فلسطين في الذاكرة من نحن تاريخ شفوي نهب فلسطين English
القائمة الصراع للمبتدئين دليل العودة صور  خرائط 
فلسطين في الذاكرة سجل تبرع أفلام نهب فلسطين إبحث  بيت كل الفلسطينيين على الإنترنت English
من نحن الصراع للمبتدئين    صور     خرائط  دليل حق العودة تاريخ شفوي نظرة القمر الصناعي أعضاء الموقع إتصل بنا

Ghor al-Fari'a & Umm Hureira: الجفتلك..قصة صمود

مشاركة Wadina في تاريخ 16 أيلول، 2010

صورة لقرية Ghor al-Fari'a & Umm Hureira - فلسطين: : الجفتلك - معسكر الجيش منظر داخلي أنقر الصورة للمزيد من المعلومات عن البلدة
الجفتلك.. كلمة تركيّة الأصل، تعني مزرعة السلطان، اشترتها عشيرة المساعيد، القادمة من الحجاز، قبل أكثر من 300 عام، من السلطان العثماني، ثم أعادت شراءها، مرّة أخرى، في عهد الانتداب البريطاني.
هذه المنطقة الاستراتيجية، يدور حولها، وفيها، صراعٌ غير مرئي، ولكنه مرير، يحتاج إلى صمود فعّال من أجل التغلّب على الغُزاة الجُدُد.. هذه الحرب الشرسة على الأرض والمياه، بدأت منذ اليوم الأوّل للاحتلال، وما زالت في أوجها..!
يُبادِرُك الأمير غسّان الضامن، بسؤالٍ قبل أن تسأله؛ ماذا يعني مصطلح الشرعيّة الدولية لمئات العائلات في الأغوار، التي لا تستطيع أن تبني حجراً في أملاك أجدادها..؟!
وماذا تعني زيارة مسؤول أو مسؤولين، لمزارعين تلوّحت بشرتهم بسمرةٍ من لون الأرض والسماء.. وتشقّقَت أيديهم من عَزْق الأرض التي يحرسها "إله الخصوبة"، وهم يردِّدون أحجياتهم السياسية، حيث ينام المستمعون؟!
في استضافةٍ سنويّةٍ ربيعيةٍ، في مزرعتِه، بدأ الضّامن، حديثَه عن التاريخ والجغرافيا والمستقبل، وذلك خلال جولة في السيارة استغرقت أكثر من ساعة، تناول فيها "لعبة الكَفِّ والمخرز"، بين الغازي وصاحب الأرض.. ولكن الكفّ التي تَفلَح وتزرَع وتغرس، تكون لها قدرة على هزمِ المَخرز..
الجفتلك تتكوّن من أربع قرى، هي: قراوة الفوقا، قراوة التحتا، أم حريرة وفروش بيت دجن.. مساحتها المرويّة تصل إلى 17 ألف دونم، وهي مرويّة برعاية الدولة.. وقبل أن نستفسر، من الضامن، عن مفهوم رعاية الدولة، تُفاجِئك شجيرات مثمرة.. تعرف أنّها شجرة "السدر" أو "الدوم"، نقف لتذوّق طعمها، خاصة وأنّ هذه الشجرة قد ارتبطت في أذهاننا، ونحن أطفال، من خلال قصص جدّاتنا التي تحدثت عن "جبينة والغول"، عندما ذهبت إلى الغابة مع صديقها لتقطف "الدّوم".. حبّات صغيرة تشبه الزعرور، من فئة التفاحيات، مذاقها خفيف الحلاوة، ولكن كلّما احمرّ لونها زادت حلاوتها..
رعاية الدولة، هي حقّ امتلكه المزارعون المالكون للأرض، وفق مرسوم حكومي، في حينه، من أجل توفير المياه لريِّ هذه المنطقة، وهو أمر ملزم لكافة الحكومات المتعاقبة، وحتى سلطات الاحتلال ملزمة بذلك.
نسير عدّة مئات من الأمتار، نشاهد مدرسة حديثة، ولها قصّة توضح معنى الكلمات الثلاث السابقة؛ الصمود، الفعّال، البِناء.. لقد منع الاحتلال بناء المدرسة، فأُقيمَت قواعد اسمنتية، رُفِعَت فوقها خيام.. وحضر الطلاّب وتعلّموا.. صمود ثم صمود فعّال، لحقه بناء، رغم أنف الاحتلال..
مَزارِع النخيل تمتدّ على مدى البصر، وتبدو متداخلة بين مَزارِع وطنية، غُرِسَت ونَمَت بعَرَقِ المزارعين، دون دعم أو مساندة.. وأخرى مجاورة وَضَعت فيها سلطات الاحتلال إمكانيّة دولة.. ولكن إرادة الصمود تحدّت إرادة الدعم والمال من دولة الاحتلال لمزارعيها المستوطنين.
المشكلة الأساسية في الجفتلك هي المياه.. ففي الوقت الذي تَسبَح فيه مزارع المستوطنين ببحرٍ من المياه الفلسطينية المسروقة، تعاني المَزارِع الفلسطينية العطش.. ولولا وجود بئرين ارتوازيتين، ربما اختنق المزارعون وهجروا أرضهم..!!
البئران، إحداهما تضخّ باستخدام الكهرباء، والثانية بـ"السولار".. ورغم المطالبات الكثيرة لسلطة المياه، بأن يتمّ إيصال الكهرباء للبئر الثانية، حتى يتم تخفيض جزء من المصاريف الباهظة، إلاّ أن صدى المطالَبَة لم يدقّ خزّان السلطة؟!!
عندما تزرع شجرة في أرض الأغوار، يعني ذلك صموداً.. عندما تقام دفيئة زراعية، يعني ذلك بناءً.. وعندما يصرّ أصحاب الأراضي على استصلاح أراضيهم والإقامة فيها، يعني أن الكلمات الثلاث، السابقة، أصبحت تمثّل جملة كاملة؛ "الصمود الفعّال القائم على البناء" هو أمضى سلاح للمقاومة الشعبية في المنطقة!!
فوق الأراضي الفلسطينية المصادَرَة، قامت مستوطنة "مسوءا"، وهي أوّل مستوطنة زراعية في الأغوار، والتي يُطلِق عليها المزارعون هناك اسم "مسْوَأَة"، دلالة على الفِعل السيّئ والعدوان..!
في منطقة الجفتلك، كل شيء له علاقة بالصّمود الفعّال القائم على البناء، هو خطر على أمن إسرائيل.. وبالتالي، لا بد من وقفه في بداياته.. حفر بِئر، ممنوع.. تشييد منزل، ممنوع.. إضافة بناء، ممنوعة.. حتى إقامة حفرة لجمع المياه، ممنوعة؟!!
في ظلّ الممنوعات الكثيرة.. تبدو إغراءات الأرض أكبر.. تصبح رائحتها، كما يؤكّد الضّامن، شيئاً من الإدمان.. وتزداد جذور الملاّك والمزارعين ترسّخاً في هذه الأرض..
نصيحة لكلِّ وطنيٍّ لم يتذوّق طعم الصّمود الحقيقي، ولكلِّ مسؤولٍ يتحدّث كثيراً عن المقاومة، أن يقوم بزيارة، ولو ليومٍ واحد، إلى منطقة الجفتلك، وليحاوِل مرّة أو مرّتين أو ألف مرّة، أن يشمّ رائحة فلسطين في هذه الأرض.. فربّما عاد ليؤكّد أنّ طعم هذا الصّمود ليس له مثيل؟!!.



إذا كنت مؤلف هذه  مقال وأردت تحديث المعلومات، انقر على ازر التالي:

ملاحظة

مضمون المقالات، المقابلات، أو الافلام يعبر عن الرأي الشخصي لمؤلفها وفلسطين في الذاكرة غير مسؤولة عن هذه الآراء. بقدر الامكان تحاول فلسطين في الذاكرة التدقيق في صحة المعلومات ولكن لا تضمن صحتها.

 

شارك بتعليقك

الأخ Wadina الكريم صاحب المقال

شكرا لك على هذا المقال الهام عن صمود أهلنا في غور الجفتلك ولكن لي تعقيب على مقالك أو دعنا نقول تصحيح

قلت أن عشيرة المساعيد القادمة من الحجازاشترت أرض الجفتلك قبل أكثر من 300 عام من السلطان العثماني ثم أعادت شراءها مرّة أخرى في عهدالانتداب البريطاني.

والصحيح أن عشيرة المساعيد أخذتها بحد السيف أي بالحرب والغزو وبعد حرب عظيمة مع قبيلة بني جرم (الجرامنة) والذي رحلوا للداخل الفلسطيني

وفي قوانين ذلك الزمان لم تكن العشائر والفبائل تشتري الآرض بالمال بل كان كل يأخذ أرضه بالغزو وبحد السيف من القبائل الأخرى

أما ما دفعه أمراء المساعيد للدولة العثمانية وللسلطات الانجليزية فهو رسوم لتطويب المنطقة ولتثبيت ملكيتها لهم وهو ما حصل في العهدين العثماني والإنجليزي

وعليه اقتضى التنويه

وشكرا
 
American Indian Freedom Dance With a Palestinian


الجديد في الموقع