قيل لمتكلم : ما حد الشبع ؟. قال : حده أن يجلب النوم ، ويضجر القوم ، ويبعث على اللوم .
وقال طفيلي : أن يؤكل على أنه آخر الزاد ، ويؤتى على الجل والدق .
وقال أعرابي : حد الشبع : ما وجدت العين ، وامتدت اليه اليد ، ودار عليه الضرس ، وأساغه الحلق ، وانتفخ به البطن ، واستدارت عليه الحوايا ، واستغاذت منه المعدة ، وتقوست منه الأضلاع ، والتوت عليه المصارين ، وخيف منه الموت .
وقال طييب : ما عدّل الطبيعة ، وحفظ المزاج وابقى شهوة لما بعد .
وقال حمّال : ان تأكل ما رأيت بعشر يديك غير خائف ولا متقزز ولا كاره ولا متعزز .
وقال ملاّح : حدّ السكر . قيل : ما حدّ السكر ؟ قال : ألا تعرف السماء من الأرض ولا الطول من العرض ولا النافلة من الفرض ، من شدة النهش والكسر والقطع والقرض .
وقال بخيل : الشبع حرام كله ، وانما أحل الله من الأكل ما نفى الخوى وسكّن الصداع ، وامسك الرمق وحال بين الانسان والمرح .
وقال جندي : ما شدّ العضد واحمى الظهر وأدر الوريد وزاد في الشجاعة .
وقال زاهد : ما لم يحل بينك وبين صوم النهار وقيام الليل ، واذا شكا اليك جائع عرفت صدقه لاحساسك به .
وقال مدني : لا عهد لي به ، فكيف اصف ما لا اعرف .
وقال يمني : ان يحشى حتى يخشى .
وقال تركي : ان تاكل حتى تدنو من الموت .
وقال السمرقندي : اذا جحظت عيناك ، وبكم لسانك ، وثقلت حركتك ، وزال عقلك فانت في اوائل الشبع .
قيل له : اذا كان هذا اوله ، فما آخره ؟ قال : أن ينشق نصفين .
شارك بتعليقك