موقع القسام .. يكشف لأول مرة عن التفاصيل الدقيقة لأخطر خلية قسامية في شمال الضفة (الحلقة الثالثة والأخيرة)
الاتصال ينقطع مع خلية البرغوثي:
وبعد عملية "سبارو" بثلاث أيام التقى سليم حجه بأيمن حلاوة، وأخبره الأخير أن الاتصال بينه وبين خلية عبد الله البرغوثي قد انقطع، وطلب منه أن يفحص الأمر ويستفر عن سبب الانقطاع، حيث قام بدوره حجة بالاتصال بمحمد دغلس ليحصل منه على رقم هاتف بيت بلال في "بيت ريما" إلا أنه لم يكن في البيت وأخبر أخوه حجه: بأنه عنده ظرف خاص وقد ذهب الى رام الله، إلا أنه بعد أيام اعتقل بلال وعبد الله على أيدي الأمن الوقائي، وهناك انقطعت الاتصالات بينهما وخلية ايمن حلاوة.
الخلية .. ومرة أخرى في جنين:
في شهر 7/2001 اقترح سليم حجة على صديقه في الدراسة محمد القرم (30 عاما) من بلدة "جلقموس" قضاء جنين، أن ينضم لكتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، فوافق محمد على ذلك بسرعة.
وفي إحدى لقاءات حجة مع محمد، سأله عن منطقة "جلقموس"، وإذا كان من الممكن القيام بعمليات عسكرية هناك، وطلب منه ان يعمل له زيارة استكشاف للمنطقة، فوافق محمد على ذلك، وبالفعل توجه سليم حجة لبلدة "جلقموس" ومكث عند محمد يومين تجولا خلالهما بالمنطقة، وفحص ما إذا كان يوجد تغطية للسكنه في المنطقة، وأكد له محمد ان هناك سكن لطلاب جامعيين في البلدة يدرسون في الجامعة الامريكية، فقام بعدها سليم حجة بشراء جوالين، وأعطى واحد لمحمد، والثاني بقي مع سليم وطلب حجة من محمد ان يبحث عن أشخاص آخرين من محافظة جنين لتجنيدهم للقيام بعمليات عسكرية بالمنطقة وادخالهم الى داخل المناطق المحتلة عام 1948 لجمع المعلومات عن اهداف لكي يتم استهدافها، وبعد أيام اتصل القرم بحجة، واخبره بأنه قام بتجنيد شخصين، واحد من بلدته والثاني من مدينة جنين، وأخبره بأنه حصل على عبوتين من نشيطين قساميين في جنين وزرعهم على طرق المستوطنات.
سليم حجة ينتقل الى جنين لتحضير بنية عسكرية هناك:
في شهر 9/2001 أخبر حلاوة زميله سليم حجة بأن العمل يواجه صعوبات بتحضير العبوات، وبناء مختبر للمتفجرات في منطقة جنين، فاقترح حجة على حلاوة بأنه يوجد لديه فكرة للقيام ببناء بنية عسكرية في جنين، فأثنى ايمن ومحمود ابو هنود على هذه الفكرة كثيراً، وقام بعدها حجة بالانتقال الى جنين مباشرة، بعد التنسيق مع محمد القرم الذي قام باستئجار شقة له في "جلقموس" حيث قام بتدريبه على السلاح، وقام حجة بإخبار المجاهد قيس عدوان عن هذا الانتقال الى جنين، وطلب اللقاء معه وهو وافق على ذلك، وقبل وصول حجة الى "جلقموس" أعطاه حلاوة، ثلاثة آلاف دولار ومسدس 14 ورشاش نوع "برتا" واتفق الاثنان ان يوفر له حلاوة مواد متفجرة بعد ان يبني البنية العسكرية في جنين، وان يكون المجاهد محمود ابو هنود الذي يركز النشاط العسكري في منطقة طلوزة، همزة وصل بين حجة و "راشد" المسؤول عن الجناح العسكري في حماس بمنطقة نابلس.
وبقي حجة في منطقة "جلقموس" وجنين مدة خمسة شهور تقريباً، يتنقل بين "جلقموس" ومخيم جنين وبين طلوزة وعصيرة الشمالية.
الخلية .. ومنطقة طوباس:
بعد وصول حجة الى بلدة "جلقموس" بأسبوع وكان ذلك في شهر 10/2001 تقريباً بعث أيمن ومحمود أبوهنود لسليم حجة سيارة كبيرة وبداخلها 38 تنكة بها مادة H2O2 + استون، حيث اتفق حجة مع المجاهد القسامي المحكوم 9 مؤبدات من "طوباس"، أن يستقبل هذه المواد في بيته لعدة ايام، من أجل سرية الأمر، وبعد يومين من ذلك استأجر حجة سيارة كبيرة من جنين، وقام بنقل 20 تنكة من "طوباس" الى "جلقموس"، كما تم نقل 10 تنكات من هذه المواد الى قيس عدوان في جنين، في حين تم ضبط باقي التنكات ورسومات لتصنيع العبوات عند مازن في طوباس على أيدي جهاز الأمن التابع للطيراوي، وتبين فيما بعد أن السائق الذي قام بنقل التنكات، كان مخبراً لجهاز الطيراوي وهو الذي بلغ عن مازن.
عملية حيفا:
بعد أن قامت القوات الصهيونية باغتيال المجاهد القسامي القائد محمود ابو هنود في شهر 11/2001 اتفقت خلايا القسام في شمال ووسط وجنوب فلسطين على بتلقين الصهاينة درساً على اغتيال المجاهدين.
وكان على خلية حجة وحلاوة تنفيذ عملية استشهادية في المناطق المحتلة عام 1948 للرد على عملية الاغتيال، حيث طلب حجة من محمد القرم يبحث له عن شخص لكي يشتري للخلية دوائر كهربائية من المناطق المحتلة عام 1948، فأجاب محمد بأن أخاه يوسف القرم يعمل بحيفا، وهو يستطيع القيام بذلك، وبالفعل قام يوسف القرم من "جلقموس" بشراء الدوائر الالكترونية، والتي قام حجة بنقلها الى نابلس بواسطة آخرين، وهذه العملية أشارت أن باستطاعة يوسف القرم إدخال استشهادي الى المناطق المحتلة، حيث تحدث حجة مع يوسف عن مهمة ادخال استشهادي الى المناطق المحتلة عام 1948، وطلب منه حجه أن يفكر في ذلك وأن يقوم بجمع المعلومات عن أهداف ملائمة لعملية، وبعد عدة أيام وافق يوسف على المهمة وقال لحجة: بأنه جمع معلومات عن باص ملائم للعملية يدخل الى مدينة حيفا، حيث ذهب حجه الى مدينة نابلس وطلب من نسيم أبو الروس أن يجهز له حزاما ناسفاً، وبعد أن حضره له، شرح له بحضور الشيخ المجاهد القسامي القائد يوسف السركجي كيفية تشغيله، ثم قام حجة بالطلب من مهند الطاهر مساء يوم الخميس حيث التقاه قرب منطقة المنتزه، أن يصور الاستشهادي، وأن يتولى الإعلان عن العملية، ويرسل الكاسيت الى وكالات الأنباء، وان يبعث له الاستشهادي الى جنين يوم السبت، واتفق الاثنان ان يكون اللقاء مع الاستشهادي قرب مركز الهلال الأحمر الفلسطيني بمدينة جنين، وتكون بيده علبة مشروب من نوع "ميرندا" ويلبس طاقية ليأتي شخص لاستلامه، وتكون كلمة السر بينهم: أين البريد؟ فيجيبه الاستشهادي: في المخيم؟!!.
تسلُّم الاستشهادي:
وبالفعل في يوم السبت وقبل العملية بيوم كان حجة في "جلقموس" قادما من نابلس بعد ان احضر معه الحزام المتفجر الذي اخذه من نسيم ابو الروس وكان ذلك في بيته بعد ان علَّم حجة كيفية تشغيله، حيث بعث محمد القرم ليستلم الاستشهادي في جنين، ليأتي به الى "جلقموس" وعندما وصل الاستشهادي الى "جلقموس" وتبين له أن اسمه ماهر محي الدين حبيشي من مدينة نابلس, وسأله حجة عما اذا كان مقتنع بتنفيذ العملية، فأجابه ماهر: بأنه مقتنع بالاستشهاد وان يخرج الى العملية، حيث اقترح عليه ان يصلي صلاة الاستخارة، فأجابه ماهر بأنه قد فعل ذلك وصلى، وهو مستعد للشهادة، وبهذه المحادثة التي كانت مع ماهر كان أيضاً يوسف القرم موجود، حيث قام يوسف القرم بتعليم ماهر كيف يتصرف داخل المناطق المحتلة عام 48، وكيف يدفع لسائق الباص الأجرة، مؤكداً أن عليه أن يقف وسط الباص، حتى يوقع العملية أكبر عدد من الاصابات في الصهاينة، وأثناء حديث المجاهدين القساميين عن تفاصيل العملية، طرق محمد الباب وأحضر الاكل.
وفي صباح يوم العملية، قام محمد القرم بحلق ذقن وشارب ماهر حبيشي لكي يغير شكله، حتى يكون شكله مناسباً لدخول المناطق المحتلة، والصعود في حافلة لليهود دون اية شبهة، مع العلم ان الاستشهادي حبيشة يمتلك بشرة بيضاء، وعيونٍ خضرٍ، مما سيساعده في التخفي وسط اليهود، وقام يوسف القرم في الصباح الباكر وفحص وضع الطرق ورجع الى البيت "لجلقموس" تمهيداً لاصطحاب الاستشهادي، حيث قام المجاهد القسامي سليم حجة وزنر حبيشي بحزام الاستشهاد، وعلمه كيف يفعل الحزام، وكان الحزام المتفجر مكون من سبعة اسطوانات نحاسية مملوئة بالمتفجرات، وبالخارج ملصق سوامين وبراغي، وكل اسطوانة يخرج سلك كهربائي ومشبوكين في البطارية، وبجانب البطارية زر مع أمّان، والحزام عبارة عن سترة من غير يدين وكل اسطوانة لها مكان في السترة، واخبر حجة ماهر، أأأنه يقوم وقبل صعوده الى الباص بفتح الأمّان.
رحلة الاستشهاد:
وفي اليوم التالي غادر ماهر حبيشي ويوسف القرم جنين بسيارة أجرة، وهناك وصلوا الى مدينة أم الفحم أول مدينة تقابلهم داخل المناطق المحتلة عام 1948، ومن هناك الى حيفا وكان القرم على اتصال مباشر مع يوسف القرم حتى اخبره أنه أصعد ماهر حبيشي الى الباص في حيفا.
وبعد ذلك أخبر يوسف حجه بأنه يسمع سيارات الإسعاف، وعندما خرج يوسف والاستشهادي ماهر حبيشة غادر حجة "جلقموس" متوجهاً الى قباطية وبقي عند أحد أصدقائه لمدة 12 يوم تقريباً، وهناك شاهد الأخبار، وعلم أن العملية قد نجحت، وقتل فيها أكثر من 15صهيونياً، وجرح حوالي 40 شخصاً، وبعد العملية بوقت قصير، اتصل مهند الطاهر ونسيم ابو الروس بحجة، ليستفسروا عن صلة حجة بالعملية واخبرهم بأن العملية من تنفيذ خليته، حيث قاموا بتبني العملية من نابلس ونشروا شريط الفيديو ووصية الاستشهادي ماهر حبيشي، وقامت بعدها القوات الصهيونية بعدة أيام باعتقال يوسف ومحمد القرم بعدما قام سائق السيارة التي نقلت يوسف والاستشهادي بالتوجه الى مركز الشرطة ليخبرهم: " بأنه نقل الاستشهادي وهو لا يعرف، وكان يصحبه يوسف الى مكان العملية "، حيث تحدث حجة مع قيس عدوان بشأن اعتقالهم وطلب منه أن يهتم بتعيين محامي لهم.
عمليات زيد الكيلاني في تل ابيب ووادي عارة :-
في شهر 10/2001 اخبر المجاهد القسامي الشهيد قيس عدوان سليم حجة ابن بلدته سيريس زيد الكيلاني، توجه إليه عدة مرات، وطلب منه ان يقوم بعملية استشهادية لكي ينتقم لاستشهاد أخيه زكريا الكيلاني، حيث توجه وقيس الى مهند الطاهر واخبره بأمر زيد الكيلاني، وبعدما اخذ قيس الموافقة بانضمام زيد للقسام عرّفه على مهند، حيث أعطى مهند زيد عبوتين، حيث قام زيد الذي عمل لسنوات طوال داخل المناطق المحتلة عام 1948 ويتقن العبرية بكل لهجاتها بطلاقة، فقام زيد بعمليتين: واحدة في تل ابيب والثانية في وادي عارة، عن طريق تفجير العبوات بواسطة الهاتف النقال، الا انه وفي عمليته قرب وادي عارة، استوقفه حاجز طيار، ما اضطره الى القيام بتفجير عبوته عند اقتراب حرس الحدود منه، الأمر الذي أدى الى إصابة الجنود بجراح متفاوتة، وإصابته بجروح متوسطه، نقل على أثرها الى المستشفى ومن ثم الى التحقيق.
أسماء في صفوف خلية حلاوة وحجة:
1- عبد الله وبلال البرغوثي وكان ايمن مسؤول عنهم في منطقة رام الله وهم قاموا بتجنيد نشيطين وارسالهم في عمليات استشهادية وأراد ايمن أن يكونوا مستقلين في منطقة رام الله.
2- قيس عدوان عنصر مستقل في منطقة جنين قام بنشاط عسكري توجه الي لكي اوصله الى ايمن حلاوة من اجل تقوية وانتاج العبوات وكان ايمن باتصال معه .
3- عبد الرحمن حماد ؟ قلقيلية انا قمت بتجنيده وكان مسؤول عن خلية عسكرية في قلقيلية وكان ايمن مسؤول عنه وقد وفر له العبوات .
4- جميل جاد الله من مدينة الخليل لقد تبناه ايمن عندما وصل الى نابلس و طلب منه ان يقيم بنية لحماس في الخليل وسمح له ايمن بذلك وكانوا على اتصال دائم .
5- احمد مرشود من مخيم بلاطة عنصر كبير بالجناح العسكري هو الذي اقام العلاقة بين ايمن وصلاح دروزة وأيضا احمد أقام اتصال بين ايمن وبين المسؤول الجديد الذي خلف صلاح دروزة الملقب "راشد"
وأيضا احمد كان يوفر سلاح لايمن .
الفصل الأخير في حياة حلاوة:
في 20/10/2001 يقول سليم حجة: كنت في "جلقموس" والى هناك وصل: ايمن حلاوة، ومحمود ابو هنود، وجاسر سمار، و قيس عدوان، وعندما زاروني هؤلاء الأربعة خرجنا الى الجبل الذي يطل على مستوطنة "قديم" و"جنيم" وعلى المستوطنات في جبل جلبوع وتحدثنا عن أمكانية العمليات في هذه المنطقة وانا وعدتهم بجمع المعلومات عن هذه المنطقة .
بعد ذلك بيوم تركنا محمود ابو هنود واتفق مع ايمن ان ينتظره في منطقة طلوزة ومن هناك ياخذه الى نابلس، وعندها يقول حجة اخبرني ايمن بأن له لقاء مع النشيطين من بيت لحم وهم علي علان وعلي بجالي وبعد ذلك بيوم عرفت ان ايمن تمت تصفيته وسمعت ذلك بالإعلام، وأن شخص يدعى عزمي المصري قتل بانفجار في نابلس، وأنا عرفت أن هذا هو ايمن حلاوة، لأنه كان يستخدم هوية مزورة على هذا الاسم.
وبعدها طلب مني محمود ابو هنود ان بلتقي معي للضرورة ليعرف كيف اغتيل ايمن، وهذا بناءاً على طلب "راشد" وبعد استشهاد ايمن استلم مكانه محمود ابو هنود.
شارك بتعليقك
اني افتخربكوني ابن اخوه لعمي سليم حجه .