فلسطين في الذاكرة من نحن تاريخ شفوي نهب فلسطين English
القائمة الصراع للمبتدئين دليل العودة صور  خرائط 
فلسطين في الذاكرة سجل تبرع أفلام نهب فلسطين إبحث  بيت كل الفلسطينيين على الإنترنت English
من نحن الصراع للمبتدئين    صور     خرائط  دليل حق العودة تاريخ شفوي نظرة القمر الصناعي أعضاء الموقع إتصل بنا
السابقة

القدس الشريف: وصلت الكاتبة غاده حسن الكرمي عام 1991 ابنة اللغوي المعروف حسن الكرمي، الى القدس، بحثا عن بيت العائلة في القطمون، الذي تركته في عام 1948، وكانت نتيجة الزيارة، سيرتها الذاتية،..المزيد عنها في قسم التعليقات

  تعليق واحد
التالية

English

صورة لمدينة القدس الشريف: وصلت الكاتبة غاده حسن الكرمي عام 1991 ابنة اللغوي المعروف حسن الكرمي، الى القدس، بحثا عن بيت العائلة في القطمون، الذي تركته في عام 1948، وكانت نتيجة الزيارة، سيرتها الذاتية،..المزيد عنها في قسم التعليقات. تصفح 70 ألف صورة تدون الحياة والتراث الفلسطيني جلهم قبل النكبة

 رُفعت في12 آب، 2025
 
شارك السابقة   3326   3327   3328   3329   3330   التالية القمر الصناعي
 

شارك بتعليقك

ذائعة الصيت (البحث عن فاطمة)، والتي صدرت بعدة لغات، ولم تترجم حتى الان الى العربية.

وفاطمة هذه امرأة من قرية المالحة، القريبة من القطمون، والتي تصفها الكرمي، بانها، الخادمة، والصديقة والأم البديلة، والمرساة، والملاذ، والسند المعتمد، والركيزة، وعمود العائلة الفقري.

تركت عائلة حسن الكرمي القطمون، بعد ان رفضت فاطمة الذهاب معهم، في احد ايام نيسان 1948، لتبدأ رحلة لجوء لم تنته حتى الان.

وفي احدى حواراتها عن فاطمة قالت الكرمي: "فاطمة هي امرأة فلاحة كانت تساعد امي في اعمال البيت، وميزة فاطمة انني عندما كنت طفلة دخلت حياتي وقد كانت تهتم بي كثيرا كأنها ربتني، وهي حنونة وتحبنا كثيرا وقد تعلقت بها كثيرا وهنا، جاءت المأساة الشخصية فنحن لسنا فقط تركنا بلدنا بل تركنا هذه الانسانة التي اعتبرها كأمي واحبها جدا وافتقدها. وفي الكتاب البحث عن فاطمة اعتبرت فاطمة رمزا لفلسطين التي ضاعت وللطفولة فهي رمز وانسان".

لم تتمكن الكرمي من العثور على اثر لفاطمة، في حين ان حفيدها، ما تزال تسكنه، جدته الاسطورية، التي عاشت 103 اعوام.

في شرفة منزله في جبل الموالح في بيت لحم، التي توفر منظرا بانوراميا للمدينة، جلس محمد حسن مصلح حلو (64) عاما يستذكر جدته، فاطمة الباشا. ابن قرية المالحة، والتي كانت تمتد اراضيها الى باب الخليل في القدس.

يقول حلو، بان جدته مثلت عدة حقب، وثقافات اختفت، وكان عليها ان تعيش حروبا، ومأس، ونكبات، وتنتقل من المالحة، الى بيت لحم، لتسكن سنوات طويلة، في المغر فيما اصبح يعرف جبل الموالح، في انتظار عودة لم تأت بعد.

ويتحدث حلو، عن العلاقة المميزة، التي ربطت جدته، بعائلة حسن الكرمي، والتي انقطعت مع النكبة، وبينما تشرد سكان القطمون، الحي الذي سكنته البرجوازية الفلسطينية الصاعدة، في ربيع 1948م، فان اهالي المالحة، المجاورة، كان عليهم ان يذوقوا مرارة الهجران بعد ذلك بشهور.

كتب كثيرون عن سقوط القطمون، ومن بينهم خليل السكاكيني في يومياته، فيما تأخذ الروايات الشفوية، على سكان الحي الاغنياء، ما تصفه هروبهم المبكر، حاملين معهم ما خف وزنه، وغلى ثمنه، تاركين المجاهدين بقيادة ابراهيم ابو دية، يقاتل ببسالة، رغم المجازر التي ارتكبتها العصابات الصهيونية.

يقول حلو: "توفي والدا جدتي فاطمة في الشام، وكان عمرها 8 سنوات، وتزوجها واحد من ابناء عمومتها طمعا في الارض الواسعة التي تركها والدها، ولكنها بعد ان انجبت ثلاث بنات وعمرها 13 عاما، اقدمت على خطوة غير مسبوقة في تلك الاوقات، وهي هجر زوجها، ولم تُطلق منه الا بمساعدة حسن الكرمي، الذي عمل في دائرة المعارف الفلسطينية الانتدابية، واستغل معارفه لإجراء الطلاق".

ويضيف: "عندما تزوجت جدتي كانت طفلة، بينما زوجها في الاربعين، لقد ثارت على وضعها المزري في ذلك الوقت، الذي كانت فيه المرأة بلا حول ولا قوة، ولا تستطيع ان تقرر امرها، فأخذت اخوتها وبناتها واقسمت على ان تترك هذا الزواج، وهنا بدأت صراع الحياة القاسي، فأصبحت تذهب الى يافا مع بعض نساء المالحة، وتشتري البرتقال وتعود به الى القدس لبيعه، وكانت تأخذ البيض والحليب لتبيعه في القطمون، والقدس، ضاربة بعرض الحائط بما يقال لها من ابناء عمومتها، فطلبت ان تطلق وان تكون هي المسؤولة عن ارث ابيها من الارض، وكان لديها اوراق ثبوتية بان ارض والدها كانت تصل الى الشماعة، او ما عُرف بطنوس سنتر، مقابل باب الخليل".

وعن بداية العلاقة مع عائلة الكرمي يقول حلو: "كان القدر يرتب لها طريقا اخر فخلال مرورها وبيعها البيض والبرتقال والحليب في القطمون، اقتربت منها امرأة، وطلبت منها ان تكون مربية لطفليها زياد وغادة، ولم تكن تلك المرأة، الا زوجة حسن الكرمي، الذي طارت شهرته الافاق، فيما بعد من خلال برنامجه قول على قول".

ويقول: "من هنا بدأت العلاقة بين جدتي وعائلة الكرمي، والتي استعادتها غادة الكرمي في سيرتها الذاتية".

ويضيف: "قبل سنوات من رحيله، التقيت حسن الكرمي، في شقته في العاصمة الاردنية عمان، وعندما ذكرته بجدتي، انتعشت ذاكرته، رغم عمره المتقدم، وبدا وكأنني اعيده الى ايام فلسطين والقطمون الزاهية، لقد انفعل كثيرا عندما علم بانني حفيد فاطمة، وتحدث عنها بغلته الفصيحة، واصفا اياها ببلاغة وشاعرية، مؤثرة، وبعد ذلك اللقاء، رغبت جدتي بالذهاب الى عمان ولقاء الكرمي، ولكنها كانت ايضا في عمر متقدم ولا تقوى على السفر".

ولدت فاطمة الباشا في عام 1885 في المالحة، التي تحولت الان الى واحدة من اهم ضواحي القدس الاسرائيلية، اقام فيها المستعمرون، عدة منشات يعتبرونها من مفاخر دولتهم، كحديقة الحيوانات التوراتية، ورحلت عن عالمنا في عام 1988، بمدينة بيت لحم، التي لم تكف عن استقبال المشردين منذ لجوء السيدة مريم لتضع طفلها، ولتحمل المدينة رسالة السلام الى العالم، بينما لم تتمكن حتى الان من صنع سلامها الخاص.

بعد ان بثت قناة الجزيرة حلقة عن كتاب (البحث عن فاطمة) سعى حلو للتواصل مع غادة الكرمي، التي زارته في المنزل في بيت لحم، وتحدثا مطولا عن فاطمة، ووعدته بارسال نسخة من كتابها، وما زال ينتظر.

أسامة العيسة / الأيام
 
American Indian Freedom Dance With a Palestinian


الجديد في الموقع