قصيدة(حكاية ياسمينا )
كلماتي
حكاية ياسمينا
صبحكم الله بالخير يا الحاضرينا
أريد أحكليلكم قصتي وارجاكم تكونوا لي سامعينا
انا بنتٍ من غزة واسمي ياسمينا
أصلي من بير السبع وأظن أنكم لها عارفينا
نكبتي الأولى في الثمانية وأربعينا
يوم هجموا علينا اليهود وخلونا مهجرينا
أبوي استشهد في اجتياح الألفينا
وأمي الحنونة في حرب الفرقان صرنا لها فاقدينا
وعمي اللي كفلنا في حرب السجيل
لحق والدينا
عشت أنا واخواني ع الصدقات والمحسنينا
ما لينا غير الله نمد له إيدينا
عايشين في دارٍ إن أمطرت
سقفها يوكف علينا
حيطانها ذايباتٍ يا دوب من عيون
الناس ساترينا
عشت أنا واخواني في غزة
على ها الحال سنينا
لا كهرب ولا غاز
حالنا حال الباقيينا
ربيت اخواني وكبرتهم
وصرت لهم بدل الوالدينا
ولي أخٍ صغير اسمه حسينا
تعب مرة والمرض هد قواه يا السالمينا
صرت أجري وادور وأناشد يا محسنينا
الحقونا ترى أخي بضيع من بين إيدينا
ورسالة من هنا ورجا من هناك
لقينا متبرعينا
قالو نعرضه ع الأطبا الفاهمينا
قالو بغزة ترانا محنا معالجينا
يلزمه سفر لمصر
يرحم والديكو ووالدينا
قال الأجواد نحوله ويش علينا
رد الأطبا اسرعوا ترى الوقت مو بيدينا
جهزوا الورق والجواز وكل شي
حنا عايزينا
قالوا خذوه للمعبر بالاسعاف
ويا ريتكم تكونوا مسرعينا
حملوه يا ويلي خويي ها المسكينا
قالوا من معاه من المرافقينا
قلتلهم أنا أنا ياسمينا
قالولي اطلعي يا مسكينا
ومشينا ومشينا في الطريق سايقينا
وخويي حبيبي نفسه يا دوب سامعينا
وصلنا المعبر وانتظرنا مع المنتظرينا
هاتوا جوازاتكم قالولنا المصريينا
عطيناهم ورقنا
واحنا من الرجعة خايفينا
اطلع الضابط بي وبخوي
قال انتم من وينا
قلتلو احنا من غزة
ويتاما الوالدينا
هز براسه قال من غزة
والله منتوا مارقينا
ردنا الملعون
قال ليش أبوي كان من المرابطينا
واحسافاه على زمن
المجاهد فيه صار من المعيوبينا
ورجعنا وكلنا ألم وحزن ومتحسرينا
وفي الطريق همسلي أخوي قال تراني شايف والدينا
قلبي نقزني وقلت عساه من المودعينا
وما كملت كلمتي إلا وهو من المفارقينا
بكيت وصرحت بعالي الصوت
يا لعنة الله ع الظالمينا يا لعنة الله ع الظالمينا
وصرت أصرخ وأصرخ ويا حيف
مالي سامعينا غير رب البرية رب العالمينا
هذي قصتي وهذا حالنا اللي إحنا فيه صايرينا
ويا كثرهم في غزة اللي حكايتهم مثل حكاية ياسمينا
وسلامتكم وتعيشوا
بقلم أمل أحمد الرشايدة
حقوق الطبع والنشر محفوظة
شارك بتعليقك