فلسطين في الذاكرة من نحن تاريخ شفوي نهب فلسطين English
القائمة الصراع للمبتدئين دليل العودة صور  خرائط 
فلسطين في الذاكرة سجل تبرع أفلام نهب فلسطين إبحث  بيت كل الفلسطينيين على الإنترنت English
من نحن الصراع للمبتدئين    صور     خرائط  دليل حق العودة تاريخ شفوي نظرة القمر الصناعي أعضاء الموقع إتصل بنا

دير بلوط: من ذاكرة القرية - المرحوم حسن العلي - أبو غسان

مشاركة Ghanem Mustafa في تاريخ 14 آذار، 2018

صورة لقرية دير بلوط - فلسطين: : عرقان العين-1990 أنقر الصورة للمزيد من المعلومات عن البلدة
من أعلام دير بلوط – حسن العلي - أبو غسّان

هو المرحوم حسن علي إسماعيل مصطفى (أبو غسّان), والذي سطّر من خلال سيرته قصّة كفاحٍ في الغربة قلّ نظيرها, لا سيّما وأن قصص نجاح الإغتراب في زمانه كانت قليلة ونادرة.

سافر إلى الولايات المتحدة سنة 1929 أغلب الظن ضمن مجموعة من أحد عشر شابّا من القرية آنذاك طلبا للرّزق والذين كان لكلّ منهم وجهته كما سيرد هنا بعد قليل, وذلك بسبب الضّائقة الإقتصادية التي أصابت البلاد بعد الحرب العالمية الأولى, ونسرد أسماءهم للتّذكرة كالآتي:

أحمد حسين مصطفى: غواتيمالا أولا ثم فنزويلا
مصطفى حسين مصطفى: غواتيمالا أولا ثم فنزويلا
علي محمود قرعوش: فنزويلا
عبد الفتاح يوسف أحمد: الولايات المتحدة
محمد سليمان تفاحة: فنزويلا
محمد مصطفى إسماعيل: الولايات المتحدة
سليم خضر عبد الله: فنزويلا
عوض سليمان جودة: فنزويلا
مصطفى محمود مشعل: فنزويلا
حسن عبد حسن: فنزويلا

وكان لكلّ من المذكورين (رحمهم الله جميعا) قصّة كفاح خاصة به في الغربة, فمنهم من رجع إلى البلاد بعد أقلّ من سنة, ومنهم من عاجله القدر في شبابه هناك, ولكن اثنان منهم فقط استمرّا حتى حققا نجاحا ملموسا على المدى البعيد وهما: أحمد حسين مصطفى (أبو خُوان) ومن ثمّ حسن العلي (أبو غسّان).

كان لي شرف رؤية ومقابلة العم "أبو غسّان" لمرّة واحدة في طريق عودتي من الولايات المتحدة في شهر نوفمبر 1983, حيث عرّجتُ عليه بشكل مخصوص في نيوبورت نيوز بولاية فرجينيا لمدة ستّ ساعات كانت حافلة بالقصص المثيرة في محطّات مسيرة كفاحه كما سمعتها منه مباشرة, وباللهجة البلوطية القديمة كما أنزلت (إن صحّ التعبير).

فلقد روى لي أنه منذ بدايات اغترابه وجد لزاما عليه أنه لا بدّ من تعلم اللغة الإنجليزية بشكل مركّز حتى يتمكّن من التعايش مع البيئة الجديدة التي تواجد فيها, وقد أعطى لهذا الأمر أولويّة قُصوى واجتهد في سبيل تحقيقه أيّما اجتهاد.

بعد تمكّنه من ذلك التحق بسلاح الطيران, ووضع نُصب عينيه ومن خلال دأبه ومثابرته أن يصبح طيّارا حتى تحقّق له ذلك فعلا, وقد واكب ذلك نشوب الحرب العالمية الثانية حيث انتقل ألى جبهة القتال في الفيلبين كقائد لطائرة نقل عسكرية, وقد أُسقطت طائرة النقل التي كان يقودها وهي من طراز سي-47 خلال تلك الحرب وتمكّن من القفز منها بالمظلّة والنّجاة من الموت بأعجوبة, ولكنه وقع آنذاك في الأسر.

وبحكم معرفته المُسبقة بجغرافية المنطقة من خلال عمله كطيّار, فقد تمكّن من الفرار من الأسر وأخذ معه مجموعة من الأسرى الآخرين, وقد كوفئ على عمله ذاك بالإستحقاق اللازم ومعه جائزة مادية.

بعد انتهاء الحرب وتقاعده من الخدمة العسكرية. عمل طيّارا مدنيّا لدى شركة "كي إل إم" الهولندية عبر الأطلسي حتى بدايات الستينات من القرن الماضي, ثم افتتح بعد ذلك مركزا لتعليم الطيّارين الجدد في نيوبورت نيوز بولاية فرجينيا والذي اسمترّ حتى بداية الثمانينات.

أنجب ولدا واحدا هو غسّان من زواجه الأول في دير بلوط سنة 1949, وبنتاً واحدة من زوحته الثانية في أمريكا, والتي هي ما أصول سوريّة.

قال لي أنه كان قد تعرّف على المرحوم الملك فيصل بن عبد العزيز في السّتينات من القرن الماضي عندما كان أميرا وقتها وفي زيارة للولايات المتحدة مع بعض حاشيته, وجدير بالذّكر أن معرفته تلك قد مكّنته لاحقا من أداء فريضة الحجّ بشكلٍ استثنائي قبيل وفاته بسنوات قليلة.

كان يتردّد على زيارة البلدة من حين لآخر والتي كان أوّلها عام 1949م, وتكرّرت تلك الزّيارات في سنين حياته المتأخرة على وجه الخصوص, وفي ذلك العام بالتحديد (أي 1949), كان قد اكتمل بناء العلالي الحالية (كما يُطلق عليها) والتي كانت في حينه علامة عمران بارزة في البلدة.

ويذكر أنه كان حينها يترك سيارته التي أحضرها معه في بديا أو عابود حيث تنتهي الطريق عندهما وقتئذ ويكمل طريقه الى القرية على دابّة أو مشيا على الأقدام, وقد باع سيارته تلك قبل عودته.

مما سمعته منه أيضا, وفي وقت زيارته للبلاد سنة 1949 (على ما أعلم), أنه قد ذهب إلى القاهرة لتجديد جواز سفره المنتهي في السّفارة الأمريكية هناك, ولكن طلبه رُفِض لنقصٍ في بعض الأوراق على ما يبدو, ولكنه قال لهم أنه ليس بحاجة لذلك ويستطيع أن يدخل إلى أمريكا بالجواز المنتهي صلاحيته كونه من المحاربين الحاصلين على استحقاق معيّن خلال الحرب, وقد كان له ذلك.

الكمال لله وحده, وإن كان هناك أي نقص أو إضافة أو تصحيح, فمرحبا.



إذا كنت مؤلف هذه  مقال وأردت تحديث المعلومات، انقر على ازر التالي:

ملاحظة

مضمون المقالات، المقابلات، أو الافلام يعبر عن الرأي الشخصي لمؤلفها وفلسطين في الذاكرة غير مسؤولة عن هذه الآراء. بقدر الامكان تحاول فلسطين في الذاكرة التدقيق في صحة المعلومات ولكن لا تضمن صحتها.

 

شارك بتعليقك

 
American Indian Freedom Dance With a Palestinian


الجديد في الموقع