فلسطين في الذاكرة من نحن تاريخ شفوي نهب فلسطين English
القائمة الصراع للمبتدئين دليل العودة صور  خرائط 
فلسطين في الذاكرة سجل تبرع أفلام نهب فلسطين إبحث  بيت كل الفلسطينيين على الإنترنت English
من نحن الصراع للمبتدئين    صور     خرائط  دليل حق العودة تاريخ شفوي نظرة القمر الصناعي أعضاء الموقع إتصل بنا
السابقة

القدس الشريف: Let us see the looted Hansen Hospital -- جولة في ييت هانسين -- المزيد عنه في قسم التعليقات اسفل الصورة

  تعليق واحد
التالية

English

صورة لمدينة القدس الشريف: Let us see the looted Hansen Hospital -- جولة في ييت هانسين -- المزيد عنه في قسم التعليقات اسفل الصورة. تصفح 70 ألف صورة تدون الحياة والتراث الفلسطيني جلهم قبل النكبة

 رُفعت في29 حزيران، 2025
 
شارك السابقة   2634   2635   2636   2637   2638   التالية القمر الصناعي
 

شارك بتعليقك

الكاتب أسامة العيسة
مستعمرة الجذام في القُدْس..!
في الأشهر الأخيرة قبل كورونا، انتظم روتين سيري شبه اليومي من بيت لحم إلى القُدْس، الطنطور، مار الياس، تل بيوت، البقعة الفوقا، البقعة التحتا، محطة القراءة، التي رفدت مكتبتي الخاصة بمجلدات تخص القُدْس والشؤون الإسرائيلية، فالطالبية، والكولونيالية الألمانية.
أصبح الجلوس قبالة بيت هانسين، محطة إجبارية، قبل الوصول إلى محطة قدس شريف والطاحونة. وبدا لي بأنَّ بلدية القُدْس الاحتلالية وكأنَّها لم تنهِ عملية إسدال الستار على الوظيفة التي عرفت بها البناية، التي بدأتها منذ أعوام، أو كأنَّ تجديد إحدى أجمل البنايات في الحي الزاخر بأنماط عمرانية مذهلة، بعد تغيير وظيفتها التي اضطلعت بها أكثر من قرن، وشهدت خلال ذلك على جزءٍ منسي من تاريخ المدينة المقدسة، ليست مهمة سهلة.
البناية صممها المهندس المعماري الألماني كونراد شيك عام 1887 لتكون مستشفى للبرص والمصابين بالجذام، وهو مرض طالما أثار الرعب في بلادنا، وتطرقت له الكتب المقدسة. وبالنسبة لي فإنَّ تجاهل الاهتمام بشيك، فلسطينيًا، من مثالب البؤس، والجهل، وثقافة انفعالية، ووطنية بلاستيكية مجتمعة.
في مخطوطتي: سماء القُدْس السابعة، دبيب لشيك، في محاولة استعادته، من المخيلة الاستعمارية الإسرائيلية حول القُدْس.
المشفى أُسس إثر تفشي المرض في القُدْس في أواخر القرن التاسع عشر، اشتريت الأرض، وشيد البناء، من تبرعات جُمعت في ألمانيا، على قطعة من الأرض مساحتها فدان بين حي الطالبية والكولنيالية الألمانية، في القُدْس الجديدة، خارج الأسوار، وهو مكون من طابقين، بُني من الحجر المحلي، وأحيط بسورٍ عالٍ، وصممت المشفى لتلبي جميع احتياجات المرضى، وبدت كمستعمرة صغيرة مكتفية بذاتها، فيها الأشجار المثمرة وثروة حيوانية، وآبار المياه.
حرص المعماري شيك، على ترك بصمات فنية على البناية، من خلال النوافذ المقوسة والأنيقة، والشرفات المطلة على الحدائق المزروعة بالفاكهة، والمدخل ثنائي الدرج. ووجدت في المشفى عيادة خارجية لفحص المراجعين من المرضى المسيحيين والمسلمين واليهود.
لم يكن مرضى الجذام يعانون من تبعات المرض فقط، ولكن من النظرة المجتمعية لهم، وكأنَّ المرض وصمة تصيب صاحبه. ولم يكن من النادر تعرض المرضى للضرب والإقصاء.
بعد الاحتلال البريطاني لفلسطين، كُلف الفرع البريطاني للكنيسة المورافية بإدارة المشفى، الذي كان يقيم فيها بشكل دائم نحو 60 مريضا. وتولت حكومة فلسطين الإنفاق عليها.
في المدونات الإسرائيلية الحديثة حول المشفى، هناك إشادة بدور حاخام القُدْس أرييه ليفين (1885-1969)، لمواساته للمرضى، بعد أن رأى امرأة يهودية تبكي بجانب حائط البراق، وعندما علم انها تبكي بحرقة من أجل ابنها الذي يعالج في مستشفى البرص، أخذ يزور المرضى، الذين عادة ما كانوا يفتقدون لزيارات من العالم الخارجي، وأحد أسباب ذلك، الاعتقاد بأنَّ المرض ينتقل بالعدوى، في حين تخبرنا المصادر الطبية الحديثة، أن الجذام يسببه نوع من البكتيريا، ونادرًا ما ينتقل بالعدوى خصوصًا حين يكون المريض يتلقى العلاج.
تولى الدكتور توفيق كنعان، رائد الدراسات الفلكلورية في فلسطين، إدارة المشفى في أربعينيات القرن الماضي، ويبدو أنّه خلال عمله حقق نجاحات على طريق مكافحة المرض، مستفيدًا مما حققه الطبيب النرويجي هانسن في اكتشاف مسببات الجذام، ولكن الدرب لم تكن ممهدة أمام كنعان، الذي تعرض للاعتقال على يد البريطانيين في فترة لاحقة، وكذلك أغلق أمام المرضى العرب، الذين طردوا مع نكبة القُدْس الغربية، إلى شرق المدينة، بينما بقي المرضى اليهود في المستشفى.
هودت القُدْس الجديدة، التي أصبحت تعرف باسم القُدْس الغربية، والتي كان يملك الفلسطينيون فيها 40% من الأراضي والعقارات، بينما ملكية اليهود لم تتجاوز 25%، والباقي كان في حوزة الجاليات والمؤسسات والإرساليات الأجنبية. نشرة للكنيسة المورافية في كانون الثاني 2001 تذكر مأساة المرضى: "خلال الحرب العربية-اليهودية بقي المشفى في القسم اليهودي في الجهة الجنوبية الشرقية للبلدة القديمة من القُدْس. وقد اضطر المصابون والعاملون من العرب إلى مغادرة المشفى باتجاه المنطقة التي كان يعزل فيها مرضى البرص في الحقبة العثمانية في قرية سلوان. وكانت الخدمات التي عرفتها بعض الممرضات في شرقي القُدْس غير كافية وغير ملائمة". حصل المستشفى على بعض الشهرة خارج البلاد، عندما كتب عنه الكاتب الإسرائيلي شموئيل يوسف عجنون (نوبل 1966) في روايته: شيرا، وقصته القصيرة: إلى الأبد، وكان عجنون يقطن في حي تل بيوت، غير بعيد عن المستشفى، وهو أيضًا كتب عن الولي الإسلامي أبو ثور.
المرضى العرب الذين وضعوا في الحجر الصحي في سلوان، اعتنت بهم الكنيسة المورافية، بعد بناء مشفى جبل النجمة في قرية أبو قش، قرب رام الله، وتولى الدكتور كنعان المسؤولية تجاههم مرة أخرى.
أمّا مستشفى الطالبية، فظلت تعمل حتى عام 2000، وحولتها بلدية القُدْس الاحتلالية إلى مركز فني ومتحف بإشراف أكاديمية بتسلئيل، يستضيف الأحداث الفنية والثقافية.
أتمعن في البناية، التي بدت أنها تستعصي على أن تكون غير وظيفتها كمستشفى عابر للأديان والصراعات. امتد تاريخها أكثر من 120 عاما. خسر 600 مريض حياتهم داخل جدرانها، حيث كانت بمثابة وطنا لهم.
اتمعن أيضًا، كيف شهدت البناية على أفول إمبراطوريتين، وحربين عالميتين، وحروب وثورات محلية، وكيف أنَّ الأوطان الصغيرة والكبيرة، في هذه البلاد تُسرق.
 
American Indian Freedom Dance With a Palestinian


الجديد في الموقع