آجا الباص من ريحا ...... زمّر وآخذ سميحة ..
من منا يتذكر هذه الاهزوجة التي كنا نرددها فرحا بمجرد ظهور شبح "باص فارس " من المغشي ؟؟؟؟؟.. كنا نعلم انه سيصل قبل العصر بقليل ومع ذلك كنا ننتظر ه منذ ساعات الصباح الباكر .. نلعب ونمرح ونصعد الصخرة ونطيل النظر باتجاه المغشي .املا في ان يخلف موعده يوما ويظهر ابكر من موعده .. ولكن في كل مرة كان يأتي في نفس الموعد ... قبل العصر بقليل .
كان الحرمان يغلب هيئتنا ، ملابسنا ، واحذيتنا ، وحتى اجسادنا الهزيلة . ولكن لم نكن نشعر به ، ربما لانا كنا متشابهين!: ولذلك لم يكن احد ليلاحظ شيئا من فرق بينه وبين زميله . "ولا مِن حاسد ولا محسود" .
وفور وصول الباص الى السوق كانت اعناقنا تشرئب وتستطيل تتفحص الركاب النازلين من الحافلة راكبا راكبا ، وعيوننا متعلقة بما يحملون من سلال واكياس ، منا من ينتظر اباه او امه ، ومنا من لم يكن له احد مسافر في ذلك اليوم ، ينظر بحسرة ويتمنى لو كان احدُ من اقاربه قد سافر في ذلك اليوم ، ويغبط من كان من رفاقه سعيد الحظ ورافق احد والديه الى رام الله ، نحسدهم على ملابسهم الجديدة واحذيتهم النظيفة ، وشعورهم المسرحة وهم نازلين من الحافلة مثشبثون بايدي كبارهم خوفا من السقوط .
يا سلااااااااااااااام ...!!! كيف كان للكعك بسمسم نكهة خاصة تختلف عن طعمه هذه الايام .ليس لاختلاف الصناعة وانما لاختلاف الذويقة .وفلافل عبدو ...!! من منا اليوم يعير مطعم عبدو في رام الله اي اهتمام ؟؟؟؟؟ وبائع الكعك تارة يجول الشوارع بتلك العربة التي تنوء من حملها لكثرة ما وضع فوقها من كعك ؟؟؟ واحيانا كان يلبس الكعك كالاساور ويصعد به الى الباص عارضا على الركاب بضاعته... وبائع السوس يقرع بفناجينه النحاسية لحنا جميلا عذبا لا تسمعه هذه الايام ... وصيدلية صلاح وسينما الوليد ... وكراج الباصات وباص رام الله القدس .....
من منا يذكر تلك الايام ................. ؟؟؟؟؟؟؟
شارك بتعليقك