فلسطين في الذاكرة من نحن تاريخ شفوي نهب فلسطين English
القائمة الصراع للمبتدئين دليل العودة صور  خرائط 
فلسطين في الذاكرة سجل تبرع أفلام نهب فلسطين إبحث  بيت كل الفلسطينيين على الإنترنت English
من نحن الصراع للمبتدئين    صور     خرائط  دليل حق العودة تاريخ شفوي نظرة القمر الصناعي أعضاء الموقع إتصل بنا

جباليا: جباليا مفجرة الانتفاضة في سطور

مشاركة ابو احمد في تاريخ 6 كانون أول، 2013

صورة لمدينة جباليا - فلسطين: : القبة الخضراء للمسجد العمري بجباليا الاثرية أنقر الصورة للمزيد من المعلومات عن البلدة
بداية الانتفاضة
في الثامن من ديسمبر(كانون الأول) عام 1987 دهست شاحنة إسرائيلية يقودها جندي إسرائيلي من أشدود حافلتين كانتا تقلان عمالاً فلسطينيين من جباليا-البلد، كانت متوقفة في محطة وقود، ما أودى بحياة أربعة أشخاص وجرح آخرين، واكتفت الإذاعة الإسرائيلية حينها بإعلان الخبر دون أن تركز عليه، واعتبرته حادث مروري عادي.
قام قرابة أربعة آلاف فلسطينيي بتشييع القتلى، وتحولت مراسم التشييع إلى موجة من الاحتجاجات انتشرت بسرعة عبر المخيمات والقرى في القطاع والضفة والقدس لتشكل إحدى الحلقات الملحمية لما سيسمى فيما بعد بالانتفاضة الفلسطينية الأولى.
بدأ الشباب الفلسطيني والأطفال العزل في مواجهة قوات الجيش الإسرائيلي المدججة بالسلاح، وكانت أعداد المشاركين تزداد بشكل متزايد، عندها بدأ الشباب الغاضب في البحث عن وسيلة يواجه بها قوات الاحتلال، فلم يجدوا سوى الحجارة.
تدريجيًا تحولت ثورة الغضب لدى شباب فلسطين على مقتل العمال الأربعة إلى موجة من الانتفاضة حاولوا فيها الخلاص من المحتل، غير أن السلاح البسيط الذي واجه به الشباب مدرعات المحتل العسكرية، أثار شهية وسائل الإعلام، وأصبح مادة مغرية في جميع صفحات الصحف العالمية، وبات من الطبيعي أن تتصدر صورة لطفل في السابعة من عمره يواجه دبابة يقودها جندي إسرائيلي وهو يحمل في يده حجراً، في حين يتوارى الجندي خلف دبابته خشية أن يطاله أذى من حجر الطفل.
واصلت وسائل الإعلام تغطية أحداث انتفاضة الحجارة بسبب عبقرية السلاح الذي اخترعه الفلسطينيين، وتدفقت وسائل الإعلام العالمية إلى القدس وتل أبيب وحصدت التغطية الإعلامية بعد ثلاثة أشهر من اندلاع الانتفاضة أكثر مما حصده اللقاء بين الرئيسين ريغان وغورباتشوف.
خلال أسابيع قليلة كانت حملة عصيان مدني شامل قد بدأت تنظم داخل المخيمات والقرى الفلسطينية واستمرت لمدة عام ونصف وشارك فيها مئات الآلاف من الفلسطينيين من مختلف الفئات والأعمار.


الأسباب الخفية للانتفاضة
كان حادث مقتل العمال الأربعة هو القشة التي قسمت ظهر البعير، بعدما مارست قوات الاحتلال أبشع الممارسات تجاه الشعب الفلسطيني، واستغل الشباب الفلسطيني حالة الحراك والغضب الشعبي التي انتابت الشعب الفلسطيني في ذلك الوقت، للثورة على دولة الاحتلال، ورغم أن مقتل العمال الأربعة كان هو المحرك الحقيقي للانتفاضة الأولى إلا أن هناك ثمة أسبابًا أخرى لعب فيها “المحتل” دورًا رئيسيًا، عندما حاول إذلال الشعب الفلسطيني، كان من بين هذه الأسباب:
عدم تقبل الاحتلال الإسرائيلي: حيث أن الشعب الفلسطيني لم يتقبل ما حدث له بعد حرب 1948، خاصة التشريد والتهجير القسري والممارسات العنيفة المستمرّة والإهانات والأوضاع غير المستقرّة في المنطقة، علاوة على الجوّ العامّ المشحون والرغبة في عودة الأمور إلى نصابها، كما كانت قبل الاحتلال.
تردّي الأوضاع الاقتصادية: بعد حرب الأيام الستة فُتح للفلسطينيين باب العمل في إسرائيل ما سمح للاقتصاد المحلي بالتطور، لكن سرعان ما تدهورت الأوضاع إذ بدأ الفلسطينيون يتجرعون إذلالات يومية وبدأت ظروف العمل تتدهور، كما مارست قوات الاحتلال عمليات تمييز في الأجور، حيث يتقاضى الفلسطيني أجرا يقل مرتين عن نظيره الإسرائيلي عن نفس العمل، كما كان يمكن طرد العامل الفلسطيني دون دفع أجره، كما كان الفلسطيني مطالبا بتصاريح للتنقل من الصعب الحصول عليها، بالإضافة إلى عمليات التفتيش اليومية التي يتعرضون لها في بيوتهم، كان يتم كذلك خصم 20% من المرتبات على أساس أنها ستصرف على الضفة والقطاع ولكن بدل ذلك كانت تمول المصاريف العامة الإسرائيلية.
على الصعيد القيادي، لم تكن القيادة الفلسطينية في المنفى على علم كامل بأوضاع الفلسطينيين في الداخل ولا بمعاناتهم ولم تكن تطرح الحلول لمساعدتهم. وكانت منظمة التحرير في تونس تعمل على إنشاء محور عمان-القاهرة لحماية الرئيس الفلسطيني آنذاك ياسر عرفات، وتناسى الجميع إيجاد حل لقضية اللاجئين أو الفلسطينيين.
إلحاق القدس: احتلت إسرائيل القدس سنة 1967 ثم أعلنتها عاصمة أبدية لها، مع ما صحب ذلك من إجراءات من بينها تقنين الدخول إلى الحرم الشريف وأماكن العبادة الإسلامية. كما تم الاستيلاء على عدد من الأراضي لترسيخ فكرة القدس كعاصمة غير قابلة للتقسيم من خلال بناء المستوطنات بها. كان الجنرال موشيه دايان يهدف كذلك من خلال بناء المستوطنات إلى الاستيلاء على الأراضي فلسطينية بطريقة متخفية ودعمه الليكود وحزب العمال الإسرائيلي في ذلك لأنه سيؤدي إلى قيام دولة إسرائيل الكبرى، بالإضافة إلى استعمال مصادر المياه الموجودة داخل الأراضي المحتلة لفائدة المستوطنين..
على الصعيد العربي، لم يكن القادة العرب يأبهون بما كان يحدث للفلسطينيين - بعكس المثقفين والشعوب العربية - وهو ما كان وراء خيبة هؤلاء من القمم العربية التي كان تضع القضية الفلسطينية في آخر اعتباراتها، وحتى عندما تناقشها فلم تكن تقدم لها أية حلول.
مثلت الانتفاضة فشلا للجهاز القيادي الإسرائيلي الذي لم يكن منتبها إلى حالة الغليان الفلسطيني بالرغم من التحذيرات التي أبداها عدد من السياسيين كوزير الخارجية السابق أبا إيبان الذي كتب في نوفمبر من عام 1986، أي قبل سنة من الانتفاضة : “إن الفلسطينيين يعيشون محرومين من حق التصويت أو من حق اختيار من يمثلهم، وليس لديهم أي سلطة على الحكومة التي تتحكم في أوضاعهم المعيشية، إنهم يتعرضون لضغوط وعقوبات ما كان لهم أن يتعرضوا لها لو كانوا يهود، إن هذه الحالة لن تستمر دون أن يؤدي ذلك إلى انفجار”.


شباب الانتفاضة يحاصرون العدو في جباليا
خلال الأيام التي تلت مقتل العمال الأربعة، بدأت الاضطرابات تعم البلاد، وازدادت حدتها، ما دفع القيادة العسكرية في موقع جباليا لطلب إمدادات للوحدة من المجندين الاحتياطيين، لكن المشرف على الإقليم لم تكن لديه رؤية واضحة عن حجم الاحتجاجات، فأجاب على القيادة العسكرية بـ”أنه لن يحدث شيء، وستعود الحياة لطبيعتها في الغد”، ورفض حينها طلب الدعم أو إعلان حظر التجوال.
في ذلك الوقت كانت الحشود الفلسطينية التي أنهت مراسم دفن العمال الأربعة قد بدأت في الاحتشاد في جباليا، وكانت الأعداد كثيفة ما سمح لها بمحاصرة قوات الاحتلال في جباليا، ولم تهدأ الاضطرابات في اليوم التالي كما توقع المشرف على الإقليم، حيث رفض أغلب السكان التوجه إلى أماكن عملهم، كما تجول طلبة الجامعة الإسلامية في غزة في الشوارع داعين الشعب للثورة.
حاولت قوات الاحتلال تفريق الحشود التي بدأت في التزايد، لكنهم وجدوا أنفسهم محاصرين بوابل من الحجارة، في ذلك الوقت تمكن عدد من الشباب الفلسطيني من الصعود على السيارات العسكرية والمدرعات، وهو ما أرعب قوات العدو.
بدأت قوات العدو في إطلاق عدة أعيرة نارية في الهواء لتفريق الشباب الغاضب، لكن ذلك لم يؤثر على الحشود الغاضبة، التي أرادت القصاص من قتلة العمال الأربعة، على إثر إطلاق قوات الاحتلال الرصاص في الهواء، بدأ المحتجون في التصعيد ضد عساكر الجيش الصهيوني، فقاموا بإلقاء ثلاثة زجاجات حارقة أصابت اثنتان منها الهدف واشتعلت النار في إحدى السيارات العسكرية.


عزل الملازم عوفر
في تلك الأثناء وبعد فشل قوات الاحتلال في تفرقة الشباب الفلسطيني الغاضب، وبعدما تبين أن إطلاق النار في الهواء لا يؤثر على الحشود الغاضبة، أمر الملازم عوفر بإطلاق النار على أرجل كل من يقترب من الوحدة العسكرية بجباليا، وعندما وصل إسحاق موردخاي المسؤول عن منطقة الجنوب إلى موقع الجيش قام بعزل عوفر من مهامه بسبب قناعته أن المواجهة بين الجيش الإسرائيلي من جهة والحشود الفلسطينية من جهة أخرى هي سبب الاضطرابات في قطاع غزة.


الانتفاضة تربك العدو
في اليوم الثالث للانتفاضة، توجه إسحق رابين رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى نيويورك دون أن يأخذ أي إجراءات لمواجهة الانتفاضة. وفي غيابه قام إسحق شامير بمهام وزير الدفاع رغم كونه لم يعمل في هذا المنصب من قبل، كما أن رئيس الأركان في تلك الفترة كان حديث عهد بمنصبه ولم تكن له خبرة في مواجهة الثورات الفلسطينية. والحقيقة أن أي شخصية أمنية أو عسكرية إسرائيلية لم تكن تتوقع أن تقوم انتفاضة فلسطينية بتلك القوة. وقد سمحت هذه الظروف بانتقال الانتفاضة من قطاع غزة إلى نابلس ومخيم بلاطة ومن ثم انتشرت إلى بقية أنحاء الضفة الغربية.
عند وصول رابين إلى نيويورك تحدث وزير الدفاع الأمريكي عن الانتفاضة بإيجاز مما كان يدل على أن البعثة الإسرائيلية لم تكن تهتم بما كان يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة. يضاف إلى ذلك أن الفريق المكلف بنقل الأخبار إلى رابين كان قليل الخبرة فلم يكن رابين مهتما بما يجرى وكان شغله الشاغل أن ينهي إجراءات شراء صفقة أسلحة.
واتهم حينها رابين كلا من إيران وسوريا بالوقوف وراء اندلاع الانتفاضة، فارتكب دون قصد منه خطأ كبير، حيث تعارضت تصريحاته مع تصريحات اسحق شامير، القائم بمهام وزير الدفاع في ذلك الذي أكد أن “الانتفاضة كانت عفوية ولم يكن يقف وراءها أحد”.



إذا كنت مؤلف هذه  مقال وأردت تحديث المعلومات، انقر على ازر التالي:

ملاحظة

مضمون المقالات، المقابلات، أو الافلام يعبر عن الرأي الشخصي لمؤلفها وفلسطين في الذاكرة غير مسؤولة عن هذه الآراء. بقدر الامكان تحاول فلسطين في الذاكرة التدقيق في صحة المعلومات ولكن لا تضمن صحتها.

 

شارك بتعليقك

 
American Indian Freedom Dance With a Palestinian


الجديد في الموقع