لم تعد فكرة حصار غزة بعد 22/1/2008 ذات جدوى كبيرة لأنها انهارت. كان الهدف من
الحصار هو استعمال أحزان الناس وآلامهم علّ وعسى أن يخرج الناس ضد حماس فتنهار
وتتخلى عن إدارة غزة. هناك من وقفوا ضد حماس بقوة وحملوها مسؤولية الحصار ومسؤولية
تجويع الناس ونقص الأدوية ومواد الغذاء، لكن قوتهم لم تكن كافية وانهاروا أمام
القوة الأخرى التي صبت غضبها على الاحتلال. لقد جربوا الحصار على مدى سنتين تقريبا
وقطعوا الأموال عن الشعب الفلسطيني، وثم حاصروا غزة بعد أن أفرجوا بعض الشيء عن
الضفة، وأتاهم في النهاية الخبر اليقين.
ثورة غزة على الحصار حدثت هذه المرة عندما وصل السيل الزبى، لكن الناس لن ينتظروا
الزبى في المرات القادمة. المرة الأولى هي الأكثر صعوبة، وبعد ذلك يبدأ سقف
الانفجار في الانخفاض. أي أن شعب غزة سينفجر مع كل مرة يشعر فيها بالضيق ولن ينتظر
الظلام الدامس وإغلاق المعابر بصورة كلية. وأظن أن إسرائيل ومن يعاونها من العرب قد
تعلموا الدرس، ولا بد أن يستخلصوا العبر. كان من الأجدى منذ البداية أن يعرف الجميع
أن للضغط حدودا، وبعدها ينقلب على الضاغط.
تنتهي الأحزان أحيانا بنتائج حميدة، ولولا الأحزان لما كان للنتائج أن تتبلور.
المعنى أنه لو لم يكن هناك حصار لبقيت فكرة الحصار عبارة عن عصا تلوح بها إسرائيل
وتهدد بها الناس في غزة، أما الآن فلم يعد هناك عصا من هذا القبيل. وما دامت عصا
الحصار قد تهشمت فإنه من المتوقع أن يطرأ فكر إسرائيلي وأمريكي جديد في كيفية
التعامل مع فصائل المقاومة الفلسطينية. الفكر الجديد لن يكون بذات الحدية التي سادت
سابقا، وسيأخذ التطورات القائمة بعين الاعتبار وعلى أنه قوة للخصم وضعف له. ستطرأ
تحولات على السياسات الأمريكية والإسرائيلية، كما ستطرأ تحولات على الساحة
الفلسطينية تضع قوة الشعب بعين الاعتبار وليس فقط قوة الفصائل.
لم تضع الفصائل الفلسطينية قوة الشعب بعين الاعتبار، وبعضها اعتبر الشعب مادة للبيع
والشراء والتلاعب بعواطفه ومشاعره، أو حتى شراء ذممه ومواقفه. على مدى سنوات وهناك
محاولات لتحويل الشعب الفلسطيني إلى مجرد "هتيفة" يهتفون لهذا الفصيل أو ذاك، أو
لهذا القائد أو ذاك، وإلى متسولين يستعطون في المحافل الدولية. الآن ظهرت قوة الشعب
كما ظهرت قوته جزئيا في بدايات الانتفاضات، ولا أظن أن الفصائل أو بعضها ستغمض
عيونها عن هذا الأمر وتعود إلى سابق العهد. الشعب هو القوة الحقيقية حتى لو لم يكن
مسلحا، وهو الرصيد القوي والدائم في مواجهة العدوان وفي مد الأحزاب والتنظيمات
بالقوة العنفوان والاستمرارية.
من المفروض أن يعيد الجميع حساباتهم، وأن يفكروا في ينبوع القوة، وكفى هروبا من
التعامل العلمي مع المعطيات الموضوعية والذاتية، ومن المتغيرات التي تفرض على
الأعداء موازين ومعادلات جديد
شارك بتعليقك
نحن في سوريه نتابع كل نضالاتك ونعرف كل ما يجري حولك من مضايقات من ازلام السلطه
نحن فخورون بك وحياك الله
ياغيط بالله اجب***عن والد فيم انحبس
هل كان في حقل لكم***يسقي غراقيدا غرس
ام كان في تعميرة*** يحيي مزاجا من نفس
ام كان في خمارة ***مع (حسنه) حتى رقص
ام كان مع سفرائهم***يسعى لتزويد الحصص
دولار يا اصل البلا***اغويتهم حتى الهوس
ارحل وجرب غيرنا***يكفي ماحل من ماس
والله ثم والله انهم يتكلمون بالسنتا وما تحتويه قلوبنا ومشاعرنا من شجون وأحاسيس .
بارك الله بكم ...حفظكم الله ...سدد الله خطاكم
مادام هناك أشخاص يتكلمون في واقعنا ومصير قضيتنا..وقلوبهم نظيفه...نقيه طاهره ...فنحن بخير .