آل الفاخوري...
في الماضي كانوا ارباب صناعة فريدة ابدعوا فيها وكنوا بها، واليوم لا يقل تاريخهم عما مضى فمنهم مبدعون في الادب والفن والسياسة رغم الهجرة التي افقدت العائلة الكثير من ابنائها المنتشرين في اصقاع العالم.
لآل فاخوري انتشار واسع في كل لبنان من الشمال الى الجنوب، ورغم ان ارومتهم الكبرى مــوجــودة اليوم في بلدة بيت شباب المتنية الا انها موجودة في اكثر من محلة ولا سيما زحلة، بعلبك، بيروت، الجنوب وطرابلس وهذه العائلة لا تقتصر على طائفة ولون واحد بقدر ما تختصر وطن بكل تلوناته وانتماﺀاتهم فمنهم المسلمين السنة في بيروت والارثوذكس في زحلة والشيعة في بعلبك والموارنة في بيت شباب، وعلى امتداد انتشارهم كانت منهم وجوه بارزة ومشاهير في الادب والفن والسياسة.
تختلف المصادر والآراﺀ حول اصل آل الــفــاخــوري ومــن اي منطقة كان قدومهم فمنهم من ظن بقدومهم من بلاد جبيل، في حين يعتبر البعض بــان اصلهم مــن بعلبك ومنها كان قدومهم الى بتغرين واصحاب هذا الرأي يقولون بوجود آل الفاخوري في بعلبك منذ عهد الرومان وانهم كذلك تعلموا صناعة الفخار هناك ومارسوها نتيجة لحاجة الامبراطورية الى التخزين والتموين فكانوا يصنعون الخوابي الكبرى للزيوت والحبوب والخمور وكان البقاع كل في تلك الحقبة يسمى باهراﺀات روما لما يشكله من تموين اساسي للامبراطورية الرومانية.
امــا الدكتور انــطــوان البيطار في كتابه "تاريخ بيت شباب" يقول بان آل الفاخوري "ينتسبون الى بني الكريماني مــن كفور العربي، وتــفــرع منهم آل قسطنطين في غزير" وهذا يتوافق مع الرواية التي تقول بقدومهم من الكفور الى فتوح كسروان ومنها الى بيروت وبعبدا حيث اشتهروا وذاع صيتهم وانتشرت صناعتهم، ويقول د. بيطار بانه اشتهر منهم في تلك الفترة "الخوري ارسانيوس الفقيه الشاعر، وشقيقه الخوري يوسف الــذي خدم كنيسة ابرشية بيروت زمنا، وعاد بعض انسبائهم الى غزير، وصيدا، ومنهم رفعتلو سليم افندي مدير مال قضاﺀ المتن، ومن هذه الاسرة نشأ اسقفان اندراوس ومكسيموس الكاثوليكيان في القرن الثامن عشر".
وبــعــد تنقلاتهم الــكــثــيــرة كــان اســتــقــرارهــم فــي بيت شــبــاب ولكن اغصان هــذه الشجرة الكبيرة بقيت منتشرة وذكرنا بان منهم على الدين المحمدي كما في بيروت وبرز هناك الــشــاعــر والــكــاتــب عــمــر الــفــاخــوري، وطرابلسيون من آل العمري ومنهم في زحلة واشتهر منهم الكاتب شكري انيس فاخوري وله انتاجات ومؤلفات كثيرة ومهمة وكذلك النائب والوزير الــســابــق شــوقــي فــاخــوري والكاتب والفنان كفاح فــاخــوري، وهــذا الفرع المتواجد في زحلة قد انتقل اليها من بيت شباب في العام 1914 اثر الحرب العالمية الاولى وما قاساه وعاناه اللبنانيون آنذاك من ظلم واضطهاد وحصار السلطنة لهم. وكذلك منهم المسيحيون في صيدا وبيروت وبعبدا وغزير وطرابلس. وتتواجد الاسرة كذلك في الكفير، عيتا الفخار، صور، البترون، بترومين، درب السيم، روم، حوش، حالا البخارية ومعاصر الشوف.
امــا تسميتهم بالفاخوري فانما ترجع الى قديم تاريخهم حيث كانوا يتعاطون في صنع الفخار، وعندما نزل احد اجدادهم وهو ابو ابراهيم يوسف الى بيروت فضمن فواخيرها وعمل فيها فسمي الفاخوري، ومنها انتقلوا الى بعبدا حيث تعاطوا في صنع الفخار، وفــي الــواقــع فــان هذه المهنة هي التي قادتهم الى بيت شــبــاب فــفــي كــل تنقلاتهم كــانــوا يبحثون عن التربة الصالحة والتي تسمح لهم بصناعة الفخار، وتبين لهم ان تربة بيت شباب هي الاثبت شــكــرا لــلاســتــاذ نصري الــــفــــاخــــوري والاســــتــــاذ ديــب الفاخوري لتزويدنا بالمعلومات.
صلابة لصناعتهم فقصدوها "في اوائــل الربع الثاني من القرن الثامن عشر وســكــنــوا اعــالــي الــبــلــدة ولكن المناخ وصعوبة نقل الاتربة جعلاهم ينتقلون الى" الفاخورة "شرقي البلدة ومنها انتقلوا الى غرب البلدة ويعرف حيهم الــيــوم بحي الــفــاخــوري وهم من العائلات المهمة في بيت شباب ولهم لمساتهم واثرهم في تاريخ هذه البلدة المتنية العريقة. وتفرعت العائلة كثيرا في بيت شباب ومن اهم فروعها: مراد، لبنان، رزق الله، موسى، نقول، سعد، عبود واسكندر. ولكنها عرفت الهجرة باكرا الى افريقيا واميركا الجنوبية حتى انه يقدر بان الثلثين منها من المهاجرين المنتشرين في اصقاع الارض.
زارت "صدى البلد" موطن الفاخوريين في بيت شباب، وذلك بعدما اشعل "فــوزي حنا الــفــاخــوري" البردوشي "وهي الفرن حيث يحرق الفخار، الا ان العم فوزي هو الاخير في اسرته الذي ما زال يحافظ على هذه المهنة التي اختصرت تاريخ اسرته ولكنه فخور بانه يحمل هذا الارث الكبير كما يقول.
واما هذه الصناعة فهي موجودة منذ اكثر من 200 سنة في بيت شباب وفي منتصف القرن الماضي كان هناك حوالي الـ 40 "بردوشة" وكل منها تشتعل على حرارة 1300 درجة لمدة 7 ايام ليلا ونهارا. وبعدها تعمل كل العائلة في "الرواقة" حيث استقبلنا العم فــوزي وهــو المكان الــذي يتم فيه تحضير الاواني الفخارية وخوابي الزيت والعرق. واما اليوم فلقد تراجعت كثيرا هــذه الصناعة وتواجدها في غير بيت شباب يقتصر على راشيا الفخار والشوف ولكنهم لا يصنعون الفخار الذي تجده في بيت شباب نظرا لاختلاف التربة المستخدمة.
ويتابع فوزي الفاخوري حديثه عن مهنة اجــداده المهددة بالانقراض ولكن بغصة نظرا لغياب اي دعم لهم على البقاﺀ او تشجيع للشباب ليتمكنوا من ان يتابعوا في مهنة الاجداد بدل التفكير بالهجرة خصوصا وان فوزي الفاخوري منذ خمس سنوات ذهب الى فرنسا بطلب من الدولة الفرنسية للمشاركة بمعرض خصص لهذه الصناعة وضم 35 حرفيا عالميا في منطقة النورماندي ونــال كل تقدير وتشجيع وهذا ما يجعله يتحسر على غياب اي لفتة لهم في لبنان وهم المكرمون في الخارج.
عرف آل الفاخوري في بيت شباب نخبة من الاطباﺀ والمهندسين والمعنيين في الادب والفن فكانت منهم اسماﺀ بارزة من شعراﺀ وادباﺀ ومن ابرزهم الشاعر خليل فاخوري الذي كتب نشيد قوى الامن الداخلي اللبناني وكذلك نشيد الممرضة وكان من وجوه بيت شباب وله مساهماته المهمة وكان من الساعين في تأسيس المتوسطة الرسمية في البلدة وبناﺀ المدرسة المهنية، وتوفي عن عمر يناهز الثمانين تاركا ارثا ادبيا يفوق الـ 40 كتابا من عيون الادب "انطلاق"، "اصابع الفجر" وغيرهما.
واشتهر الصحافي والكاتب فياض فاخوري وكان مسؤول الصفحة الثقافية في جريدة الانوار وله العديد من المؤلفات ابرزها "تاميراس" و "اصداف الصمت"، اما نقولا فاخوري فكان شاعرا كبيرا كتب بالفصحى والعامية وقاصا وروائيا ومن اشهر من كتب للاطفال، حوالي الـ 300 قصة منشورة في مجلة سامر للاطفال، كما غنى الزجل فوق المنابر فكان من اركان جوقة السبعلي، وله "ع. بساط العمر" و "سفن يا بحار" وغيرهما.
اما الاستاذ نصري فاخوري فمن الوجوه المميزة والبارزة في مجال التعليم والحياة التربوية وله العديد من
المؤلفات ويحضر لتوقيع كتابه الجديد "حبي لكِ... اله".
اخوكم :
من فلسطين * ارتاح * طولكرم * جمال محمود سالم فاخوري
شارك بتعليقك
اسمح لي المشاركة عن أصل العائلة فأني من بلدة منيارة، في منطقة عكار شمال لبنان.
تشير مدونات الكنيسة الارثوذكسية في البلدة ان عائلتنا من مؤسسي البلدة الاساسية التي تعود لأكثر من ٢٥٠ عام. الطائفة الاساسية للعائلة في البلدة هي الطائفة المسيحية الارثوذكسية، اما الفرع الذي انتمي له فهو الطائفة المشيخية البروتستانتية منذ سنة ١٨٩٢ حيث قام والد جدي، حنا الفاخوري بالتحول للبروتستانتية. كذلك فإنه كان حريصا خلال حياته ان يذهب للحج في القدس وحرص على لقب حنا المقدسي كثيرا.
منذ عدة أعوام، قمت بفحص الDNA في مختبر إميركي (genebase.com) لأكتشف أن الYDNA الخاص بي، والذي يرتبط بوالدي وجدي وهكذا دواليك للارتباط بالحد الاكبر، يعود الى دولة الدنمارك، كوبنهاغن.
هذا اذا دل على شيئ فهو أن الكثير من العائلات اللبنانية المتواجدة في المواقع الجغرافية التي تواجدت فيها الممالك الصليبية، تركت أثرها على الYDNA الخاصة بالانسان من ناحية الرجال. فهؤلاء المحاربين أتوا من دون عائلات واستوطنوا المنطقة ل١٧١ عام رسميا، من فلسيطين القدس الى الاردن والساحل السوري والشمال السوري ولبنان.
كذلك هذا الامر يفسر بدون شك السبب لوجود هذا العدد الهائل من أهل ما نسميه بلاد الشام لديهم عيون زرقاء وخضراء وشعر اشقر وبشرة فاتحة جدا مقارنة بالسكان الاصليين.
كذلك يهمني ايضاح ان اهل المنطقة والمسلمين فيها يبدو انهم بعد انتصارهم على الصليبيين فأنهم تَرَكُوا لهم حرية الانضمام للدين الاسلامي ولم يقضوا عليهم كليا.
أما. البعض منهم فسكنوا الجبال وحافظوا على هوياتهم الدينية، وتجد ذلك جليا في منطقة شمال لبنان والقرى المسيحية هناك وزيادة نسبة البشرة والالوان والسمات الاوربية، حيث ان ولاية طرابلس الصليبية كانت أخر ولاية صمدت لينة ١٢٧١م.
بلدتي تقع على تخوم قلعة عرقة الصليبية التي دمرت سنة ١٢٠٢ بسبب زلزال وكانت تقوم بحماية خطوط التجارة الساحلية وطريق الحجاج المسيحيين للقدس. كما ان موقعها على خط ميناء طرابلس مع حمص الذي هو خط جهراوي تجاري اساسي للداخل السوري والبقاع اللبناني.
من المهم معرفة ان الدانماركيين او الDanes كانوا محاربين اشداء بأوروبا منذ قبل انتسابهم للمسيحية حوال سنة ٩٥٠م. وهم أيضا مشهورين جدا بصناعة الاواني الفخارية.
أنا بخصوص منطقة عكار وخاصة القرى الموجودة بجبالها الوعرة فهي بأكثرية سنية حاليا ولديهم نسبة ضخمة من العيون الزرقاء او الخضراء والشعر الاشقر او الفاتح، والبشرةًالبيضاء.
أن تحليل ال dna بالمنطقة هو مهم حدا لفهم اصول رجالها الحاليين، بغض النظر عم دياناتهم، اما الجامع والمشترك بكل المنطقة فهو ال MDNA الخاص بنسائها فهو الجامع المشترك وهو بمعظمه من أصول بلاد الشام.
فدليل الdna يتتبع أصول الانسان من ناحية والده لجده ...للوصول لجده الاكبر ويتتبع أصول والدته لأمها وهكذا للوصول للأم الكبيرة من ألاف السنين
شكرا