لا خوف بعد اليوم
لا خوفَ بعد اليومِ ... من حارسٍ للمقبرةْ
من فاسدٍ متسلطٍ أو ظالمٍ أو مُخبرهْ
قد أخطأ التاريخُ دهراً قاتلاً خلفَ العروشِ المُسكرةْ
تملي علينا:
أن نكونَ ... إذا أرادتْ
أو نموتَ ... إذا أرادتْ
أو نعاشرَ ... من أرادتْ
أو نناكحَ ... من أرادتْ ... إن أرادتْ
جوقةٌ مستَحقَرةْ
وإذا قرأنا ... أن يكونَ كتابُنا عن سيرةٍ من عنترةْ
وإذا كتبنا ... أن نكيلَ من المديحِ لعنترةْ
وإذا سمعنا ... فالكلامَ لعنترةْ
وإذا مشينا ... أن نسيرَ على الإماءةِ مثلَ خطِ المسطرةْ
وإذا نعسنا ... لا ننامُ بدونِ إذنِ المخترةْ
وإذا صحونا ... أن نسبحَ ملكَهُ ... حتى يباركَ نسلَهُ... كي يُكثرهْ
ولأنه من نطفةٍ محمرةٍ... مصفرةٍ ... مسودةٍ ...متقتّرةْ
مصقولةٍ في لندنٍ
مدموغةٍ من "تيكِنٍ" ... ومعطّرةْ
ودماؤهُ مخلوطةٌ ... ومقطّرةْ
إستنسخوا ... من نسلِهِ في كلِّ قُطْرٍ أسرةً ... أفرادُها متعنترةْ
حتى يعيدوا غلطَةَ التاريخِ قرنا آخراً
يخفونَنا ... خلفَ السجونِ العامرةْ ... والنائيةْ ... خلفَ البحارِ الهادرةْ
أو أن تكونَ شفاهُنا ...وقلوبُنا ... وعقولُنا متحجرةْ
حتى نكلّمَ بعضَنا ... في لكنةٍ عبريةٍ مستعرَبةْ
أو أن تكونَ لنا حناجرُ مقفرةْ
حتى نسلّمَ أرضَنا ... وقرارَنا ...في ذلةٍ
أو أن نصيرَ سماسرةْ
والصوتُ فينا همسَةٌ تخشى أُذَيْنَا تعبُرَهْ
حتى نعيدَ السيرَ في "جنب الجدار" مخافةً
من سرّنا أن ينشُرَهْ
لكنّ حائطَنا لهُ أُذُنٌ ... ترى ... من وجهِهِ والمَدْبَرَةْ
ما عادَ سرّاً يستُرَهْ
حتماً علينَا أن نجبِّرَ زلَّةَ التاريخِ ... لو "بالقُنْدَرَةْ"
لا خوفَ بعد اليومِ من حكَّامنا المتجبّرَةْ
من حفنةٍ مستغْرِبَةْ...من ثلَّةٍ مستَكْبِرَةْ
ومن اليهودِ مشفّرَةْ
إنا مللنا في انتظارِ المقْبَرَةْ...
حتى عزَمْنا أن تكونَ دماؤنا حبراَ يقدَّسُ مَحْبَرَهْ
ها قد أتانا أمرُ جيلٍ صحَّحَ التاريخَ ... قَسْراً أجْبَرَهْ
جيلٌ أعادَ لنا حروفا حرَّةً لا مُجْبَرَةْ
حريةً ليستْ بمالٍ تشترَى ... بلْ بالدِّماءِ محمَّرَةْ
إنّا هرِمْنا في انتظارِ سطورَها ... حتى تعودَ المَفْخرَةْ
لا خوفَ بعد اليومِ إلّا منْ إلهٍ واحدٍ يعفُو الذنوبَ بمغفِرَةْ
د. أحمد عبدالكريم
26.03.2011
شارك بتعليقك
احلا تحيه لاحلا بلد بديا واهل بديا
و السلام
RUSSIA
Nasser Al Atrash - Dubai