مدينة جباليا البلد
بفتح أوله وثانيه وسكون اللام وياء وألف، وقد ذُكر اسم قرية جباليا قديماً، وهي من القرى العربية الكنعانية الأولى، ثم عُرفت باسم قرية " أزاليا "، و يرجع تاريخها إلى العهد الروماني البيزنطي. أما النزلة فهي بالفتح ثم السكون وفتح اللام وجمعها " نزلات "، و هي من النزول، ولا تقل أهمية عن النزلات الفلسطينية الأخرى في الضفة الغربية مثل: ( النزلة الشرقية ؟ النزلة الوسطى ؟ نزلة أبو نار ؟ نزلة عيسى )، وقد قامت فوق هذه البقعة من الأرض قرية " جباليا النزلة " بمثابة بعث لاسم البلدة القديمة " أزاليا "، والتي أنشأها الرومان بعد انقسام الأمبراطورية الرومانية في أواخر القرن الرابع للميلاد إلى أمبراطوريتين غربية وشرقية في عام (395م-636م)، حيث قسمت فلسطين إدارياً وسياسياً إلى ثلاث مناطق، وهي:
1- فلسطين الأولى: وتشمل نابلس والقدس والخليل والسهل الساحلي حتى رفح وعاصمتها قيسارية، فكانت هذه البقعة من الأرض ضمن هذه المنطقة الجغرافية . 2- فلسطين الثانية: وتشمل الجليل وأم قيس وقلعة الحصون و طبريا ، وعاصمتها بيسان . 3- فلسطين الثالثة: وهي بلاد الأنباط، وتشمل منطقة جنوب فلسطين وبئر السبع، و كانت عاصمتها البتراء في الأردن. حيث أقام الرومان (31) مدينة و(442) قرية في المناطق الثلاث التي قسمت آن ذاك، و بنوا المعابد والهياكل والحصون والقلاع والقصور والمدارس والحمامات والأسواق، و قد محيت معظم هذه الآثار نتيجة الحروب التي مرت بها فلسطين على مدار التاريخ، وكان من أشهر المدن حضارة قيسارية و عسقلان وغزة، بينما قرية " أزاليا " لم يبقى من أثرها إلا ما أكتشف حديثاً مثل: (المقبرة الرومانية بمنطقة زمو شرق بلدة جباليا. و كذلك بقايا مغارة الملكة هيلانا بمنطقة الإغباري جنوب غرب البلدة)، وكان ذلك في أواخر القرن الرابع للميلاد. وفي المقابل أنشأ المسلمون الأوائل أول جامع لهم في القرية التي تجمعت مبانيها حوله وأصبح جامعها الكبير، و الذي لم يعرف متى أُنشىْ، وكان ذلك في العصور ا لعربية الأولى. ثم كان جامع الشيخ برجس و مقام الشيخ / محمد المشيش في بداية القرن الخامس الهجري سنة (500هـ). وهما من أهم المعالم الدينية و الأثرية في جباليا.
، والمشهور أن الأمير "سنجر علم الدين الجاولي" الذي تولى نيابة غزة عام (711هـ/1306م) قد أمتلك أراضيها و أوقفها على الجامع والمدرسة اللذين أنشأهما بغزة في أوائل القرن الثامن الهجري، وأنزل فيها مماليكه الجراكسة واشتغلوا بالفلاحة فيها وعمروها وأنشئوا البيوت والكروم، وكان يقال لهم " جاولية " نسبة إلى الجاولي، ثم لحقها التحريف " جبالية " نسبة إلى كلمة " جبالايا السريانية "، والتي تعني الجبال أو الفخاري والطين حسب الاسم الأول للقرية، وجميع سكانها الأصليين هم من العرب المسلمين، و لا يملك اليهود شيئاً من أراضيها. و في أوائل القرن الثامن عشر للميلاد دخلت جماعات عربيه جاء بعضهم من شبه الجزيرة العربية و يرجع نسبهم إلى قبيلة " عنزة "،
والبعض الأخر من عرب الصقور (عرب النصيرات)، وقطنوا بمنطقة جباليا النزلة وامتزجوا بسكانها الأصليين، والتي كانت لا تتجاوز مساحتها (24) دونماً في الماضي، بينما اليوم فقد بلغت مساحتها نحو(4510) دونماً، منها (150) دونماً للطرق والمرافق العامة، ولا يملك اليهود شبراً واحداً منها، و كان بها نحو (694) نسمة حسب إحصاءات عام (1922م)، و في عام (1931م) بلغ عددهم (944) نسمة، منهم (487) من الذكور و (457) من الإناث ولهم (226) بيتاً، و قدروا في عام (1945م) نحو(1330) نسمة، منهم نحو(350) رجل يلمون بالقراءة والكتابة، و أشتهر أهلها بزراعة التوت واللوز والجميز و تربية المواشي والأبقار، و تعد جباليا في سبعينات القرن التاسع عشر للميلاد، إحدى القرى الممولة لمدينة غزة في الغالب بخضارها و فواكهها كما وصف من قبل طومسون سنة (1857م)، و خاصة الزيتون الذي كانت ترسله قرية جباليا و النزلة وبيت لاهيا وبيت حانون ودير إسنيد و هربيا و بيت دمرة و الجورة، وكان لكل قرية بئراً واحداً تروى منه.
شارك بتعليقك
انا مظهر احمد جمعه مقيم في السعوديه انا من فلسطين جباليا البلداشكرمن قام بهذا العمل ..