فلسطين في الذاكرة من نحن تاريخ شفوي نهب فلسطين English
القائمة الصراع للمبتدئين دليل العودة صور  خرائط 
فلسطين في الذاكرة سجل تبرع أفلام نهب فلسطين إبحث  بيت كل الفلسطينيين على الإنترنت English
من نحن الصراع للمبتدئين    صور     خرائط  دليل حق العودة تاريخ شفوي نظرة القمر الصناعي أعضاء الموقع إتصل بنا

حرفيش: حرفيش أو هاربوشتا

مشاركة Turki Amer في تاريخ 31 آذار، 2007
إذا كنت، قارئي الكريم، من أبناء حرفيش، فاعْلَم أنّك "حُرٌّ تفاخر بما ليس عندك"، أو "تفاخر بما ليس عندك بحرّيّة". أرسم دائرة حول الحالة الملائمة! لا تغضبنّ، أخي! فقد "وضعت هذه الموسى بذقني قبل ذقنك". لا تغضب! فالغضب السّاطع.. لن يأتي، على دورِنا. وأنا كلّي.. إيمان. أمّا إذا كنت تعتبر نفسك حُرْفيشيًّا أكثر منّي، فلك الحقّ الكامل في أن تغضب ما شئت، وكم شئت. لكنْ، لا تَنْسَ، يا أخا الحَرْفَشَة، أنّه لا فضلَ لحُرْفيشيّ على حرفيشيّ، إلاّ بصدق وطنيّته العَمَليّة، لا الغوغائيّة، لهذه القرية الحبيبة على قلوبنا جميعًا. وعلى أيّة حال، لم يكن ما خلعته عليك من لقب، أو توصيف، من نَسْج خيال مُكَنْفِش، بل حصيلة محاولة متواضعة في دراسة كلمة "حرفيش" دراسةً تُوبُونِيمِيَّة (دراسة أسماء الأمكنة)، من خلال مُقْتَرَبٍ موضوعيّ قدر الإمكان، والله من وراء القصد.. ومن قُدّامه. كان أوّل ما فعلته، عندما فتحت مُوَسَّعَة "بلادنا فلسطين"، لصاحبها الدّكتور مصطفى مراد الدّبّاغ، أنْ فحصت إذا كان فيها ثمَّة ذِكْر لقريتنا حرفيش. ولحُسن الحظّ، وقد يروح البعض إلى أنّه لسوء الحظ، وجدت ما تمنّيت، ولكن "مَ طِلْعِتْش العتمة عَ قَدّ إيد الحَرامي". ويا ريتني ما كثّرت وَقَشِة. يقول الدّبّاغ: حرفيش، من "هَارْبُشْتَا" السّريانيّة. وهذه، معناها: الخُنْفُسَة، لا أكثر ولا أقلّ. يَم، هِيك، خَبِطْ لَزِقْ؟! دَقّ بالعِين؟! أمّا عَزارة، صحيح! بعد هكذا صدمة، لجأت إلى قواميس اللّغة ومعاجمها، علّني أجد شيئًا.. يُكيل للدّبّاغ الصّاع صاعين. مَهُو الصّحيح يعني، الزّلمي بهدلنا! هذا اللِّي طلع معك؟! يَ ريتك مَ كَتَبْتِشْ عن حرفيش، شيلة بيلة! عَ كلّ حال، ألله يسامحك، يا دكتور! نعم، وجدت، يا أخا الحَرْفَشَة، ما يبلّ الغُلّة. فارتأيت أن أسجّل ما خَلُصْت إليه من مَواجيد، وما توصّلت إليه من مواصيل، خدمة للعلم وللأجيال، لا مِنّةً، بل واجباً وطنيّاً وقوميّاً، على حدّ سواء. مهلاً، أخي، أراك "محروق البصلة"! يبدو أنّك من حرفيش! سنثبت للجميع أنّ قَوْلَة "ديوان حرفيش لا ليش ولا عَليش"، غير صحيحة. وسنجعل عيونهم تتراقص "شيش بيش" وراء سطوع أبناء حرفيش. عذرًا، أخي القارئ غير الحرفيشيّ، يبدو أنّ مثلّث برْمُودا عدم الموضوعيّة، اختطفني، للحظة، إلى متاهاته السّحيقة. ومن لا يُخْتَطَف إليه، في هذا الزّمن المخطوف لونه من وجهه؟! في العربيّة، خَنْفَسَ عن القوم: كَرِهَهُم وعَدَل عنهم. ألا تعتقد أنّه، من هنا، بعد حرفيش الجغرافيّ عن غيرها من المدن والقرى؟! أفلا نتندّر، نحن الحَرافِشَة، عندما نعود إلى البلد بعد سفر طويل، قائلين بأنّه لو سافرت من آخر البلاد عائدًا إلى حرفيش، تحتاج من الوقت بين ترشيحا وحرفيش، بقدر ما تحتاجه من آخر البلاد إلى ترشيحا؟! وهذه، لا تبعد عن بلدنا ("آه يا بلدنا!")، سوى اثنَيْ عَشَرَ كيلومترًا تقريبًا. وكم نتافّف، متسائلين: أَلَم يعرف أجدادنا الاستيطان إلاّ في هذه المنطقة المقطوعة؟! وكثيراً ما نقول: حرفيش، عَظْمِة! للتّدليل على فقرها، ربّما؟! وفي العربيّة، أيضاً، الخُنافِس: الأسد. ألا تعتقدون، معي، بأنّه لولا بأس سكّان هذا العرين العريق، لَما سُمِّيَ بهذا الاسم، ولَما كنّا ما زلنا هنا. لأنّ أرضًا جبليّة وعريّة، كأرض حرفيش، تحتاج رجالاً أشدّاء ونساء صابرات، يحصّلون لقمة عيشهم بكرامة! أمّا الخُنْفُسَة، فهي في اللّغة: الخُنْفُساء، لا الخُنْفُسَة. وعلى أيّة حال، فهي: دُوَيْبَة سوداء كريهة الرّائحة. أهلاً! كيف الحال؟! ان شا الله مبسوطين؟! حَنِّي، يا إبن حرفيش، حَنِّي! بسْوَلَكْش غِير تِعْمَلِّي حالَك باحث؟! وهذا ممّا يثبت أنّ تربية الماعز، في حرفيش، سحيقة القِدَم عريقة، إذ أنّ تلك الدّويبة تهاجم الماعز، كما قال لي أحد أرباب الثّروات الحيوانيّة، الذي لولاه، وأمثاله من الكادحين الطّيّبين، لَما تعرّف أولادنا على لَبْنَةِ الزَّقَالِيط والجبنة البلديّة. وأذكر، مثلما يذكر الكثيرون من ولاد بلدنا، ما نُشِر، مرّة، في مسائيّة "مَعَارِيف"، أنّ حقّ أولويّة المرور في حرفيش للماعز. أمّا كرّاسة "غْرَانُوت" الصّفراء، فطلعت علينا ببدْعَة "عيد الماعز"، لأنّ مؤلّفها الأجنبيّ استقى معلوماته "العلميّة".. من أحد "أدمغة" حرفيش الوُصوليّة. وإذا عدنا إلى "هَارْبُشْتَا" الدّبّاغ، نرى أنّها مكوّنة من لفظتين، هما: "هَارْ"+"بُشْتَا". وإذا اسْتَدلّينا على السّريانيّة بالعبريّة، فتكون "هَارْ" بمعنى "جبل"، و"بُشْتَا" بمعنى "افتخر بما ليس عنده". أفلا تعتقدون، معي، بأنّ المستوطنين الأوائل في هذه البقعة من البلاد، "أكلوها" جرّاء نزولهم فيها؟! لأنّها أرض جبليّة وعريّة، تشقّ في العمل الزّراعيّ البدائيّ، فصاروا يَتَفَشَّطُون، أي يفاخرون بما ليس عندهم! ربّما. وهكذا، "هَارْبُشْتَا"، ما هي إلاّ جبل التَّفْشيط، أي الجبل الذي يفاخر أبناؤه بما ليس عندهم! وعلى فكرة، ما العلاقة بين "هارْبُشْتا".. ولفظة "هَرْدَبَشْتْ"؟! وهذه تستعمل، عندنا، لتوصيف شخص غير أنيق.. أو عمل غير منظَّم. ومن الممكن، أيضاً، ردّ كلمة "بُشْتَا" إلى "بَسَطَ" العربيّة و"بَشَاطْ" العبريّة، لتصبح "هَارْبُشْتَا": جبل البسط (الكيف) أو البساطة، أي أنّ أهالي هذه القرية كانوا يعيشون عيشة بساطة، وهم مبسوطون في ذلك. ألا تلاحظون، إخوتي وأخواتي، أنّ روح النّكتة الحرفيشيّة (ألله يرحمك، يا بو فخري نعمان فارس، ويرحم كلّ ظرفاء حرفيش)، تكمن في هذا المعنى؟! أمّا "حَرْفَشَ"، فغير موجودة في العربيّة. وقد يبدو أنّها محرّفة من "حَرْشَفَ"، ومنها: النّبات القريب الشَّبَه بالأرضيّ الشّوكيّ، والأرض الغليظة، والشّيخ الضّعيف. نبات "الحُرْشُف" (الخُرْفيش)، ينمو فـي حرفيش بكثرة. أمّا أرضها، فهي، بالفعل، غليظة. ومن الممكن، أيضًا، أنّ أوائل من استوطنوها، أحضروا، في البدء، شيوخهم الضعفاء، هربًا (؟!) من واقعة، اشتبكوا فيها مع "أعداء" (؟!) لهم في موطنهم السّابق؟! أمّا إذا أخذنا "حرفيش"، عربيًّا، على أنّها: "حُرّ"+"فيش"، نرى أنّ "فَيَشَ": افتخر وتكبّر ورأى ما ليس عنده، لتلتقي مع "فَشَطَ" السّريانيّة بالمعنى نفسه. وهكذا، تكون "حرفيش": الحُرُّ المُفاخِر بما ليس عنده، أو المفاخر بما ليس عنده بحرّيّة دون رادع. ومن هنا، ربّما، قَوْلَة العامّة: "ديوان حرفيش لا لِيش وَلا عَلِيش"! يعني، شُو بَدَّك تْسَوِّي؟! ماشي الحال يا ولاد الحلال! و"حُرٌّ"، في العربيّة، لها أكثر من معنى: خِلاف العبد، أو الكريم، أو العتيق، أو الطيّب، أو الصّقر، وغيرها. أفلا يلتقي المعنى الأوّل، "خِلاف العبد"، مع "عْبُودِة رَخَصُون"، على سبيل المقارنة، ربّما، بين أهالي حرفيش الأحرار.. وأهالي رَخَصُون العبيد؟! وإذا كانت حرفيش أصلها هَارْبُشْتا، فلماذا لا تكون فسّوطة، جارتنا، أصلها بُشْتا؟! سبحان ربّ يِعْلَم! وثمّة، قارئي الكريم، كلمة أخيرة: ما زالت "حرفيش"، برغم هذه المساهمة، أرضًا خصبة لمحاولات أُخَر، وبخاصّة أمام المتخصّصين في اللّغات السّاميّة. تركي عامر نُشرت في "صدى التّربية"، عدد شباط ـ آذار 1989، تل أبيب ـ يافا
http://www.postpoems.com/cgi-bin/displaypoem.cgi?pid=515747


إذا كنت مؤلف هذه  مقال وأردت تحديث المعلومات، انقر على ازر التالي:

ملاحظة

مضمون المقالات، المقابلات، أو الافلام يعبر عن الرأي الشخصي لمؤلفها وفلسطين في الذاكرة غير مسؤولة عن هذه الآراء. بقدر الامكان تحاول فلسطين في الذاكرة التدقيق في صحة المعلومات ولكن لا تضمن صحتها.

 

شارك بتعليقك

 
American Indian Freedom Dance With a Palestinian


الجديد في الموقع