*** صولة الايام ***
على اعتابها قِف و اقري السلاما *** و انشد زماناً خاصمَ الأياما
اُدنوا لها من بَوْحِها ، من روحها *** و ارجو من الجرحِ الدميم لئاما
في غمرةِ التاريخِ لنا صولةٌ *** و على جبينِ الدهرِ لنا مُقاما
قد ناهزَ الجوزاءَ قنديلٌ لنا *** و ازدانت البيداءُ بوقعِ خُطانا
كم جالتِ الغبراءَ أجيادٌ لنا *** يبكي لهولِ صهيلها الضِرغاما
كنا اذا الاطوادُ حالت دوننا *** نُسقي جلاميدَ الصخورِ حِماما
كنا اذا ما حرةٌ صاحت بنا *** تستعصمُ السلطانَ و ابنَ هِشاما
نفرت كما الطوفانِ منها جُندنا *** اسدٌ تُلَظي الثقلينِ ضِراما
كنا اذا عُدنا تُهاب خُيولنا *** و اذا عَدونا تَرتجينَ عِدانا
راياتُنا ملءُ السماءِ بَريقها *** ظلّتْ قُروناً للأنامِ إِماما
كنا منارةَ علمٍ ساطعُ نُورها *** تُهدي ربوعَ الخافِقَينِ سلاما
هنا اجترحَ الحقُ بعزٍ آلاءَه *** و تحطمت من بَهوهِ الاصناما
قد علَّم الكونَ تلميذٌ لنا *** و استرشدَ الضالونَ نهجَ هُدانا
لما اكتوى الغرب البئيسُ بجهلهِ *** جَوْراً و قتلاً ظلمةً و ظَلاما
عرجتْ الى هامِ النجومِ عُلومُنا *** تاهت بوصفِ صُروحِنا الاقلاما
قد دانتِ الدنيا لنا و لمُلكنا *** نبراسَ قِسط كرم الإنسانا
آهٍ طُليطلةَ البهاءِ فمن على *** اطلالِكِ المجدُ ارتقى و َتساما
جُودي بَلنسيةَ الرياضِ اريجُها *** و يا اشبيلةٌ، قد كانَ ما كانا
و وقفت قرطبةً على ابوابكِ *** و رأيتُ في وجهِ المكانِ زمانا
ساءَلتُ نفسي و الدموعُ نواهلٌ *** و القلبُ تدميهِ لظَى الأَحزانا
اين ابنُ رشدٍ و ابنُ حزمٍ و ابن سيـ***نا و ابن زهرٍ عَلَّ زريابٌ رثانا
راحت سيوفُ التَّغْلبيِّ لتحتفي *** بالقُرْطُبيِّ، بنصلِ حدِ سِنانا
آهٍ لصقرِ قريشٍ و ابنِ نُصَيرٍ *** أَينَ الزيادُ الفارسُ المِقداما
ساءَلتُ عن ابي عامرِ المنصورِ *** من للزاهرةِ يشيدُ البنيانا
اين ابنُ فتحونَ الذي تمضي جَحا *** فلنا به ،لتوطدَ الأركانا
في وقعةِ الزّلاقٓة العظمى بها *** صاحَ المُهند آهِ واإسلاما
اما عن الحمراءِ يا ويحَ السنا *** و كأنها نسجٌ حكى المَرجانا
غَرناطةَ الاسلامِ تبكيكِ الدُنا *** من للقبابِ يرتلُ القرآنا
اوتذكرون الحرةَ عائشةَ التي *** نالت عروشُ الغرب منها سهاما!!
يا صاحبي كنا بقومٍ سادةً *** بديارِ عزِ و اللواءُ عنانا
لما انذوى الاسلام فينا *** و قضى بحكم شعوبنا الازلاما
صرنا بايدي السارقينَ رهينةً *** و غدت تسوسُ شعوبَنا الغلمانا
ايعودُ جيلُ الحقِ و القرآنُ فينا *** أيفلُ عهدُ البطشِ و الألاما ؟
هل يا زمان الوصلِ جادكَ غيثنا *** إنا على العهد ، نجتبي الأحلاما
شارك بتعليقك