فلسطين في الذاكرة من نحن تاريخ شفوي نهب فلسطين English
القائمة الصراع للمبتدئين دليل العودة صور  خرائط 
فلسطين في الذاكرة سجل تبرع أفلام نهب فلسطين إبحث  بيت كل الفلسطينيين على الإنترنت English
من نحن الصراع للمبتدئين    صور     خرائط  دليل حق العودة تاريخ شفوي نظرة القمر الصناعي أعضاء الموقع إتصل بنا

جلقموس: الشهيد منذر الحاج

مشاركة معاوية في تاريخ 30 أيلول، 2007

صورة لقرية جلقموس - فلسطين: : منظر عام للحارة والجهة الشمالية الشرقية أنقر الصورة للمزيد من المعلومات عن البلدة
الشهيد منذر الحاج أحد أبطال معركة الدفاع عن جنين رائحة الحناء انبعثت منه بعد استشهاده بثلاثة أيام عاهد رفاقه في حماس على الشهادة ورفض الانقياد وراء الأوامر الانهزامية عضو في حركة حماس ، وعريف في شرطة الدوريات ، ومقاتل في معارك جنين المتتالية ، وهو قبل كل شيء لاجئ من مهجري قرية فرونه في بيسان ويقطن في قرية جلقموس قضاء جنين ، امتشق سلاحه وهو يعي كما باقي إخوانه المقاتلين أن هذه المعركة تختلف عن سابقاتها ، فهي معركة القتال حتى الشهادة ، إذ لا نتيجة أخرى ترجى منها غير ذلك، فهي كما وصفها أحد الصهاينة ملحمة متسادا الفلسطينية، والشهيد منذر والذي قدم نموذجا رائعا في المقاومة في حي السيباط في جنين خلال هذه المعركة حيث شهد له إخوانه بأنه أعطب دبابة صهيونية في ثاني أيام الاجتياح ، إلا أن قصة استشهاده تبقى أنموذجا شاهدا على تلك الأخلاق العالية التي يتمتع بها الجيش الصهيوني في القتال ، فقد ترك الشهيد ثلاثة أيام ينزف قبل أن يتم إعدامه بدم بارد أمام بوابة المستشفى في جنين ، ليبقى جثمانه يلعن كل من يفرق بين مدني وعسكري في هذا الكيان الغاصب. تدور أحداث قصة استشهاد هذا المقاوم إلى اليوم الثالث من أيام اجتياح جنين 5/4/2002 حيث كانت تدور اشتباكات عنيفة جدا في البلدة القديمة من جنين وتحديدا في حي السيباط الذي دمرت الطائرات الصهيونية مدخله وقصفت عدة مبان في تلك المنطقة خلال تلك الاشتباكات ، الشهيد منذر لم يكن غائبا عن رحى تلك الاشتباكات ، فقد قرر أن يحمل سلاحه بشرف ، وأن يدافع عن شرف الجندية دون أن يحذو حذو قيادته أو يطيع أوامرها ، تلك القيادة التي أصدرت أوامرها إلى أفراد الأجهزة الأمنية في جنين قبيل الاجتياح بتسليم أسلحتهم والعودة إلى بيوتهم ، وكان هذه القيادة قد أخذت على عاتقها ألا تتخذ موقفا مشرفا واحدا في حياتها ، منذر رفض الامتثال إلى هكذا قرارات وقرر حذو طريق أولي العزم ، إذ ما كان ليخون تربيته الإيمانية ويخذل إخوانه المقاومين فيقعد مع القاعدين ، وهو الذي تملأ حجرته صور الشهيدين جمال منصور وجمال سليم و الاستشهادي عز الدين المصري ، فثبت في جنين ، ومثله فعل نفر من الأجهزة الأمنية الذين رفضوا الضيم والقرارات الهزيلة ، وعليه فقد كان شهيدنا فاعلا في المقاومة في اليومين الأولين للاجتياح ، وقد ذكر شهود عيان في منطقة الاشتباكات أنه تمكن من إعطاب إحدى الدبابات الصهيونية وشل حركتها في اليوم الثاني للمعركة. ولجبن العدو عن المواجهة المباشرة فقد كان دائما يستعين بالطائرات لحسم المعركة وفي خضم القصف العشوائي المستمر لحي السيباط في جنين أصيب منذر برصاصات من العيار الثقيل في يده ورجله من طائرة أباتشي ، وعندها قام المواطنون بحمله ونقله إلى مشفى الرازي في المدينة ولكنهم عندما وصلوا إلى مدخل المستشفى منعهم الصهاينة من إدخاله حيث كانوا يحاصرون المستشفى لاعتقال الجرحى الذين يعتبرونهم مطلوبون لديها ، وعليه فقد وضع منذر ممداً على درج بوابة المستشفى و الأطباء والممرضون يحاولون إدخاله ولكن دون جدوى وهو ينزف بشكل غزير و لمدة ثلاث ساعات كاملة ، حيث كان الجنود يطلقون النار على كل من كان يحاول إسعافه ، وخلال وجوده مصابا على بوابة المستشفى أطلق الجنود النار عليه فأصابوه في صدره لتتم بذلك عملية الإعدام الميدانية ، وبعد أن تأكدوا من وفاته سمحوا للمرضين بإدخاله إلى المستشفى. الإخفاقات الصهيونية لم تتجل في هذا الموقف فحسب ، فقد حاول الأطباء نقل جثمانه من مستشفى الرازي حيث استشهد إلى مستشفى جنين لعدم وجود ثلاجة موتى في هذا المشفى ، أو نقله إلى مسقط رأسه في قرية جلقموس لمواراته الثرى ، إلا أن العدو رفض الاستجابة للحالتين ، وعليه فقد بقي ممداً على أرض المستشفى من الجمعة إلى الأحد7/4 إلى أن تم التنسيق مع الصليب الأحمر الذي تدخل لنقله إلى مشفى جنين ومن ثم تسليمه إلى أهله لدفنه ، فكانت معاناة في الاستشهاد ومعاناة في الدفن تحت التراب الذي لا يروق للإسرائيليين أن ندفن تحته بعد أن سلبوا ما فوقه ، والدته قالت إنه ورغم مكوثه في مستشفى الرازي ثلاثة أيام دون ثلاجة، فإن رائحة الحناء كانت تنبعث من ثناياه عند دفنه والحمد لله شقيق الشهيد ، وهو الشيخ خالد الحاج ،الناطق باسم حركة حماس في محافظة جنين قال تعليقا على استشهاد شقيقه: إن العدو لم يكتف بطردنا من قريتنا في فلسطين المحتلة عام 1948 ، بل لحقنا إلى جنين ليسلبنا حق الحياة ويعدم ابننا بدم بارد. و أضاف الشيخ خالد الحاج لقد كان بإمكانه التزام منزله في قريتنا جلقموس قبيل الاجتياح كما فعل الكثيرون ، إلا أنه أصر على أن يكون في الخندق الأول للمقاومة في جنين ، وعليه وعندما بدا الحديث عن احتمال اجتياح جنين ، صلى الفجر في مسجد القرية حاضرا وتعطر ولبس ملابس جديدة وذهب إلى جنين للاستعداد للمعركة. و أضاف أخوه أن الشهيد منذر كان يحب جمع صور الشهداء وكان مولعا بصور شهداء كتائب القسام التي كان يزين بها جدران غرفته و بالأخص صور الشهيدين جمال منصور وجمال سليم. ويقول ذووه أنهم عرضوا عليه فكرة الزواج قبل أسبوع من استشهاده ، إلا أنه نظر إليهم بابتسامته المعهودة ولم تنبس شفتاه بكلمة ، وكأنه كان يعرف أنه سيزف بعد عدة أيام إلى الحور العين وأن موعده مع الشهادة قد فاق كل الالتزامات الأخرى. إصابة منذر الأخيرة والتي أدت إلى استشهاده لم تكن الأولى له مع الصهاينة ، فقد أصيب في قدمه خلال شهر كانون الأول من العام الأول لانتفاضة الأقصى عندما كان يشارك في المواجهات التي كانت تدور رحاها قرب حاجز الجلمة ، ويرحل منذر ملتحقا بقافلة من إخوانه في حماس وفي باقي فصائل المقاومة ولكن تبقى البندقية أمانة في رقاب جيل جديد من المقاومين سيتربى على سيرة أولئك الأطهار. تلك صفحة من صفحات الظلم الكثيرة التي لحقت بأهالي جنين ، إلا أنها لم تكن أبدا لتشكل ورقة للتسليم لهذا الكيان المسخ، إذ كانت كل قطرة دم حافزاً جديداً للمقاومين ليصمدوا يوماً آخر في هذه المعركة يضاف إلى سجل المجد والصمود الأسطوري للشعب



إذا كنت مؤلف هذه  مقال وأردت تحديث المعلومات، انقر على ازر التالي:

ملاحظة

مضمون المقالات، المقابلات، أو الافلام يعبر عن الرأي الشخصي لمؤلفها وفلسطين في الذاكرة غير مسؤولة عن هذه الآراء. بقدر الامكان تحاول فلسطين في الذاكرة التدقيق في صحة المعلومات ولكن لا تضمن صحتها.

 

شارك بتعليقك

الى جنات الخلد مع الانبياء والشهداء وبرفق الاستشهادي عزالدين المصري
رحمه الله رحمة واسعة وجميع الشهداء وعجل فرج الأسرى الأسود وفرّّج عن الجميع ويسلموا على هالوثبقة
 
American Indian Freedom Dance With a Palestinian


الجديد في الموقع