدأ مفاوضات ما بعد مؤتمر انابوليس لا يتورع عن توسيع مستوطنات القدس في جبل ابو غنيم و الخان الاحمر في اريحا وغيرهما ولا يتوقف لحظة واحدة عن سياسة مصادرة الاراضي في القدس والضفة الغربية وتدمير المعالم الاسلامية والمسيحية هناك وحرق النسل والزرع والبشر في غزة واعتقال عشرات ابناء الضفة الغربية واقتحام مدنها وقراها يوميا واغتيال المناضلين دون تفريق بين ابناء حماس او فتح او غيرهما .
أما حان الوقت لنلقي كل خلافاتنا الجانبية وراء ظهورنا ؟
موسى ابو عيد
[email protected]
جميع الحقوق محفوظة - مؤسسة البيان للصحافة والطباعة والنشر © 2007
شارك بتعليقك